السؤال
السلام عليكم
أعاني من مشاكل نفسية وكأنها اكتئاب، أحب البقاء بالمنزل وأكره الزيارات والاختلاطات الاجتماعية، وأحب العزلة والجلوس على الموبايل أوالتلفزيون.
الموضوع بدأ منذ السنة الخامسة أو السادسة ابتدائي إلى الآن، ورغم محاولاتي المتكررة للخروج والاختلاط إلا أني أرجع مرة أخرى وأفضل البقاء بالمنزل، والذي جعلني أكتب المشكلة أني أعاني من مشاكل ذهنية تؤثر على حياتي الأسرية والمهنية، وتضعف قدراتي العقلية والذاكرة وسرعة الاستيعاب وغيرها، وقلة التفاعل الاجتماعي، أرجو الحل.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء.
الذي يظهر لي من العزلة التي وضعت نفسك فيها وذكرت أنك تكره الزيارات والاختلاط الاجتماعية، وتحب الجلوس للموبيل والتليفزيون: هذه مشكلة مكتسبة، والانقطاع مع التليفون أو الإنترنت أصبح مشكلة كبيرة، مشكلة إدمانية، وبالفعل هذا السلوك قد يصبح سلوكا مستحوذا على الإنسان للدرجة التي تجعله لا يهتم بواجباته الاجتماعية، ولا ينظر إلى الجوانب الإيجابية من الحياة.
هذه مشكلة يجب أن تعالجها، وبالفعل هي تؤدي إلى اضمحلال ذهني كبير، لأن الإنسان قد أغلق نفسه في إطار واحد من أطر الحياة، ومشكلة الإدمان على الإنترنت أصبحت مشكلة كبيرة.
أخي الكريم: أرجو ألا تتساهل مع نفسك في هذا السياق، حتى وإن جلست في المنزل لا تتعامل مع الموبايل أو الإنترنت، جرب ذلك، اجعلها جزءا من علاجك، إذا قمت بذلك لمدة أسبوعين سوف تتخلص من هذه المشكلة.
حتى التليفزيون تحتم مثلا أن تستمع إلى نشرة أخبار واحدة في اليوم، ضع لنفسك قيودا صارمة، تؤدي أكلها في نهاية الأمر، وسوف تجد بالفعل أنك قد عالجت مشكلتك هذه، والتي بكل أسف بدأت عندك منذ زمن بعيد، حيث أصبحت تلجأ لهذه الممارسات منذ السنة الخامسة أو السادسة بالمرحلة الابتدائية، وأنت في مرحلة تكوين ذهني مبكر، فبكل أسف هذه الأنشطة متعلقة بالموبايل وبالتليفزيون تأصلت في ذاكرتك وأصبحت هي الشيء المهيمن.
أخي: كن صارما جدا مع نفسك، وتقرر من الآن أنك لن تستعمل الموبايل أبدا وأنت داخل المنزل، حتى ولو جلست داخل المنزل، ويمكن أن تتعامل مع الموبايل لمدة ساعة واحدة في اليوم، وأن يكون ذلك خارج المنزل، والتلفزيون: الاستماع لنشرة أخبار واحدة في اليوم لمدة أسبوعين.
بعد ذلك تضع لنفسك برامج بسيطة جدا، مثلا: أن تصلي مع الجماعة في المسجد، حتى ولو فرضا واحدا أو اثنين في اليوم، إلى أن ترفع معدلك. أن تذهب وتجلس في الكافيه مثلا مع صديق، أن تقوم بزيارة أحد الأقرباء والأصدقاء، أن تتمشى خارج البيت، أن تجلس مع أسرتك.
أخي: أمور كثيرة جدا يمكن أن تقوم بها وتساعدك كثيرا، وأنت رجل مهندس ولك فرصة أن تطور نفسك مهنيا، وتخرج نفسك من هذا الذي أنت فيه، وهنالك أمر مهم جدا: دائما يجب أن تتذكر أهمية الواجبات الاجتماعية، وأن الإنسان يجب ألا يتخلف عن هذه الواجبات الاجتماعية أبدا.
الصلاة عبادة يجب أن تكون على رأس أسبقياتنا في الحياة، يأتي بعدها الواجبات الاجتماعية: أن تشارك الناس في مناسباتهم، ألا تتخلف أبدا عن تلك الواجبات، تذكر هذا وهذا إن شاء الله تعالى يؤدي إلى كسر هذا الطوق الاجتماعي السلبي الذي أصبح يحيط بحياتك ويستحوذ عليها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق.