السؤال
السلام عليكم.
الحمد لله أنا فتاة ميزني الله بنعم كثيرة جعلني مرغوبة جدا من الرجال، وتقدم لي عدد كبير من الرجال، ولكن -سبحان الله- لا يتقدم لي سوى من يريدني زوجة ثانية.
دعوت الله كثيرا وتحريت كل أوقات الاستجابة أن يرزقني الله بشاب يكون لي أنا وحدي ما حييت، ليس اعتراضا على حكم الله، ولكن بسبب أنني أعرف عن نفسي الغيرة الشديدة، كما أنه حلم كل امرأة بالعالم.
وصل عمري الآن 33 سنة، وتقدم لي شاب رضيت فيه بكل شيء ولكنه متزوج سابقا.
الآن لا أسأل هل أقبل أم لا، ولكنني أصبحت أفكر كثيرا بمعنى هذا القدر، لماذا رغم كل المميزات التي أملكها لا يتقدم لي سوى المعددين، ولماذا على كثرة الخاطبين ليس من بينهم ولو واحدا فقط غير معدد، وكيف أفهم هذا القدر، هل الخير لي مع معدد، ودعائي دائما هل يقبله الله بعد حين، أم يقبله الله بطريقة أخرى؟
أحتار أمام هذه الأسئلة رغم أنني متعلمة علوم شريعة، ولكنني أريد إجابة من الغير ربما تريحني من هذا التفكير.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حنان حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن ييسر لك أمورك، والجواب على ما ذكرت:
- بما أنك طالبة علم وتدركين عظيم رحمة الله بعباده، وحكمته ولطفه، فينبغي أن تكوني أكثر صبرا واحتسابا ورضا بما قدره الله عليك من خير.
- أنت الآن في سن كبيرة في نظر الآخرين، والذي يتقدم للزواج غالبا يبحث عمن هي أصغر منه، وإذا أكبر منك في السن، فمن الطبيعي أن يكون قد تزوج من قبل، ولهذا أوصيك أن لا تترددي أبدا بقبول من يتقدم لك ولو كان معددا، فالتأخر في القبول ليس في مصلحتك، فإنه قد يتقدم لك معدد ومعه واحدة، وبعد فترة معدد ومعه اثنتان، وإذا تقدم بك العمر أكثر، فيمكن يفوت عليك قطار الزواج وقد لا تجدين حتى ربع زوج، وأما الأحلام التي كنت تحلمين بها ستتحقق بالزواج، ولا يلزم أن تتحقق بكل تفاصيلها، والمهم حصول المقصود الشرعي من الزواج وهي كثيرة.
- وأما مسألة الغيرة، فهذه له جانبان محمود ومذموم، فالمرأة عندما تغار على زوجها لأنها تحبه فهذا محمود، والمذموم من الغيرة إذا كانت لا تريد وتمنعه من الزواج عليها أو أن يذهب إلى زوجته الأخرى، فعليك أن تدعي الله كثيرا أن يذهب عنك غيرتك، من أجل أن تسعدي مع زوجك المعدد، وتطيب لك الحياة.
- وأما بخصوص الدعاء وأنت قد بذلت السبب الشرعي فيه، وقد استجاب الله دعائك، والخيرة فيما اختاره الله لك، فهو أعلم وأحكم وألطف بك، -والحمد لله- أنه قد تقدم لك شاب فيه الميزات التي ترجينها فيه، وهذا خير عظيم ونعمة، فاشكري الله على ذلك، واحرصي على إتمام الأمر في أقرب وقت ممكن.
- وأجيب على بقية أسئلتك سريعا، وكيف أفهم هذا القدر، هل الخير لي مع معدد؟
نعم الخير في هذا المعدد؛ لأنه لا يوجد غيره، وأنت قد كبرت في سنك، ولن يتقدم لك في الغالب إلا المعددون.
- ودعائي دائما، هل يقبله الله بعد حين، أم يقبله الله بطريقة أخرى، يمكن يتأخر إجابة الدعاء، ويستجيب الله الدعاء بما فيه صلاح لعبده، وأنت قد استجاب الله دعاءك، ولا يوجد طريقة أخرى مغايرة لما كنت ترجين بل هو عين ما كنت تأملين زوجا صالحا، وكونه معدد فهذا أفضل من أن تكوني بلا زوج مطلقا، وبهذا تعلمين أن الله أستجاب دعاءك.
وفقك الله لمرضاته.