السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
زوجي إنسان غضوب يتعصب لأتفه الأسباب، حيث إنه حينما تأتيه الحالة يمكن أن يكسر أي شيء أمامه أو قربه حتى ولو كان ذا قيمة عالية! في مثل هذه الأوقات لا يتوقف عن الكلام.
عصبيته تؤدي به أحيانا إلى إيذاء نفسه، حيث إنه يضرب رأسه بيديه وبقوة، كما أنه جرح وجهه مرة بحديدة، أما أنا فقد يضربني ضربة قوية، وبعدما تنتهي النوبة يتصرف كأن شيئا لم يكن، ويمكن أن يعتذر!
عصبيته هذه ليست عادية، كما أنه بذيء اللسان، ولهذا أريد أن أستفسر من فضلكم عن هذه الحالة، وهل من علاج؟ مع العلم أنه كان يعاني من تشاجر والديه وعنف والده على والدته أثناء طفولته، كما أنه يشرب الخمر كثيرا ويدخن كثيرا، وهو بطبعه صامت وخجول أمام الناس.
أنا زوجته وأتحمله صبرا واحتسابا، ولكن عواقب أفعاله تؤثر على كيان الأسرة وطفلتي ذات 3 سنوات، وهو عنده الآن 32 سنة، فما هي هذه الحالة؟ وكيف أتعامل معها؟ وهل من أمل في العلاج؟
وجزاكم الله عنا خيرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيرا على صبرك وتحملك على هذا الزوج.
إن كان هذا هو الحال في زوجك كما ذكرت، فلا شك أنه مصاب باضطرابات في الشخصية، فشخصيته من النوع الاندفاعي العنيف، وهذه الحالات لابد أن تعالج، ومن أفضل السبل هي أن تتحيني الأوقات التي يكون فيها مزاجه حسنا ومعقولا، وتعرضي عليه أمر مقابلة أحد الأطباء النفسيين، فهو في رأيي محتاج لإجراء بعض الفحوصات، مثل تخطيط المخ؛ حيث أن بعض حالات الاندفاع والعنف الزائد تكون متعلقة بتغيرات في جزء من المخ يعرف بالفص الصدغي، وهذه يمكن علاجها بأدوية معينة، خاصة الأدوية المضادة للصرع والمثبتة للمزاج.
كما أنه يمكن أن يعطيه الطبيب بعض الإرشاد النفسي للتخلص من الاحتقان الداخلي، والتعبير عن الذات، وممارسة تمارين الاسترخاء، كما أن هنالك أدوية كثيرة مضادة للقلق والاندفاع والاكتئاب، حيث أن هذه الحالات في كثير من الأحيان يكون أصحابها لديهم بعض العسر في المزاج والسوداوية في التفكير، وهنا تعتبر الأدوية المضادة للاكتئاب ضرورية.
ومن الطرق التي قد تساعد هذا الزوج، أن تبحثي عن أحد الأقارب أو الأصدقاء الذين لديهم تأثير عليه حتى يقوموا بمصاحبته ونصحه والأخذ بيده في بعده عن تناول الخمور، والخمر في حد ذاتها من أكبر الأشرار لتوليد العنف الزوجي.
وبالله التوفيق.