السؤال
السلام عليكم.
عشت الحرب السورية، وتركت أهلي، وانتقلت للعيش في أوروبا مذ كنت بعمر 5 سنة وحتى الآن، ولكن منذ سنتين أصبحت أتمنى الموت بسبب ألم رأسي، كما أن الحياة الصعبة التي أعيشها في الغربة، والقهر والظلم، والكلام الجارح المستمر الذي يصلني من أهلي، مما سبب لي اضطراب الأنية أو الغربة عن الذات، أشعر بأني مفصول عن الدنيا نهائيا، ولدي وقلق ونسيان وعدم تركيز.
ذهبت لطبيب نفسي وأعطاني حبوب زلوفت لمدة طويلة، ولكن منذ 3 أشهر تركت الحبوب، وصرت افضل بكثير، واختفى اضطراب الأنية، ولكن بعض المشاكل ما زالت، فأنا أعاني من تعب، وعدم تركيز، وصداع (صداع توتري)، والقلق أحيانا، مصحوبا بضغط وطنين في الأذن أحيانا، مع التفكير المستمر، وكأن الشرايين التي برأسي مسدودة.
عملت تصويرا للرأس، وكان كل شيء ممتازا، ولكن لا زالت بعض الأعصاب مشدودة، وأتعالج حاليا مع طبيب فيزيائي، ولكن دون فائدة.
أرجو المساعدة، فهذا المرض دمر حياتي وعملي، ودراستي أيضا، بأي طبيب أو دواء تنصحوني؟
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا أخي، أسأل الله تعالى لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.
حالتك بدأت بما نسميه بعدم القدرة على التكيف، حيث أنك انتقلت وأنت في سن يافعة إلى البلد الأوروبي، والظروف التي مرت بها بلادك الأصلية، هذه النقلة نقلة كبيرة جدا من الناحية النفسية، وحتى من الناحية الجغرافية والاجتماعية، والإنسان يحتاج لوقت طويل أن يتكيف.
فإذا ظهرت لديك أعراض عدم القدرة على التكيف من قلق وتوترات، وشعور بالانعزال، وعدم قدرة على التركيز الجيد، وما أسميته أيضا بالشعور بالتغرب واضطراب الأنية، وبعد ذلك أعتقد أن الأمر استمر معك على نفس الشاكلة، وتحولت أعراضك إلى أعراض نفسوجسدية، يعني أعراض القلق النفسي وعسر المزاج أدى إلى بعض التقلصات العضلية في مناطق مختلفة من الجسم، خاصة فروة الرأس، مما أدى إلى الصداع الذي يسمى بالصداع العصابي.
أخي الفاضل: يجب أن تكون إيجابيا في تفكيرك، هذه هي النقطة الارتكازية الأساسية، الفكر هو الذي يحدد المشاعر، فإن كان في حياتك سلبيات لكن فيها إيجابيات كثيرة جدا، فأنا أرى أنك تعمل وتدرس، والحمد لله تعالى الآن وجدت بلدا بديلا، وأنا متأكد أنك ستجد حولك من العرب والمسلمين من تستطيع أن تبني معهم صداقات ومعارف طيبة، فانقل نفسك لهذا المستوى من التفكير، لا تحجر على نفسك متعة التواصل الاجتماعي المفيد، احرص على صلواتك في وقتها، تلاوة القرآن، الأذكار، خاصة أذكار الصباح والمساء، فهي حافظة جدا، وركز على الرياضة المستمرة؛ فهي دائما تقوي النفوس، وتجعل الإنسان يحس بشعور استرخائي إيجابي جدا، هذه هي الأشياء التي أنصحك بها، وأعتقد أنه من الأفضل أيضا أن تقدم على الزواج؛ فالزواج فيه من الخير، وفيه المودة، وفيه السكينة، وفيه الرحمة، فلا تحرم نفسك من هذا الأمر.
بالنسبة للعلاج الدوائي:
أريد أن أقترح عليك دواء يعرف باسم أفيكسر، ويسمى علميا فلافاكسين، دواء جيد جدا، هو حقيقة مضاد للقلق والاكتئاب أيضا، ويساعد في الأعراض النفسوجسدية مثل: الآلام المختلفة كالصداع، وتبدأ بجرعة 37.5 مليجراما يوميا لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 75 مليجراما يوميا، وتستمر عليها لمدة شهر، ثم تجعلها 150 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضها إلى 75 مليجراما يوميا لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم تجعلها 37.5 مليجراما لمدة شهرين، ثم 37.5 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم 37.5 مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
لا بد أن تتبع نفس هذا البروتكول التنظيمي لهذه الوصفة؛ لأن هذا الدواء بالرغم من أنه رائع جدا لكن يجب أن نبدأ بجرعة تمهيدية صغيرة، ثم نصل للجرعة العلاجية، ثم جرعة الوقاية، ثم جرعة التوقف التدريجي، بهذه الكيفية أعتقد أنك سوف تصل لنتائج علاجية رائعة جدا.
وهنالك دواء آخر داعم يسمى سلبرايد، واسمه التجاري دوجماتيل ربما تجده في البلد الذي تعيش فيه تحت مسمى آخر، ابدأ في تناوله بجرعة 50 مليجراما كبسولة واحدة في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله، هذا الدواء لا يحتاج إلى التدرج عند التوقف.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.. وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.