السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
حقيقة لا أعرف كيف أبدأ قصتي، ولا من أين أبدأ!
باختصار شديد أنا فتاة عزباء أسكن حاليا مع أبي المريض، والداي مطلقان منذ أربع سنوات، أمي مستقرة حاليا مع أخي الكبير والوحيد، وأنا إنسانة أعاني من السحر والحسد، ولدي من الأمراض الروحية ما الله به عليم.
أقسم بالله العلي العظيم أني لا أستطيع النوم إلا وأنا أستمع للقرآن الكريم، ورغم ذلك عندما أستيقظ أجد حالتي ازدادت سوءا، وهكذا كل يوم؛ حتى أني أصبحت لا أفارق المنزل لكي أبقى في حصن كلام الرحمن؛ حيث أني أحس بأذية الشياطين مهما قرأت وحصنت نفسي؛ لأن إصابتي تفاقمت مع الوقت وتراكمت علي العيون والحسد، كنت ولا زلت صابرة محتسبة لا أحب أن أشتكي لأحد، أستمع دائما للرقية الشرعية، وأطلب من الله تعالى أن يفرج عني.
منذ 6 شهور تقريبا أصبح أبي عاجزا عن المشي بدون أن يتعرض لحادث أو ما شابه، ولكم أن تتخيلوا احتياجات الإنسان العاجز اليومية، أنا لا زلت لا أصدق ما أنا فيه، لا أنام طبيعيا ولا حتى في يقظتي أستطيع أن أقوم بمهامي اليومية طبيعيا، حالتي النفسية متأزمة، وسواس واكتئاب وأحلام مزعجة وكوابيس وتعطيلات لا تعد ولا تحصى، وفوق كل هذا صرت أتحمل مسؤولية والدي المريض، والله يعلم أني أجد مشقة وصعوبة لأقوم بمآربي الشخصية، لأن جسمي منهك بكثرة العيون والأسحار، وأحس أني سأسقط في أي لحظة.
أنا عاجزة حتى عن القيام بمتطلباتي، فكيف سأقوم بمتطلبات شخص آخر مريض وعاجز لا يقوم من فراشه نهائيا؟
أرجوكم أفتوني، ماذا أفعل لقد طفح الكيل؟!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هند حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أختي العزيزة.
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يفرج همك وييسر أمرك ويشرح صدرك ويرزقك التوفيق والسداد والزوج الصالح والعافية وسعادة الدنيا والآخرة.
- بصدد ما تعانينه من متاعب وأمراض روحية ومن أمراض السحر والحسد - على حد تعبيرك ومشاعرك - بدليل إحساسك بأذى الشياطين، فمن الجميل ما تقومين به من اللجوء إلى استماع القرآن الكريم، كما وأنصحك أيضا بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء وقراءة ورد يومي من القرآن، لاسيما الإكثار من قراءة سور البقرة والإخلاص والمعوذتين.
كذلك المحافظة على أداء الصلوات المفروضات في أوقاتها، ونوافل الطاعات، ولزوم الاستغفار والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والإكثار من الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لما دلت عليه النصوص الشرعية الكثيرة، ويدل عليه الواقع- أيضا- من كون ذلك - بفضل الله تعالى - كما يزيد في الأجر فهو أيضا فيه دفع للشر والضر من الحسد والعين والسحر، وحصول الراحة والاطمئنان، ودفع وساوس النفس والهوى والشيطان.
- كما أنصحك - حفظك الله وعافاك - بلزوم الصحبة الصالحة الواعية؛ كونها تعينك على تفريغ همومك وحل مشكلاتك وتؤنسك في وحدتك ووحشتك، وتذكرك إذا نسيت وتعلمك إذا جهلت وتنبهك إذا غفلت، والصاحبة الصالحة خير عدة في أوقات الرخاء والشدة، وقد صح في الحديث : (المرء على دين خليلة؛ فلينظر أحدكم من يخالل).
- أما عن معاناتك في واجب ممارضة والدك وقيامك بواجب رعايته رغم ظروفك الصحية والنفسية- حفظه الله وعافاه - فلا مانع من الاستعانة بأخيك الأكبر في خدمته -إن أمكن-، أو بعض الأقارب من الأعمام مثلا، فإن لم يمكن أو يتيسر ذلك، فلا يخفاك ما أعده الله للصابرين على الابتلاء الشاكرين للنعماء المؤمنين بالقدر الراضين بالقضاء من عظيم الثواب والجزاء، لاسيما حين يكون هذا الصبر في خدمة الأب، حيث لا يخفاك فضل طاعة الوالدين وبرهما قدر استطاعتك، وفي حال ضعفهما ومرضهما، فبارك الله فيك وجزاك خيرا وفرج همك وعافاك وزادك من فضلك وتوفيقه.
- لا شك أنه من المناسب لمدافعة الضغوط النفسية والحياتية: الترويح عن النفس بالنزهة ومزاولة الرياضة والراحة والاسترخاء والقراءة والزيارة للأحباب والأصدقاء ومتابعة البرامج المفيدة.
- لا شك أنه من الجيد عرض نفسك - إن أمكن - لدى طبيبة نفسية، وقارئ للقرآن للرقية الشرعية بشرط معرفة حسن دينه وخلقه وبعده عن الجهل والطمع.
- لا تترددي حين وجود الزوج المناسب من القبول والموافقة؛ لما يسهم به في الاستقرار النفسي والعون المادي ومساعدتك بواجب خدمة والدك -إن أمكن-.
- اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء رزقك الله عظيم الصبر والأجر والزوج الصالح.
والحياة الطيبة السعيدة في الدنيا والآخرة.