السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
والدتي عمرها 53 عاما، لا تعاني من أي أمراض مزمنة، العام الماضي أصيبت بألم قوي في الرأس لم تنم على إثره لليلتين، كل فحوصات ct والرنين كانت سليمة، الطبيب المختص وصف لها كبسول ريلاكسون وزاناكس لمدة شهرين، بعدها وصف لها جابابنتين لمدة شهر، تحسنت حالتها والحمد لله.
الآن وفي ظل ظروف الحظر والانعزال بسبب كورونا أصبحت تقلق وتخاف من أي عارض مرضي، حتى عاودها الصداع مجددا ولو بشدة أخف نوع ما، ومهما حاولت الإيحاء لها أنه مجرد عارض ويزول ولا داعي للقلق لا ينفع، رفضت أخذ المسكنات كالبراسيتامول، واضطررت مع حظر التجول في الوطن ومعظم البلدن وعدم القدرة للوصول لطبيب أن تعود لأخذ حبوب الجابابنتين ب جرعة 100 غ ثلاث مرات في اليوم، فخف ألم الصداع ، ولقد مضى ستة أيام منذ أخذها علاج الجابابنتين حتى الآن.
أطلب مشورتكم واستشارتكم، إن كان هناك علاج أفضل لهذا الصداع، وما أسبابه؟ أعلم أنه يجب أن لا تستمر على أخذ الجابابنتين أكثر من أسبوعين، أفيدوني، يرحمكم الله، جعله الله في ميزان حسناتكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أشكر لك ثقتك في الشبكة الإسلامية، ونشكر لك اهتمامك بأمر والدتك.
كثيرا ما تكون الأعراض الجسدية في مثل عمر والدتك دليلا على وجود اكتئاب نفسي أو (قلق اكتئابي)، والوالدة اشتكت من هذا الصداع، وفي نهاية الأمر اتضح أنه صداع عصابي أو قلقي أو توتري، واتضح أن فحوصاتها كلها سليمة، خاصة الرنين المغناطسي، والحمد لله على ذلك.
انشداد عضلات فروة الرأس - نسبة للقلق والتوتر – تؤدي إلى صداع لا شك في ذلك، والاكتئاب قد يتجسد في مجموعة من الأعراض العضوية والجسدية، دون وجود مرض عضوي حقيقي، وفي ذات الوقت وجود القلق بالكيفية والصورة التي تحدثت عنها لدى والدتك – خاصة بعد ظهور موضوع هذا الفيروس كرونا – يظهر أن الهشاشة النفسية لديها عالية، مما جعلها تدخل في موجة أخرى من القلق الاكتئابي مع ظهور المخاوف طبعا.
وكما تفضلت دائما حاولوا أن ترسلوا لها رسائل تطمئنها، دعيها تحرص على صلواتها وعلى أذكارها، تقرأ شيئا من القرآن بتدبر وتأمل، {الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون}.
وبالنسبة للعلاج الدوائي: الجابابنتين دواء جيد جدا، ويمكن أن يؤخذ لأكثر من أسبوعين، نعم هو قد يساء استخدامه في بعض الأحيان، لكنه ليس دواء يسبب الإدمان الحقيقي، قد يكون تعوديا بعض الشيء، وأنا أعتقد لو تناولت مئتي مليجرام ليلا ومائة مليجرام صباحا لمدة أسبوعين، ثم تكون الجرعة مئتي مليجرام ليلا لمدة أسبوعين أيضا، ثم مئة مليجرام ليلا لمدة أسبوعين، ثم يتم التوقف عنه، هذا سيكون ترتيبا جيدا، وفي ذات الوقت تعطونها أحد محسنات المزاج، مثل عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (زولفت) سيكون دواء رائعا جدا لها.
جرعة السيرترالين هي أن تبدأ بـخمسة وعشرين مليجراما في الصباح – أي نصف حبة – تتناولها لمدة عشرة أيام، بعد ذلك تجعلها حبة واحدة لمدة شهر، ثم حبتين لمدة شهرين، ثم تستمر على حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
كما أنه من الأفضل أن تتخذ الوالدة تحوطات بسيطة: أن تبتعد مثلا عن تناول الأجبان، لأن تناول هذه الأطعمة كثيرا ما تثير الصداع لدى بعض الناس، ويجب أن تتأكد أن المخدات (الوسائد) التي تنام عليها ليست مرتفعة، ويجب أن تكون الوسادة من النوع الخفيف وليست باليابسة والجامدة. الوسائد المرتفعة كثيرا ما تؤدي إلى انشداد في عضلات الرقبة وفروة الرأس مما ينتج عنه الصداع.
الوالدة أيضا - بعد أن ينتهي هذا الحجر والحظر إن شاء الله – تتأكد من الأسنان لديها، وكذلك النظر، والأشياء الأخرى التي يمكن أن تؤدي إلى الصداع النصفي، هل هناك التهاب مزمن، مثل التهاب الجيوب الأنفية؟ لكن أنا على قناعة كبيرة جدا أنه صداع عصبي أو عصابي توتري.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.