أصبحت حياتي كئيبة بسبب الهلع والخوف من الموت، فما الحل؟

0 29

السؤال

السلام عليكم

كنت أعاني من مرض الملاريا الذي سبب لي انخفاضا في السكر، فأخذت علاجا للملاريا، فأصبت بارتجاع المريء، وبعدها أصابني وسواس الموت والهلع وصرت أخاف الخروج من المنزل، فقد أصبحت تأتيني نوبات من الهلع، وأصاب بالهبوط وضيق النفس وصعوبة في النوم ورجفة في اليدين.

أرجو أن توضحوا لي حالتي، وكيف أتخلص من الوسواس والخوف من الموت؟

علما بأني أعاني يوميا من هذا الشيء، وأصبحت حياتي كئيبة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Ayat حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأحداث الحياتية - أيا كانت: نفسية أو اجتماعية أو حتى مرضية - قد تتبعها أحداث وإفرازات نفسية كثيرة، والملاريا ليست بالمرض السهل في كثير من الحالات، خاصة إذا أدت إلى انخفاض في السكر.

الذي حدث لك بالفعل هو نوع من قلق المخاوف الوسواسي، والوسوسة حول الموت طبعا هي نتاج للإصابة بمرض عضوي شديد، لكن -الحمد لله تعالى- الآن أنت بخير من الناحية العضوية، وكل الذي تحتاجينه هو أن تطمئني، ولا تهتمي بهذه الوساوس، تجاهليها، استعيني بالله تعالى دائما، كوني حريصة على صلاتك وعلى أذكارك، اقضي وقتك بصورة إيجابية وجيدة، واستفيدي من الوقت بصورة فاعلة.

إذا التخلص من الوسواس يكون على هذه الشاكلة، أن تشغلي نفسك بما هو مفيد وفيما هو نافع، تحقري الأفكار الوسواسية، واستمتعي بالحياة، وكوني حريصة على صلواتك وعلى عباداتك وعلى أذكارك، خاصة أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم وأذكار الاستيقاظ، هي حافظة وتبعث جرعات كبيرة من الطمأنينة في نفس المسلم، ولا تنسي تلاوة القرآن.

حتى أطمئن عليك تماما أريدك أيضا أن تستعملي أحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي، والحمد لله الدواء موجود في السودان. الدواء يسمى علميا (سيرترالين)، قد تكون له مسميات تجارية مختلفة في السودان؛ لذا أحسن أن تكوني ملمة بالاسم العلمي، (سيرترالين)، وهو في الأصل أحد مضادات الاكتئاب، لكن يعرف أنه دواء فعال جدا لعلاج الخوف والوسوسة والقلق، كما أنه غير إدماني وسليم، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، وأنت تحتاجين له بجرعة صغيرة إلى متوسطة، ولمدة ليست بالطويلة.

ابدئي في تناول السيرترالين بجرعة خمسة وعشرين مليجراما - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجراما - تناوليها ليلا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة واحدة ليلا - أي خمسين مليجراما - وبعد أسبوعين اجعليها حبتين ليلا لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعليها حبة واحدة ليلا لمدة شهر، ثم اجعليها خمسة وعشرين مليجراما (نصف حبة) يوميا لمدة أسبوعين، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

أرجو -أيتها الفاضلة الكريمة- اتباع هذه الإرشادات وتناول الدواء بالصورة والكيفية والجرعة والمدة التي أوضحناها، وأنا على ثقة - بحول الله وقوته - أنك سوف تكونين على أحسن ما يكون، سوف تختفي الضيقة والهلع، وسوف يتحسن النوم، وتختفي الرجفة، كل هذه أعراض نفسوجسدية مصاحبة لقلق المخاوف الوسواسي الذي أصابك كتفاعل ظرفي بعد الإصابة بالملاريا الشديدة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات