السؤال
السلام عليكم
أنا طالبة بالسنة الثالثة كلية الحقوق، دخلتها حبا في أن أكون محامية تدافع عن الحق وتنصر المظلوم بحول الله وقوته، لكن الآن أشعر أن هذا العمل لا يناسبني، مع أني أحب أن أعيش لهذا الهدف، وما زلت أحب أن أكون محامية صالحة، ولا أدري ماذا أفعل! أيضا أحس بالإحباط الشديد لكوني انطوائية جدا، ولأن عمري يجري وأنا لم أنجز فيه شيئا مفيدا لأي أحد ولا حتى لنفسي.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يوفقك، وأن ييسر لك الأمور، وأن يعينك على طاعته، وأن يصلح الأحوال، ويحقق لنا ولك السعادة والآمال.
سعدنا جدا برغبتك في نصرة المظلومين والدفاع عن الحق، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الدفاع عن المظلومات من أخواتك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على إكمال دراستك وتحقيق هذه الرغبة، هو ولي ذلك والقادر عليه.
نحن نريد أن نؤكد أن الإنسان يدخل لأي تخصص علمي بناء على رغبته، فقد دخلت وتخصصت بناء على هذه الرغبة، والحمد لله أنت في مراحل متأخرة، فهذا الإحباط أو هذا الندم لا مكان له، نتمنى أن تكملي دراستك، وتجتهدي في تطوير مهارات التواصل مع من حولك من الزميلات، وتعتادي الدخول في قضايا الناس التي تهمهم ومناقشتها، مع المحافظة على حشمتك ووقارك لكونك امرأة، واحرصي على أن تطوري من مهارات التواصل، فإن المؤمنة التي تخالط الناس وتصبر على أذاهم خير من التي لا تخالط ولا تصبر.
الإنسان يستطيع أن يخرج من الانطوائية عندما تعرض عليه القضايا، وعندما يناقش الأمور المهمة، والمهم في المحامي أو المحامية التي تدافع عن حقوق الناس أن تستوعب قضيتها، وتستوعب المشكلة المعروضة عندها وتحسن عرضها، لأننا أيضا ونحن نعرض حقوق الناس - أو نجند أنفسنا للدفاع عن الناس – ينبغي أن يكون دفاعا بحق، ورغبة في نصرة الحق والدفاع عن المظلومين، كما هي الرغبة الجميلة التي دخلت بها إلى هذه الكلية.
إذا نحن ندعوك إلى أن تهتمي بدراستك، لتكملي الدراسة بتفوق، وتنتهي بعد هذه السنوات الطويلة من الدراسة، ثم على الجانب الآخر تجتهدي في تطوير مهاراتك الاجتماعية، واحشري نفسك في زمرة الصالحات، وكوني عونا للمحتاجات، وحاولي دائما أن تكوني حاضرة في مواطن الخيرات، المحاضرات، التجمعات النسائية، وهذا يفيدك في تخصصك، ويفيدك أيضا في حياتك، فإن وجود الفتاة بين الصالحات وفي هذه التجمعات وهي تسعى للخير وتعين على الخير مما يفيدها ومما يجلب لها أيضا الخير في حياتها.
نسأل الله أن يعينك على النجاح في حياتك العلمية، وفي حياتك العملية، وأن ينفع بك بلاده والعباد، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن تستمري على نفس الحماس الذي بدأت به، ونشرف أيضا بالاستمرار في التواصل مع الموقع، والإنسان يستطيع أن يغير كثيرا من الأشياء التي عنده، فلا تنزعجي مما عندك من الانطوائية، فإن الإنسان أيضا إنما يتفاعل بحسب القضايا المعروضة عنده، وحسب المجال الذي يجد نفسه فيه.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد.