السؤال
السلام عليكم..
أنا إمرأة متزوجة، ولدي طفل واحد، أسكن في شقة مستقلة منذ زواجي، زوجي لديه أم أرملة تعيش في بيت العائلة مع ابنها الآخر، وهو متزوج ولديه ٣ بنات.
المشكلة أن عمتي أم زوجي وزوجة ولدها دائمات الشجار والخلافات مع بعضهن، وأحيانا عمتي تزعل وتهرب من المنزل وتأتي تجلس معنا لعدة أيام، وقبل أسبوعين جاءت عندنا للزيارة، في بداية الأيام كنت متقبلة لها، وأخدمها، والوضع طيب، ولكن منذ 4 أيام أصبحت أشعر بضيق وعدم راحة بوجودها معي، وخاصة أنها تقول تريد أن تبقى معنا إلى رمضان، وتبقى في رمضان معنا، ومن ذلك اليوم وأنا أحس بضيق، وليس لي رغبة في شيء حتى في الأكل، لأني لم أعتد على هذا الأمور، والذي يزيد الطين بلة أن مزاجي متعكر من الدورة الشهرية.
أرشدوني بارك الله فيكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هناء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يديم بينك وبين زوجك وأهلك الألفة، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والآمال.
أسعدنا تقبلك لوالدة الزوج، ونتمنى أن تستمر هذه الروح، واعلمي أن زوجك مسؤول عنك، ولك حقوق وواجبات، ومسؤول عن والدته أيضا، بل من مصلحتكم ومصلحتها أن يكون بها بارا، وتقربي إلى الله تبارك وتعالى بخدمتها، والصبر عليها، لأن هذا سيعود عليك وعلى أبنائك وعلى زوجك بخير، هي أم كبيرة تعتبر أما لك وله، وحقها الإكرام، وفي جلوسها معكم لن تنقص منكم شيئا، وأرجو أن تستفيدي مما عندها من طاقات في مساعدتك في بعض المهام، وفي القيام ببعض الواجبات، أو في مؤانستك، ولا تعطوا الأمور أكبر من حجمها، وإذا كانت زوجة الأخ الثاني قد أساءت إليها فكوني أنت عكس ذلك، واحرصي على حسن التعامل معها.
واعلمي أن هذه الدنيا محدودة، وأن الذي يحسن سيجد الإحسان، وتعوذي بالله من شيطان يشوش عليك، واعلمي أن ما عندك من ضيق له علاقة بأيام العذر الشرعي أو أيام الدورة الشهرية التي تسبقها، وتكون فيها بعض التوترات وهبوط في النفسيات، فالأمر إن شاء الله مؤقت، وأرجو أن لا يظهر لوالدة الزوج أو لزوجك هذا الضيق وهذا النفور؛ لأن هذا سيكون له عواقب سالبة وآثار نفسية على كل الأسرة.
ما كنت فيه من وجودك وحدك نعمة من الله تبارك وتعالى، والآن أيضا وجود هذه الأم معك أيضا فيه الخير الكثير، لأنك بذلك تحققين معاني كبيرة، فأنت تعينين زوجك على بر والدته، ولا خير في زوج لا يقوم ببر والدته، فنحن لا نرضى أبدا إلا بهذا البر؛ لأن حق الأم عظيم، وهو مسؤول عنها أمام الله تبارك وتعالى، وفي برها النجاة والسعادة، وأنت جزء من سعادة هذا الزوج، إكرامه لأمه أيضا بشارة لكم بمجيء البررة من الأبناء والبنات، فتعوذي بالله من الشيطان يريد أن يشوش عليك، وهم الشيطان أن يحزن أهل الإيمان.
نكرر دعوتنا لك بتقبل هذه الوالدة، وبالحرص على وضع الأمور في نصابها، واحتسبي وجودها معك، واعلمي أن إحسانك لها مفتاح إلى قلب زوجك، وينبغي للزوج أن يكرمك وسيعرف مقامك ومقدارك عندما تكرمين والدته، وسيبادلك أيضا بالوفاء تجاه أهلك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينكم على الخير.
نسأل الله أن يبلغنا جميعا رمضان، وأن يعيننا على صيامه وقيامه، ونسأله تبارك وتعالى أن يكشف الغمة عن الأمة وأن يرفع البلية عن البشرية، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله تبارك وتعالى ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.