الوسواس جعلني أربط كل شيء بالموت

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا كنت إنسانة عادية جدا، فجأة في يوم وليلة انقلب حالي، حيث كنت نائمة فاستيقظت وشعرت بدوخة شديدة وبعدها أغمي علي، وعندما استيقظت لم أستطع النوم مرة أخرى.

لا أستطيع النوم، حيث أشعر بالخوف وأنني سأموت وأنا نائمة، تعبت نفسيا، وبعدها قرأت عن الوسواس القهري، هدأت لفترة ثم رجعت مثل السابق، والآن لا أستطيع الذهاب إلى المستشفى، ولكن أشعر أن دقات قلبي تتسارع، وأي موضوع أربطه بالموت، وأخاف كثيرا من هذا الموضوع، وأنا جدا مقصرة في الصلاة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

الذي حدث لك هذا نسميه بـ (نوبات الهرع/الفزع) وهو نوع من القلق النفسي الحاد، الذي قد يحدث في أي وقت ودون أي سبب، وتكون أعراضه الجسدية وأعراض الخوف فيه شديدة، خاصة الخوف من الموت، ويكون هنالك تسارع في ضربات القلب، وبعد أن تنتهي هذه النوبة بعض الناس يصيبهم ما نسميه بـ (القلق والوسواس التوقعي) يعني يكون الإنسان متخوفا من أن هذه الحالة سوف ترجع له مرة أخرى، وهذا يجعل الإنسان يعيش في شيء من المخاوف والقلق التوقعي كما ذكرنا.

هذه الحالة بسيطة، نعم هي مزعجة، لكنها ليست خطيرة أبدا، فأرجو أن تتناسيها تماما، لا تتركيها في بالك، لا تشغلي نفسك بها، وإن شاء الله إن طبقت بعض التمارين الاسترخائية (تمارين التنفس المتدرج – تمارين شد العضلات وإطلاقها)، هذه سوف تساعدك كثيرا، وعليك أيضا بما نسميه بالتأمل الإيجابي، تتأملي في أشياء إيجابية طيبة حلوة في حياتك، ولا تكوني في جانب التشاؤم.

لتطبيق تمارين الاسترخاء يمكن أن تتطلعي على استشارة إسلام ويب التي رقمها (236015)، وتطبقي ما ورد فيها، كما أنه توجد مواقع عديدة على الإنترنت وعلى اليوتيوب توضح كيفية تطبيق وممارسة تمارين الاسترخاء، هذه هي النقطة الأولى.

النقطة الثانية: كوني دائما متفائلة، اصرفي انتباهك تماما عن الوسوسة والخوف، توكلي على الله، لا تقصري في الصلاة – أيتها الابنة العزيزة – فالصلاة حافظة، ومن أطيب وأجمل ما يمكن أن يقوم به العبد المسلم هو أن يعبد الله على حق، وأن يدعو الله كثيرا، خاصة في أوقات الرخاء، (اعرف الله يعرفك، اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة)، فلا تقصري في هذا الأمر، وأريدك أيضا أن تفكري في مشروع في حياتك، حول الدراسة، ما هو التخصص الذي تودين أن تصلي إليه؟ عيشي هذه الآمال الطيبة والجميلة، واستمتعي بحياتك، كوني بارة بوالديك، ابني صداقات طيبة وجميلة مع الصالحات من البنات، هذا حقيقة يصرف انتباهك تماما عن نوبات الهرع هذه والمخاوف، وفي مثل عمرك هذه الأمور أمور عادية، قد تحصل وتختفي تماما.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مواد ذات صلة

الاستشارات