تعلقت بشاب وأحتاج لنصح منكم.

0 371

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..

الحمد لله الذي جعل لنا في هذه الأمة شيوخا يرشدوننا عند ضلالنا واعوجاجنا عن الطريق.


أنا فتاة في 22 من العمر، تعرفت على شاب عن طريق الإنترنت، وكان تحادثنا عبر الإنترنت قليل، وبعد مدة طلب مني رقم الهاتف وأعطيته إياه، والحمد لله أن كلامنا لا يخرج عما يرضي الله، فنحن دائما نتكلم بمواضيع دينية كأخ مع أخته، وهو يحرص على هذا بقوله "اعتبريني مثل أخيك أو أبيك".

الآن بدأنا مشروعا صغيرا بيننا، هذا طبعا من بعد الثقة والصداقة التي وجدناها في بعضنا، مشكلتي الآن هي أنني تعلقت بهذا الشخص لدرجة أنه لم يغب ولو لحظة عن ذهني، أصبحت دائمة التفكير به، لكن ما يتبين لي أنه هو لا يشعر بشيء تجاهي، فضيلة الشيخ أرجو أن تنصحني نصيحة تبعدني عني هذه الوساوس التي غيرت حياتي وكدرتها.

وجزاكم الله خير الجزاء.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابنة الفاضلة/ أختنا في الله .. أحفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله أن يحفظك ويسدد خطاك، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يعيننا جميعا على ذكره وشكره وحسن عبادته.. وبعد:

فشكرا لك على الاهتمام والسؤال، وزادك الله حرصا ولا تعودي للاتصال بالشباب؛ فإن العواقب غير مأمونة، والشيطان يأخذ الإنسان خطوة خطوة، ويزين له الشر، وقد يقدمه له في صورة الخير، فاقطعي صلتك بذلك الشاب، وإن أراد أن يرتبط بك فليكن ذلك تحت سمع وبصر والديك وأسرتك، وأرجو أن تعلمي أن معظم الشباب الذين يتعاملون مع الفتيات من خلال الهاتف أو الإنترنت يتصيدون العفيفات، وينتقلون من ضحية إلى أخرى، ويلبسون لكل حالة لباسها، فإن وجدوها حريصة على الدين والخير حاوروها وطلبوا نصحها، ومثلوا لها شخصية الزهاد العباد، حتى يصلوا إلى أغراضهم الخبيثة، ثم يرموا بها وبسمعتها في المزبلة -كما يفعل من يأكل العلكة- وإن وجدوا فتاة تعشق العفن الفني ساروا معها على نفس الدرب حتى ينالوا مقصودهم، وويل ثم ويل لمن تفكر في التوبة والعودة، فالأشرار يملكون هاتفها وربما صورتها وأسرارها، فتبدأ عند ذلك المساومات والتهديد والوعيد، فتجد الفتاة نفسها بين خيارين أحلاهما مر.

ويؤسف الإنسان أن يقول: إن هؤلاء السفهاء استفادوا من الجفاف العاطفي في البيوت وانشغال الآباء والأمهات عن بناتهم وأسرهم، ولا شك أن هذه العلاقة أثمرت هذا التعلق الذي قد يكون سببا في شقائك إذا تنصل ذلك الشاب، أو رفض أهله الارتباط بك، أو امتنعت أسرتك بالارتباط به، كما أن كثيرا من هؤلاء الشباب لا يمكن أن يرضى الارتباط بمن اتصلت به من وراء أهلها، وإذا حصل وتزوج منها فإن الشكوك تطارد الرجل والمرأة، والشيطان الذي زين تلك المخالفات هو الذي سوف يسعى في خراب ذلك البيت، وذلك بتذكير كل طرف بماضي شريكه؛ فتبدأ المشاكل وتنعدم الثقة.

وأرجو أن تعمري قلبك بحب الله، وأشغلي أوقاتك بطاعته، واطلبي من ذلك الشاب أن يصحح تلك العلاقة إن رغب، وإلا فلابد من قطع كل الاتصالات؛ لأن البعد والانقطاع يباعد بين القلوب أيضا.

وتجنبي الوحدة، وابحثي عن الصالحات، وأكثري من ذكر الله، واعلمي أنك مؤمنة تتركين الطعام والشراب طاعة لله فكيف يصعب عليك فطام النفس عن هذه المخالفة! فاستعيني بالله وعليه فتوكلي، وأكثري من اللجوء إليه؛ فإنه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.



مواد ذات صلة

الاستشارات