حائرة ولا أعلم هل أوافق على الشخص المتقدم لي أم لا!

0 25

السؤال

السلام عليكم.

مرحبا موقع إسلام ويب.

أنا لدي مشكلة وأريد مساعدتكم، أنا تقدم لخطبتي شخص عمره ٤٠ سنة، وأنا عمري ٢٧ سنة، ليس لدي أي مانع من فارق العمر ولا الشكل، أخلاقه حسنة، وملتزم، ويصلي ويخاف الله في، لكن مشكلتي أن شخصيته الوسواسية (التدقيق) فهو يدقق في أشياء كثيرة، وأنا خائفة جدا من هذا الموضوع، أنا كل يوم أصلي صلاة الاستخارة، وأصلي على النبي بالساعة كاملة، وصمت لوجه الله لكي يعطيني الله إشارة بأخلاقه.

النتيجة حلمت ذات مرة بشخص يقول لي: لا تخافي أنا أتيت لأساعدك أو أنا أتيت لأجلك، ومرة أخرى يمسك يدي ويعبر معي الشارع، فهل هذه إشارة، أم أنا أتوهم؟ فأنا خائفة من الخطوبة والارتباط، أشعر بهواجس أننا لن نتفاهم وسننفصل، كيف أمي وأبي كانوا متفاهمين وانفصلوا؟!

مسألة الخطوبة جعلتني أهلوس، فكل يوم أفكر وأناجي الله أن يعطيني إشارة وأنا كلي يقين وتوكل عليه، والله معطيني القبول الكامل، فهل هذا يعني أن الخطيب ذو أخلاق حميدة؟ لأني لا أعرف ولا أحسن الاختيار دائما، أوكل الأمور لله يختار لي بعد الاستخارة والأدعية الكثيرة والاستغفار.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ئاريان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ويصلح الأحوال، وأن يجمع بينك وبينه بالحلال، وأن يعمر بيوتكم بالخير والسعادة والآمال.

لا يخفي عليك -ابنتنا الفاضلة- أن المرأة لا يمكن أن تجد رجلا بلا عيوب، كما أن الرجل لا يمكن أن يفوز بامرأة بلا نقائص، فنحن بشر والنقص يطاردنا، لكن إذا كان الرجل أخلاقه جميلة وملتزم ويصلي ويخاف الله -تبارك وتعالى- فإن هذه النقاط أساسية وفي غاية الأهمية، والنبي -صلى الله عليه وسلم- وجه المرأة وأوليائها في قوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وكذلك أيضا وجه الرجل إلى أن يختار صاحبة الدين، فكون هذا الرجل جاء لذلكم من الباب وطلبك رغبة فيك وأنت لله الحمد وجدت فيه الصلاة والصلاح والطاعة لله تبارك وتعالى، فأرجو أن لا تتركيه، هذا المشروع، مشروع الزواج من أجل ما ظهر لك من مسائل التدقيق التي ظهرت لك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير وأن يقدر لك الخير.

قد سعدنا أيضا حرصك على صلاة الاستخارة والذكر لله والدعاء، والتوجه إلى الله تبارك وتعالى، فإن هذه مؤشرات تدل على أنك تعرفين أبواب التوفيق، وأبواب الخير ونسأل الله أن يقدر لك الخير، نحن نعتقد أنه لا حاجة لهذا التردد الزائد، ونؤكد أن الاستخارة أو أن الأدعية التي يدعوها الإنسان ليس من الضروري أن يرى بعدها حلم أو يرى ما يدل على هذا، لكن عندما نصلي استخارة والاستخارة دعاء وتوجه إلى الله تبارك وتعالى أو نفعل أعمال صالحة ثم ندعو الله تبارك وتعالى فإننا بذلك نكون قد قمنا بواجبنا وأدينا ما علينا، ولكن الحياة قد لا تخلو من بعض الصعوبات، لكن إذا كنت تقبلين به ولله الحمد، وليس عندك إشكال في فارق العمر، وقبولك بالدين وأخلاقه دليل على أنك عاقلة وعلى أنك تريدين الخير، فإننا ندعو الله تبارك وتعالى أن يوفقك ونشجع إكمال هذا المشوار.

ونحب أن نقول إذا كان قد حصل بين والديك فراق فليس من الضروري أن يحدث فراق، فالإنسان يستفيد من التجارب التي مرت، واعلمي أن الوضع مختلف، فأنت تستطيعين أن تنجحي بحول الله وفضله ومنه إذا أديت ما عليك وإذا شعرت الزوجة أن زوجها يغار وأنه يدقق فإن عليها أن تتفادى مواطن الريب، وأن تتأسى بأسماء رضي الله عنها وأرضاها التي رفضت أن تركب مع النبي صلى الله عليه وسلم زوج أختها عائشة لأنها قالت ذكرت الزبير وغيرته.

إذا كان الرجل من النوع الذي يدقق ويحقق فكوني معه على الوضوح، واعلمي أن ذلك دليل أيضا على حرصه وعلى غيرته التي ربما تكون زائدة قليلا لكن في النهاية لا يصعب عليك التعامل معها، وإنما تتفادين كل ما يثير شكوكه، ونعتقد أنه بعد إكمال الزواج وبعد أن تكونين عنده هذه المسائل سوف تخف بإذن الله تبارك وتعالى، لأنك ستكونين تحت عينه ولا تخرجين من بيته إلا بإذنه كما علمتنا هذه الشريعة، وتجتهدين في كل أمر يرضيه؛ لأن إرضائه مما يقربك إلى الله تبارك وتعالى، فكوني له أمة يكون لك عبدا، كوني له أرضا يكن لك سماءا كما قالت المرأة العاقلة لفتاتها وهي تزفها لزوجها.

فنسأل الله أن يعينك على الخير، وأن يقدر لك الخير، ونحن نعتقد أن الذي يخاف الله ويصلي وفيه الدين والأخلاق هذا اكتملت فيه المؤهلات الأساسية، وبعد ذلك كل نقص أو خلل فإن الدين يصلحه، وما لكسر قناة الدين جبران، هذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

وننصحك أيضا بأن تعتبري برأي محارمك من أعمامك أو الأب أو الأم كل من حولك قطعا لهم رأي، ونحن نرى أن تكملي المشوار مع الرجل المذكور بعد أن ذكرت أن فيه أهم الصفات وهي الأخلاق والصلاة والالتزام، وسعدنا أيضا بحرصك على اللجوء إلى الله بالاستخارة والدعاء والأذكار، ونبشرك بأنه لن يأتيك من الله إلا الخير فقد استخرت واستشرت ولن تندم من تستخير وتستشير وتسلم أمرها لربها القدير، وترضى بما يقدره الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والتوفيق وهذه وصيتنا لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونكرر لك الشكر، ونرحب بك في موقعك في أي وقت وبأي سؤال، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم الأحوال.

مواد ذات صلة

الاستشارات