أعاني من أحلام اليقظة واضطرابات في الشخصية، فما الحل؟

0 30

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء على المجهود المثمر لهذا الموقع.

أنا أشك بأن عندي اضطرابا في الشخصية، أعتمد على الآخرين كثيرا، وأسقط أخطائي على غيري، وأحس أني متنافضة كثيرا بدون قصد، وأشعر أن عندي اكتئابا بعض الأحيان، وكثيرة القلق، وأفكر كثيرا، فيضيع وقتي عن دراستي، وأشك كثيرا، فما الحل؟

عدا ذلك فأنا أشكو من أحلام اليقظة، لدرجة أني أتكلم داخل عقلي، وأبكي وأضحك بسرعة، وأتشتت ولا أستطيع التحكم بمشاعري، فهل ما أعاني منه مرض نفسي؟

أريد أن أكون إنسانة قوية، ولكني لا أستطيع التعامل مع الناس، فأنا أشعر بأني أضايقهم بتصرفاتي، أريد أن يكون لدي أصدقاء يعاونونني على الدراسة، ويحبونني، ولكن ليس لدي أصدقاء، مما أثر على دراستي، فهل ما أعاني منه ابتلاء أو وسواس؟

أريد أن أكون إنسانة ناجحة ومحترمة بين الناس، فكيف ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جواهر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

لا أريدك أبدا أن تصفي نفسك بأنك تعانين من اضطرابات الشخصية، لأن اضطراب الشخصية له معايير تشخيصية، لا أرى أن أعراضك تطابق أعراض اضطراب الشخصية، لديك أشياء بسيطة هنا وهناك، لكن حين نخضعها للمعايير التشخيصية الصحيحة لاضطرابات الشخصية لا أجد لديك اضطرابا حقيقيا في الشخصية.

واضطراب الشخصية ليس بالمرض الهين، أو ليس بالسمة الهينة، لذا أنا حقيقة لا أستعجل أبدا في تشخيصي، أقوم بفحص الإنسان عدة مرات: إكلينيكيا ومن خلال المناظرة والمقابلة المباشرة، ثم نجري بعض الفحوصات النفسية المتعلقة بمكونات الشخصية، وبعد ذلك نصل لنتيجة.

لا أراك تعانين من شيء من هذا، لكن لديك بعض الصعوبات، لديك شيء من القلق، لديك عسر في المزاج، وهي درجة بسيطة من الاكتئاب، وأعتقد كل الذي تحتاجينه هو أن تكوني أكثر صرامة مع نفسك، الله تعالى حباك بطاقات الشباب وبطاقات المقدرات المختلفة الجسدية والذهنية والفكرية، فيجب أن تكوني حازمة مع نفسك، ولديك القصد والعزم لأن تصلي إلى غاياتك في الحياة. هذا هو المطلوب.

أهم وسيلة لأن يصل الإنسان إلى هذه الغايات هو أن يحسن إدارة الوقت، يجب أن تقومي بوضع جدول يومي لما هو من المفترض أن تقومي به.

بالنسبة للطالب أنا أرى أن النوم الليلي المبكر مهم جدا؛ لأنه يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، ويجعل الإنسان يستيقظ مبكرا بنشاط وإقبال على الحياة، يؤدي صلاة الفجر، ثم بعد ذلك بعد الاستحمام وتناول الشاي يبتدأ الطالب يدرس لمدة ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى المدرسة أو الجامعة، وجدنا هذا من أفضل السبل التي تؤدي إلى تحسن التحصيل الأكاديمي بصورة واضحة، وتؤدي إلى تطوير المهارات وبناء الشخصية؛ لأن الإنسان حين ينجز في البكور – في الصباح – سوف يستطيع أن يدير وقته الباقي في اليوم بصورة ممتازة جدا؛ إن أراد أن يرفه عن نفسه، إن أراد أن يتواصل اجتماعيا، يجلس مع الأسرة، بعد ذلك يدرس مرة أخرى لساعة أو ساعتين، فهنا يكون الإنجاز قد اكتمل.

أنصحك أن تختاري هذه الوسيلة، ولا أريدك أبدا أن توسوسي حول شخصيتك، شخصيتك شخصية عادية جدا، لكن كما ذكرت لك قد يكون هنالك شيء من القلق وعسر في المزاج، وفي مرحلتك العمرية هذه الأمور توجد كثيرا. انتبهي لنفسك وأحسني إدارة وقتك، ولابد أن تتفاعلي إيجابيا مع أسرتك، لابد أن تمارسي شيئا من الرياضة التي تناسب الفتاة المسلمة، واحرصي على صلواتك في وقتها، وقومي بواجباتك الاجتماعية، بر الوالدين أمر ضروري جدا، ولا تكتمي، موضوع العقل الباطني والكتمان وأحلام اليقظة: هذه مقدور عليها من خلال ما ذكرته لك من برامج علاجية.

وأعتقد أيضا تناولك لعقار بسيط، يمكن أن تذهبي إلى الطبيبة – الطبيبة النفسية – لتصف لك جرعة بسيطة من عقار (سبرالكس) مثلا، خمسة مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر؛ هذا سوف يفيدك كثيرا، وهو سليم وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات