هل أعاني من سحر أو عين؟

0 37

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أريد أن أستفسر عن الأعراض التي تصيبني هل هي عين، أم سحر؟ منذ سنة تقريبا أعاني من الأرق وعدم القدرة على النوم ليلا، وإذا حاولت أن أنام أحس بشيء يخنقني، أو كأن أحدا في الغرفة ويراقبني، فأضل صاحية طول الليل، وأنام الصبح وقد مضى على هذه الحالة سنة.

أحيانا أتشاجر مع زوجي على أتفه الأسباب، مع أني كنت صبورة، أما حاليا أغضب من كل شيء، وصرت أكره الحياة الاجتماعية، أو رؤية الناس حولي، صرت أحب العزلة، مع أني كنت اجتماعية، ودائما أعاني من أوجاع في جسمي، وعملت فحوصات طبية ولكنهم أخبروني بأني سليمة، ولكن فعلا عندي آلام حادة بجسمي كله، ووخزات برجلي ويدي مع برودة في الأطراف دائما، وصرت أكره كل شيء على الرغم من أن زوجي لم يقصر علي بشيء، وأعيش في رفاهية، وقبل البارحة انتبهت لشعري أن به عقدا، مع أن شعري ناعم، ولم يحدث ذلك لي من قبل، وكلما حاول زوجي فتح العقد انتقلت لمكان آخ، فلما بدأ زوجي بقراءة القرآن وقص تلك العقد بدأت أحس بصداع في رأسي، فما هي مشكلتي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

قبل أن أتكلم على جوهر المشكلة التي تعانين منها أود أن أضع بين يديك بعض النصائح والتوجيهات.

- أوصيك وزوجك بأداء ما افترض الله عليكما من العبادات وفي مقدمتها الصلاة، فإنها تعين العبد على جميع أموره وتكون سببا لدفع الشرور بإذن الله تعالى (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).

- أكثرا من تلاوة القرآن الكريم، وليكن لكما ورد يومي أقله جزء، على أن يقرأ كل منكما بعد كل صلاة ورقتين فتختمان الجزء مع صلاة العشاء، مع المحافظة على أذكار اليوم والليلة؛ ففي ذلك طمأنينة للقلب وتحصينا من شياطين الإنس والجن بإذن الله تعالى.

- اجتهدا في تقوية إيمانكما من خلال كثرة الأعمال الصالحة، لأن الحياة الطيبة الهادئة لا توهب إلا لمن كان مؤمنا ويعمل الصالحات قال تعالى: (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون).

- أوصيكما بإخراج الصور ذوات الأرواح من المنزل، وأعني بذلك المعلقة على الجدران، وكذلك غير المعلقة التي لا تحتاجونها، والسبب في هذا أن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب أو صورة، فإذا امتنعت الملائكة عن الدخول حلت الشياطين بدلا عنها.

- أوصيكما بالمحافظة على أذكار الدخول والخروج من البيت، مع المحافظة على أذكار الطعام؛ فإنها تحصن البيت ومن فيه من الشياطين يقول عليه الصلاة والسلام: (إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء).

- أوصيك أن تشغلي سورة البقرة وآل عمران من خلال الكمبيوتر أو الهاتف؛ فإن ذلك يطرد الشياطين من البيت، حتى وإن أحسست بشيء من الضيق جراء ذلك، لكنك ستجدين الراحة والطمأنينة تدريجيا بإذن الله سبحانه.

- ابتعدا عن تشغيل الأغاني والاستماع إليها كونها مزمار الشيطان، وجالبة له، وأكثرا من سماع القرآن والأحاديث النبوية والمواعظ المسموعة والمرئية ويمكنك اختيار إحدى القنوات الفضائية الإسلامية.

أما ما يخص استشارتك فإن كان وصفك دقيقا وواقعيا وليس فيه مبالغة أو أوهام وشكوك، فإن كنت مؤدية للصلاة ومحافظة على الأذكار فهذه محاولة لدخول السحر، وإن كنت لا تصلين، أو متهاونة فهذه أعراض سحر، والذي أنصح به في هذه الحال أن تبحثوا عن راق أمين وثقة ليستكشف حالتك، ولتكن الرقية بوجود محرمك، فإن تبين أن السحر قد حصل فلابد من عمل الرقية الشرعية والاستمرار بها، حتى يرتفع عنك السحر مع العمل بالموجهات التي ذكرتها سابقا، والتحصن بالقرآن وأذكار اليوم والليلة بعد خروج السحر مهم للغاية لأنه يمكن أن يتجدد السحر.

الزمي الاستغفار وأكثري من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ فذلك من أسباب تفريج الهموم وتنفيس الكروب ففي الحديث: (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل ضيق مخرجا، ومن كل هم فرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب) وقال لمن قال له أجعل لك صلاتي كلها: (إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك).

تضرعي بالدعاء بين يدي الله تعالى وأنت ساجدة، وسلي الله تعالى أن يشفيك ويرفع عنك ما تجدين، فالله إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون.

أكثري من دعاء ذي النون (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) فما دعا به أحد في شيء إلا استجاب الله له يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (دعوة ذي النون إذ دعا وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فإنه لم يدع بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له).

نسعد بتواصلك في حال استجد أي جديد في قضيتك هذه أو غيرها، ونسأل الله تعالى لك الشفاء.

مواد ذات صلة

الاستشارات