السؤال
السلام عليكم..
أريد دواء للاكتئاب والحزن والخوف والقلق، فأنا منذ الطفولة وشخصيتي مكتئبة، حتى لو كنت سعيدة، فسرعان ما أكتئب مرة أخرى، وكثيرة التفكير والوساوس بأفكار غريبة تسيطر على عقلي، حساسة، وخوافة، وخجولة، كبرت وتغلبت على الحساسية والخجل قليلا، لكن الاكتئاب ما زال، وأشعر أنه زاد منذ ثلاث سنوات، أصبحت أكره منزلي، ولا أريد فعل أي شيء، فأنا أشعر بالكسل والخمول والتعب، وأغلب وقتي حزينة، وأخاف من أي شيء، أفكر كثيرا، ويصيبني الخوف، أكبر المواضيع في عقلي رغم أني أعلم أن ما أفعله خطأ.
توفيت أختي قبل سنة، وأثر ذلك بي لدرجة أنه جعلني أخاف من الموت، وأفكر فيه بكل لحظة، فلم أعد أعرف طعم الحياة والسعادة، أكره منزلي، كما أني متزوجة منذ 6 سنوات، ولم أرزق حتى الآن بالأبناء، صحيح أني أعيش يومي، ووضعي أحسن من غيري، ولكني أتمنى أن أعيش حياة طبيعية، وأن أحب بيتي وزوجي، فهل هناك علاجا لحالتي ولكن دون أن يسبب لي زيادة في الوزن؟ فأنا لم أتناول أيا من الأدوية من قبل، ولا أستطيع الذهاب للطبيب خوفا من الكورونا -عافانا الله وإياكم-.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Aisha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله تعالى لك العافية، بالرغم من أن ما تعانين منه هو بوادر المزاج الاكتئابي، فأنا أرى أنك قد أفلحت جدا في أن تقضي على الخجل والمخاوف، وهذا تطور مهاراتي كبير، فيجب أن تقيم هذا الإنجاز تقييما إيجابيا، لأن في ذلك مردود إيجابي على نفسك يؤدي إن شاء الله تعالى للمزيد من التحسن.
أنا لا أراك مكتئبة اكتئابا عميقا أو اكتئابا مطبقا، إذا ما تعانين منه وهو مزاج اكتئابي أو شيء من العسر المزاجي، وأنا أعتقد أنه بشيء من الجهد النفسي، والتفكير السليم، وتغيير المشاعر لتكون أكثر إيجابية تستطيعين أن تتغلبي على هذا المزاج الاكتئابي.
الإنسان يجب أن يحكم على نفسه بأفعاله في هذه الحالات، وليس بمشاعره، وإذا كانت الأفعال ليست على المستوى المطلوب، وأقصد بالأفعال -الأنشطة الحياتية اليومية-، فيجب على الإنسان أن يجبر نفسه أن يكون منجزا، وخير وسيلة لذلك هي العزم والقصد والإصرار على أن يكون الإنسان فعالا، وتنظيم الوقت بصورة جيدة ومنضبطة من أحسن الأشياء التي تحسن الدافعية عند الإنسان.
ومن أفضل الطرق لتنظيم الوقت أن نربط ذلك بالصلوات "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا"، الصلاة لها وقتها المحدد، والإنسان يمكن أن يدبر أنشطته اليومية بحيث يخطط ما الذي يريد أن يقوم به قبل الصلاة، وما الذي سوف يفعله بعد الصلاة هذا وجدناه من الأمور الطيبة، والتي تجعل الناس ينضبطون وينتظمون في صلواتهم، وفي ذات الوقت تكون أفعالهم جيدة جدا.
كما أن النوم الليلي المبكر يساعد على ترميم خلايا الدماغ، ويجعل الإنسان يستيقظ نشطا في الصباح يؤدي صلاة الفجر، ومن ثم ينطلق في يومه، فاجعلي لنفسك نصيبا من هذا، فالذين ينجزون في الصباح ومع البكور تنشرح أساريرهم، وتتحسن أمزجتهم، هذا شاهدناه كثيرا، ولدي قناعة شخصية أن أذكار الصباح تفرج الكرب وتشرح النفوس.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: هذه الممارسات البسيطة جدا وغير المكلفة اجعليها جزءا من حياتك، وأريدك أيضا أن تقومي ببعض الأنشطة الرياضية حتى وإن كان ذلك داخل المنزل، أي نشاط رياضي يناسبك سيكون أمرا مفيدا جدا لك، وحاولي أن تقرئي وتتطلعي، وأعتقد أنه ليس هنالك ما يمنعك في وقت لاحق أن تذهبي أنت وزوجك لمقابلة طبيبة الإنجاب، عسى الله تعالى أن يسهل لكما وأن يرزقكما الذرية الصالحة.
الدواء الذي أراه مناسبا هو فلوكستين بروزاك؛ لأنه خفيف ولا يزيد الوزن، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، والجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بكبسولة واحدة يوميا بعد الأكل لمدة شهر، ثم تجعليها كبسولتين يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم كبسولة واحدة يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم كبسولة يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، أراه دواء مناسبا جدا كما ذكرت لك، ولا يزيد الوزن، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسوية.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.