السؤال
السلام عليكم.
أخذت المال من أصدقائي لكي أستثمره لهم ولكنني خسرت كثيرا، وأثقلتني الديون والهموم، فأصبحوا يشهرون بي ويفضحونني ويطالبون بأموالهم، وأخشى على والدي من التعب، وأشهد الله أنني ألتزم بسداد ديونهم.
أشعر بخنقة ودائما بعيد عن بيتي وأولادي، ولا أستطيع مواجهة أحد.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله يعينك وأن ييسر دينك، والجواب على ما ذكرت:
- اعلم أن الذي جرى لك إنما هو قضاء وقدر وابتلاء من الله، فأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها، فإذا أكثرت من هذا الدعاء خفف الله عنك همك، ولا ينبغي أن يكون في قلبك أي هم أو غم، حتى لا يؤثر هذا على صحتك النفسية.
- الدين الذي عليك إن كان سببه التجارة، ولم يحصل منك أي تعدي أو تفريط، وإنما حصلت الخسارة فيها بسبب خارج عنك، فيمكن لك أن تتفاهم مع أصدقائك، بأن التجارة ربح وخسارة، وأن الربح للجميع والخسارة على الجميع، ولا يلزم عليك أن تتحمل فلوسهم لأنها في الأصل كانت من أجل الاستثمار وليس دينا عليك.
- ومن جانب آخر إذا كان لا يمكن التفاهم مع المساهمين ، وألزمت بقضاء الدين لهم، فيمكن أن تطلب منهم ترك التشهير بك، وذكرهم بالله، فإن ن هذا ينافي الأخلاق الإسلامية الآمرة بالستر على من وقع في البلاء، واطلب منهم ما عرف شرعا أنه يستحب للدائن العفو بالتجاوز عن المدين، أو أن يسقط عنك بعضه حتى تسدد الباقي على القاعدة الفقهية "ضع وتعجل" أو ينظروك إلى ميسرة ويكون السداد حسب الاستطاعة.
- كما أن عليك أن تحسن النية في سداد ما عليك من الدين، وأن تكثر من الدعاء والاستغفار، حتى يسهل عليك ويعينك الله على القضاء، فقد رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أخذ أموال الناس يريد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذ يريد إتلافها أتلفه الله" رواه البخاري.
- وأخيرا أوصيك بأن تكون أكثر صلة بالله بالطاعات وكثر الذكر، فإنه "ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب" واجتهد في البحث عن فرص عمل يمكن معها تحسين دخلك المادي، وخذ درسا مما جرى بأن لا تدخل في أي مشروع استثماري إلا بعد دراسة جدوى المشروع ومدى النجاح والفشل حتى لا تقع في نفس ما جرى مرة أخرى، وأوصي أباك -حفظه الله- بأن يدعو لك، وأن يصبر عما يصله من أخبار عن حالتك المادية.
وفقك الله لمرضاته.