محتارة أكمل خطبتي أم لا؟

0 21

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 20 سنة، طالبة جامعية، كنت مترددة جدا في الموافقة على فكرة الارتباط بشكل عام؛ لأني مهتمة جدا بدراستي، ولا أريد أن أشتت نفسي، لكن والدي لم يكن موافقا على مبدئي تماما؛ لأنه كان يأتيني خطاب -الحمد لله-، وتحت ضغط من والدي وأهلي، قلت: سأعطي نفسي فرصة، وبالفعل رزقني الله بشاب 25 عاما، مهذب ومحترم ومن عائلة طيبة، نعرفهم جيدا وهو ذو خلق ودين ولا أعيب عليه خلقة ولا دينه، ووافقت عليه لأنني لم أر ما يرفض من أجله، وتركت نفسي آخذ الفرصة معه، لكن منذ اليوم الأول لم تجذبني شخصيته، ولم أر فيه الولد الذي يلفت نظري، وشعرت أنه شخص عادي، كل ما يميزة الطيبة والخلق، لكنني استخرت، وتم العقد، وقلت لنفسي: مع الوقت بطيبته سوف أحبه وأرى فيه كل ما أتمنى، والله سيجمع بيننا في الخير، وبالذات أنه محترم وطيب، وهذا نادر في هذا الزمان.

مرت 6 أشهر على خطبتي منه، لكن عندي مشكلة حقيقية، مع الوقت شعرت بأنني غير منجذبة له عاطفيا، وأشعر أنه لا تعجبني شخصيته، رغم أنه يحبني جدا ويحترمني، وبالنسبة له أنا أفضل شخص في حياته، ولكنني أشعر أنني مفتقدة شيئا كبيرا في علاقتنا، وذلك لأنني لا أحبه، وبدأت أشعر بالملل والفتور منه، وأشعر أنه لا يلفت نظري، ولا انتباهي، لا أتعامل معه بأنه الشخص الذي سأقضي معه حياتي بأكلمها، مجرد خطيبي فقط.

محتارة جدا ماذا أفعل، هل سيعجبني في المستقبل، وكيف ستكون حياتي معه إن لم أعجب به؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يكتب لك النجاح في دراستك، والتوفيق في حياتك الأسرية، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم السعاد والآمال.

لا شك أن المؤهلات المذكورة للشاب عالية جدا، وقد أحسنت بإنصافه، فهو من عائلة طيبة، ورغم ذلك خلق ودين، بل قلت: لا أعيب عليه في خلقه ولا دينه، وأنك وافقت عليه؛ لأنه ليس فيه ما يرفض لأجله، هذه شهادة عالية جدا، وبعد ذلك ما حدث من عدم قبول له أو كذا: أرجو أن تتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا الخير، وننصحك بأن تجمعي ما فيه من حسنات وتستحضري هذه المعاني الجميلة، وقد أحسنت فهذا نموذج نادر في هذا الزمان، لذلك إذا ذكرك الشيطان بما يضايقك فتذكري ما في الشاب من ميزات، ومن امتيازات كبرى، ورضا أسرتك عنه وعن أسرته، هذه كلها مؤهلات عالية جدا.

ونتمنى أيضا أن تحرصي على أن تتذكري أنك لن تجدي شابا بلا نقائص، كما أن الشاب لا يمكن أن يجد فتاة بلا عيوب، وكلنا بشر والنقص يطاردنا، والحياة الزوجية لا تبنى فقط لأجل هذه المشاعر التي تذهب وتجيء، ولكن تبنى لأجل قوة الإيمان، لأجل الدين، لأجل المصالح، لأجل الذرية، لأجل الارتباطات العائلية، يعني: هناك أهداف كثيرة ينبغي أن يلاحظها الإنسان وهو يؤسس حياته الأسرية.

لذلك أرجو أن تغيري الفكرة التي عندك، وتأكدي أن دراستك ستنجحي فيها، لأن الزواج ليس عائقا في النجاح، وكوني واقعية أيضا في طلباتك، فلا يمكن أن تجدي إنسانا ليس فيه ما يضايق وليس فيه نقص، وهو أيضا لن يجد فتاة كاملة، والكمال لله -تبارك وتعالى- وحده.

فذلك أرجو أن تستمري في هذه الخطبة، وتعطي نفسك فرصة، وتعوذي بالله من شيطان لا يريد لنا ولك الخير، وتذكري دائما الأهداف الكبرى والمعاني الكبرى في الحياة الزوجية، واعلمي أن الشاب بالمواصفات المذكورة قل أن يوجد، كما أنه شاب طرق بابكم وجاءكم من الباب، وأسرته معروفة بالنسبة لك، وأرجو أن تزيحي أي فكرة خلاف هذا، لأن تغيير الطريقة التي تفكرين بها والتخلص من القناعات المعلبة الجاهزة وإعطاء نفسك فرصة للتعرف عليه أكثر وأكثر؛ هذه كلها -إن شاء الله- نتمنى أن تكون عونا لك على تغيير ما في نفسك وتحقيق الانجذاب، الذي نعتقد أنه فعلا يبدأ بالرباط الشرعي وعندما تكونين في بيتك.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يؤلف بين القلوب، وأن يستخدمنا جميعا في طاعته، ونسأل الله جميعا أن يبلغنا رمضان، وأن يعيننا على صيامه والقيام، وأن يرفع الغمة عن الأمة، ونوصيك بالدعاء لنفسك ولهذا الشاب الذي اختارك من بين سائر النساء، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات