السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
شاب مسلم أعيش في أوروبا منذ سنتين، تعرفت بقصد الزواج على فتاة أوروبية أسلمت قبل بضع سنوات.
التقينا مرتين، وتحدتنا عبر الهاتف كثيرا للتعرف على بعضنا، دوافعنا للزواج، نظرتنا للزواج ودور الزوجين وأعجبنا ببعضنا، فأنا لا أستطيع الزواج بها حاليا؛ لأنني لا أملك أوراق إقامة بهذا البلد، وأهلها لن يقبلوا زواج ابنتهم بشخص ليس لديه أوراق إقامة، ونظرا للنظرة السوداوية اللتي يسوقها الإعلام الغربي عن العرب والمسلمين.
علما أنني حاليا في طور محاولة إعداد الوثائق لطلب أوراق الاقامة، الفتاة مستعدة أن تنتظرني، أريد أن أعرف كيف يمكن أن تكون علاقتنا سليمة دينيا؟ وكيف يمكننا أن نحافظ على هذه العلاقة فيما يرضي الله ورسوله؟
أنا في انتظار الزواج إن شاء الله، وشكرا جزيلا على المساعدة.
جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابننا الفاضل-، ونشكر لك هذا السؤال الذي يدل على حرص، ونسأل الله أن يثبتكم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يرفع الغمة عن البشرية جمعاء، وأن يجمع بينك وبين الفتاة المذكورة على الخير، وأن يعينك على تثبيت إيمانها بالله تبارك وتعالى، وأن ييسر لك الأمور الإدارية والإجرائية، وأن يجمع بينكم بالحلال، وأن يحقق لكم الآمال.
لا شك أن الطريقة التي تتواصلوا بها لا حرج فيها، ما دامت الظروف كما ذكرت، وأرجو أن تستمروا في الاكتفاء بمجرد الكلام والتخطيط الآن لإخراج الأوراق الثبوتية الرسمية التي تعينك على إتمام هذا الزواج، وتجعل أهلها يتقبلون هذه الزيجة.
لا شك أن الناحية الشرعية تقتضي أن يحصل قبول بين الطرفين، وهذا حصل، وتقتضي أيضا أن يكون لها أولياء، وهذا أيضا موجود، ويكمل ذلك بأن يكون أهلك أيضا على علم، وجميع الأهل على علم بهذه العلاقة، ولكن الإجراء الرسمي لا يكتمل حتى نزيل هذه المخاوف من أهل الفتاة الذين لا يقبلون الزواج بفتاتهم إلا بإكمال الوثائق الرسمية، ولعل ذلك فيه حماية لكل الأطراف، وفيه مصلحة لكل الأطراف.
إذا عليك أن تستمر وتكتفي فقط بالمكالمات والاتصالات والسؤال عن الحال والتخطيط للمستقبل، وأيضا فيما يعينكم على إخراج الأوراق التي تعينك على إكمال الزواج.
ونحب أن نؤكد لك دائما ونتمنى أن تنتهي هذه الفترة بسرعة، لأن طول هذه الفترة غير محببة، لأن الإنسان إذا حصل الوفاق بينه وبين من يريد الارتباط به وحصل الاتفاق فلم ير للمتحابين بعد ذلك مثل النكاح (الزواج).
وأرجو أن تكون هذه العلاقة محكومة بالآداب الشرعية، فهي لم تصبح زوجة؛ لأن الأمور لم تكتمل، أو لأن أسرتها لا يمكنوك من إكمال المراسيم حتى تكمل بقية الأوراق الرسمية.
فالمحافظة على العلاقة أرجو ألا يكون فيه إشكال من الناحية الشرعية، إذا استمرت بالطريقة المعروفة: الكلام بينكم فيه احترام، وفيه تذكير بالله تبارك وتعالى، وفيه تخطيط لهذه الحياة ومستقبلها، ليس فيه كلام يؤثر على المشاعر العاطفية أو يثير كوامن المشاعر العاطفية، لأن هذه المرحلة لا يفضل التواصل بهذه الطريقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكم على الخير وفي الطاعة وفي الحلال، وأن يثبت هذه الفتاة على الإيمان، وأن يثبتك أيضا حتى تعكس نموذج الشاب المسلم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك لكم وأن يبارك عليكم، وأن يجمع بينكم في خير وعلى خير.