السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عمري ٣٤ سنة، منذ سنتين مرضت بنت أختي وأخي، وكنت قلقة بشأنهما كثيرا، كانت تأتيني نوبات قلق فأشعر بسرعة نبضات القلب وتوتر وخوف وضيق لمدة 4 ساعات خلال النهار، وكان نومي طبيعيا.
أخبرتني أختي في إحدى الأيام أنها تسهر في الليل ولا تستطيع النوم، وأنا فهمت أنها لا تنام مطلقا، فبدأت معي منذ تلك الليلة حالة أرق، ولم أستطع النوم، كنت أبقى مستيقظة حتى الثامنة صباحا، وأنام ساعتين فقط، وأحيانا أنام ليلا بعد ساعتين من الأرق، أصبت بقلق النوم، وصرت أفكر كيف أنام؟ ومتى أنام؟ ووقت النوم أشعر بتوتر وبنبضات قلبي تزداد، فيطير النوم عني، وهذه الحالة تأتي مرة أو مرتين في الأسبوع.
أريد دواء يساعدني على النوم وإزالة قلق النوم، أتناوله فقط عند الضرورة، أي عند النوبة أو عند الذهاب لمنزل أهلي، ولا أتناوله كل يوم وغير إدماني، علما أني حاولت معالجة الأرق بكل الطرق الطبيعية، وحاليا حددت وقتا ثابتا للنوم، وأتجنب المنبهات، وأتناول الأعشاب المهدئة، ولا أنام في النهار، فما هي نصحيتكم وتشخيصكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Snow حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مشكلتك حقيقة هي قلق نفسي أدى إلى شيء من الوسوسة حول النوم، ومن الواضح أنك سريعة التأثر بالأحداث الحياتية التي تكون حولك، وخير دليل على ذلك حين أخبرتك أختك أنها لا تنام، وأنت فهمت هذا الأمر فهما خاطئا، وهذا زاد من مشكلة الأرق لديك.
إذا مشكلتك هي مشكلة تماهي وسواسي – أي تطابق وسواسي مع الآخرين – ومن الجميل أنك مجتهدة في موضوع الصحة النومية، ذكرت ذلك في السطر الأخير، وأنا أريدك أن تسيري على نفس المنهج، وأن تدركي إدراكا قاطعا أن النوم حاجة بيولوجية طبيعية وأمر غريزي؛ يأتي للإنسان ولا شك في ذلك، والإنسان يجب ألا يبحث عن النوم، يجعل النوم يبحث عنه، وذلك من خلال: أن تهيأ الظروف التي تساعد على النوم، ومنها أذكار النوم، أراها مهمة جدا.
بالنسبة للعلاجات الدوائية: أنا أود أن أقترح عليك أن تتناولي دواء مضادا للوساوس، وبصورة منتظمة لمدة ثلاثة أشهر، هذا أفضل لك كثيرا؛ لأننا إذا لم نعالج القلق الوسواسي فالعلاج عن طريق المنومات لن يكون أمرا جيدا.
دواء مثل الـ (فافرين) والذي يسمى علميا (فلوفكسمين) بجرعة صغيرة أراه سيكون جيدا؛ لأنه مضاد أساسي للوساوس، ويحسن التوتر والقلق كثيرا، وفي ذات الوقت – لا أقول أنه منوم من الدرجة الأولى، لكنه – يساعد على الاسترخاء الذي يؤدي إلى النوم.
هذا هو المقترح الذي أراه أفضل، ومن ثم أصف لك دواء عند اللزوم، إذا أردت أن تتناوليه، بعد أن تنتهي من علاج الفافرين. تبدئين الفافرين بجرعة خمسين مليجراما ليلا لمدة أسبوع، ثم تجعلينها مائة مليجرام ليلا لمدة شهرين ونصف، ثم تجعلينها خمسين مليجراما لمدة أسبوعين، ثم خمسين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء. الجرعة صغيرة والمدة قصيرة، والدواء فاعل ومفيد، وأعتقد أنه سوف يقتلع المشكلة من جذورها.
أما الدواء الذي يمكن أن يستعمل عند اللزوم فهو الـ (ميرتازبين/ريمارون) بجرعة 7.5 مليجراما إلى 15 مليجراما – أي ربع حبة إلى نصف حبة عند اللزوم – سوف يحسن نومك كثيرا، وهو ليس إدمانيا.
كما أن العقار القديم جدا والذي يسمى (إيمتربتالين) ويسمى تجاريا (تربتزول) وجرعته هي خمسة وعشرين مليجراما ليلا، هذا أيضا يساعد على النوم بصورة واضحة جدا، لكن أنا أفضل أن تنتهجي المنهج الذي ذكرته لك، وهو أن تبدئي بالفافرين وتتناوليه لفترة ثلاثة أشهر، حتى تعالج المشكلة من جذورها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.