السؤال
السلام عليكم
أنا رجل عمري ٣١ سنة، كنت قد تزوجت، وكان زواجي الأول بعمر ٢٠ سنة، واستمر الزواج مدة ٧ سنوات، وكانت حياتي الزوجية دائمة المشاكل والخلافات، ورزقني الله خلال الـ ٧ سنوات بطفلين وبنت.
وفي يوم من الأيام تعرفت على فتاة، وأحببتها حبا شديدا، وقررت أن أتزوجها، وبالفعل تقدمت إلى أهلها بالزواج، ورفضوا مرارا وتكرارا بحجة أني متزوج، وتأثرت جدا، وبتأثيرها وتأثير الشيطان طلقت زوجتي الأولى، وتقدمت لها مرة أخرى بعد الطلاق، ووافق أهلها وتزوجتها، وشرطت عليها وجود أطفالي وأن ترعاهم، ومع الأيام تبين لي أنها لا تحب أطفالي، وتضربهم وتقسو عليهم، ولا تحن عليهم ولا تعاملهم بإحسان، بل بأقصى العقاب، ولا تحترمني أنا كزوج ولا تحترم وجود أهلي وتسبنا مرارا، وأنا صابر؛ لأني اخترتها؛ ولأني هدمت زواجي الأول لكي أسعد بزواج آخر، وأنا الآن أندم أشد الندم على طلاق زوجتي الأولى، وزواجي بأخرى.
وللعلم فزوجتي الأولى تزوجت بشخص آخر، والآن أنا أعيش بحالة سيئة جدا مع زوجتي الثانية أنا وأطفالي، ولي الآن ٣ سنوات متزوج وأحس بكره شديد لزوجتي الحالية، خصوصا أنها تتعامل مع أطفالي بأشد قسوة.
أرشدوني هل أطلقها، وأكمل حياتي مع أولادي أم ماذا أفعل؟ وللعلم لم أرزق بأطفال من زوجتي الثانية.
أرجوكم أرشدوني، ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك -أخي العزيز- وأهلا وسهلا بك في الموقع، وأسال الله أن يفرج همك، وييسر أمرك، ويشرح صدرك، ويرزقك التوفيق والسداد.
بصدد سوء معاملة زوجتك لأطفالك رغم اشتراطك عليها رعايتهم، وتألمك لذلك، الأمر الذي تشكر عليه لرحمتك بهم وعطفك عليهم، وحرصك على القيام بواجبك الشرعي في تنشئتهم تنشئة صحيحة دينيا وأخلاقيا وثقافيا، وصحيا ونفسيا، لاسيما في مثل سنهم الحساس والمؤثر، بارك الله فيك وجزاك خيرا، فالغالب على غير الأمهات وجود الغيرة والحساسية وعدم المحبة لأطفال الزوجة الأولى خاصة؛ لما يقوم في قلوبهن من الغيرة الزائدة غير المشروعة، فالواجب عليك - حفظك الله ورعاك - التالي:
- الحرص على إصلاح زوجتك بما أمر الله به من الموعظة، ثم الهجر في المضجع، ثم الضرب غير المبرح إن أمكن، واحرص على القيام بهذه الأمور على وجه الترتيب والدقة والاعتدال والحزم، وأن تعطي لكل مرحلة مدة كافية، كما أن ذلك يعتمد على حسب نوع الإساءة والتقصير، وقدرها وحدتها في التأديب لها أو التفكير بمفارقتها؛ حيث يفرق بين المحتمل والمؤثر الزائد عن حد الاحتمال.
- ليس من المهم أن تحب زوجتك أطفالك وأهلك، إنما المهم الاحترام وعدم الإساءة أو التقصير في الحقوق.
- ولعل من الجيد- إن أمكن- توفير خادمة مناسبة لرعاية أطفالك إن أمكن، فإن لم ترجع الزوجة عن ذلك، وخشيت على نفسك وأطفال، فلا مانع بعد طول النصح التهديد بطلاقها بعد الاستخارة والاستشارة، وضمان توفير زوجة مناسبة؛ إذ مصلحة الأطفال مقدمة، وهم أمانة في عنقك؛ شريطة عدم تكرار خطئك في الاستعجال في اختيار الزوجة الصالحة العاقلة (فاظفر بذات الدين تربت يداك)، والدين قرين الخلق، والرحمة أعظم الخلق.
- لا مجال للندم ولا فائدة منه.
ما مضى فات والمؤمل غيب ** ولك الساعة التي أنت فيها
والمهم أخذ الدرس والعبرة والحرص على التدارك والإصلاح، فأحسن الظن بربك، واستعن به وتوكل عليه، وأحسن الصلة به بالطاعة والذكر والدعاء والصدقة وبر الوالدين وصلة الأرحام.
والله الموفق والمستعان.