شاب له علاقة بفتاة تعطيه مشاعر متضادة.

0 335

السؤال

السلام عليكم..

أنا شاب على وشك التخرج، أعيش وحيدا لسفر الأهل في الخارج، وقعت في بعض الأخطاء إلا إني أعتقد أني بدأت أعود إلى الصواب، لكن في الفترة الأخيرة يتملكني الشعور بالطرف الآخر، اقتربت من فتاة بعلم أهلي وأهلها، إلا أنها بدأت تعطيني مشاعر متضادة: يوما معي ويوما لا تذكرني.

وأنا أريد العفاف، كما أني مللت من هذا التضارب، لست أدري ماذا أفعل وخصوصا أني طلبت من والدتي - وهي متدينة - أن تقوم بصلاة استخارة، فجاءت عكسية، وأعتقد أني بدأت التعلق بها إلا أني متردد ما بين تضاربها وصلاة الاستخارة وما بين تعلقي بها، فماذا أفعل؟

سؤال آخر: أريد عملا فعليا يشغلني ولا أجد الفرصة، أرجو الإشارة لإيجاد ما يلهيني عن ذلك (الوحدة قبيحة).


شكرا.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نسأل الله العظيم أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يكتب لك التوفيق والنجاح، وأن يلهمك رشدك ويعيذك من شر نفسك.. وبعد،،،

فإن العودة للصواب من أهم عوامل النجاح؛ لأن المعاصي تحرم صاحبها من التوفيق، وقد قال ابن مسعود رضي الله عنه: (كنا نقول: إن الخطيئة تنسي العلم) وقال مالك رضي الله عنه عندما أعجبه ذكاء الشافعي: (إني أرى على قلبك نورا فلا تطفئه بظلمة المعصية).

وأرجو أن تعلم أنه ليس من مصلحتك أن تكون وحيدا؛ لأن الشيطان مع الواحد، وليس من مصلحتك أن تقترب من الفتيات وتطلق بصرك في الغاديات والرائحات، ولكن النجاة والفلاح بعد طاعة الفتاح أن تكون في صحبة أهل الخير والصلاح، من شباب المساجد الذين يذكرون الله في المساء مع الصباح، ويتمسكون بكتاب الله لأنه عنوان الفلاح.

ولست أدري كيف وافق أهلك وأهلها على هذه العلاقة التي لا تحكمها ضوابط شرعية ولا تؤيدها أعراف صحيحة مرعية!! وعلم الأهل لا يكفي إذا كان في الأمر مخالفات لأمر الله.

فاشغل نفسك بطاعة الله، واجتهد في التحصيل لتنال النجاح، ولا تتماد في علاقتك مع هذه الفتاة ولا مع غيرها، واعمل على إعداد نفسك لتحمل المسئولية، ثم ابحث عن صاحبة الدين، وادخل البيوت من أبوابها، وابدأ علاقتك مع زوجة المستقبل على هدى ونور هذا الإسلام الذي يؤسس مشاعر الود على أساس التقوى والإيمان، وليس على العواطف الحيوانية والمجاملات العاطفية التي تعقبها الندامة حين تتكشف الحقائق وتظهر العيوب وتكثر الظنون.

والصواب أن تصلي بنفسك صلاة الاستخارة، ثم تشاور أهل الخير والصلاح، ولا تتخذ قرارات دون مشاورة أسرتك وخاصة والدك، ولا داعي للقلق من نفورها فإن النساء كثير، والرابح هو من يفوز بصاحبة الدين، ولا خير في ود يجيء تكلفا.

ونحن أيضا ننصحك بضرورة البحث عن عمل؛ لأن الزواج مسئولية والفراغ مشكلة، وقد قال عمر رضي الله عنه: (إني لأرى الرجل فيعجبني هندامه، فأعلم أنه لا حرفة له ولا عمل فيسقط من عيني).

وأرجو أن توافق في البداية على أي عمل طالما كان حلالا ثم تبحث مستقبلا عن الأفضل، ومن مصلحتك أن تختار عمل فيه بعد عن النساء.

ولا شك أن فرص العمل موجودة، لكن المشكلة أن بعض الشباب يرغب في وظيفة بمواصفات معينة، فإذا لم يجدها جلس عاطلا، والعاقل يسدد ويقارب ويعلم ما قاله الشاعر: ما كل ما يتمناه المرء يدركه.

وقد صدقت فالوحدة قبيحة وشر وخطر على الشاب؛ لأن هذه النفس إذا لم نشغلها بالجد والخير والعمل شغلتنا بالباطل واللهو.

نسأل الله أن يوفقك لما يحبه ويرضاه.



مواد ذات صلة

الاستشارات