كيف أتخلص من وساوسي وما يصاحبها من أعراض؟

0 30

السؤال

السلام عليكم.

عمري 19 سنة، أدرس صيدلة في المرحلة الأولى، مشكلتي أني قبل سنة كنت أعاني من وسواس الموت بشكل حاد جدا، والحمد لله تغلبت عليه بإيماني بالله، وقراءتي للقرآن، وبدون أي أدوية نفسية.

المهم بهذه الفترة أصبت بغثيان، ودوخة، ورجفة في رجلي، وخوف يحيط بي من كل النواحي، خائفة من أن يرجع لي الوسواس، لأني أفضل الموت ولا أرجع لذلك الشعور الكريه، فأنا أشعر بالوحدة والخوف الشديد، فأرجو منكم أن تعطوني نصائح تساعدني كي أعود لحياتي الطبيعية السابقة، وما سبب إصابتي بتلك الحالة؟ فأنا على أبواب الامتحانات، ولا أريد أن أخسر مستقبلي بسبب شعور مزيف، لقد تعبت والله!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة في هذا الموقع، وأنا أطمئنك إن شاء الله أن هذا الموضوع بسيط.

أنت تعانين من قلق المخاوف، والقلق دائما هو طاقة نفسية ممتازة وفعالة، نحن نقلق حتى نثابر لكي ننجح، الذي لا يقلق لا ينجح، الذي لا يخاف لا يحمي نفسه، الذي لا يوسوس لا ينضبط، ... وهكذا.

هذه كلها طاقات نفسية إنسانية وجدانية حبانا الله تعالى بها لكي ننجح ونسعى في هذه الحياة، لكن إذا زادت عن المعدل المطلوب أو إذا نحن وجهناها التوجيه الخطأ هنا تتحول إلى حالة مرضية. أنت مثلا: وساوس الخوف من الموت – أيتها الفاضلة الكريمة – هذه مبنية على مفاهيم خاطئة، الموت نعم يجب أن نخاف منه الخوف الشرعي حتى نستعد للقاء لله بما هو مطلوب، من التزامنا بالعبادات، لكن لا نخاف منه الخوف المرضي، لأننا لا نستطيع أن نتحكم في الموت، أمر الموت عند الله تعالى، ويجب أن نعيش الحياة بقوة وباجتهاد، وأن نكون نافعين، ونسأل الله أن يحفظنا، وأن يطيل أعمارنا في عمل الصالحات، وأن يختم لنا بالصالحات... هذا هو الذي يجب أن يعرفه الإنسان.

فالذي عندك هو مجرد قلق مخاوف ذو طابع وسواسي، زائد قليلا من الحد الصحي، لذا جعلك الآن توسوسين حول المستقبل، وتوسوسين حول صحتك، لا، اطمئني تماما – أيتها الفاضلة الكريمة – وهذه ظاهرة عادية جدا، تحدث لبعض الناس، خاصة في مراحل اليفاعة وما بعد البلوغ وبدايات الشباب، هذا عمر فيه الكثير من التحولات النفسية والوجدانية ومشاكل تثبيت الهوية والانتماء، لذا هذه الطاقات النفسية تتحول خطأ.

فأرجو أن تتأكدي وتتيقني أن هذا أمر عارض، وأن تنظمي وقتك، وأن تمارسي أي نوع من الرياضة، لأن الرياضة أيضا مفيدة جدا، أي نوع من الرياضة تناسب الفتاة المسلمة، وأهم شيء أن تنامي نوما ليليا مريحا، وأيضا طبقي تمارين الاسترخاء، توجد برامج كثيرة جدا موجودة على اليوتيوب توضح كيفية إجراء هذه التمارين بإتقان، وإسلام ويب أيضا أعدت استشارة رقمها (2136015) سوف تجدين فيها بعض الإرشادات التي أرجو أن تتطلعي عليها وتطبقيها، وأسأل الله أن ينفعك بها.

بقي أن أقول لك إن الدواء في حالتك أيضا يساعد، وبما أنك طالبة صيدلة فأترك لك الخيار. هنالك عقار يسمى (سبرالكس/استالوبرام) ممتاز، ورائع، وغير إدماني، ولا يؤثر على الهرمونات النسائية، أراك محتاجة له لمدة قصيرة، تبدئي بنصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – أي خمسة مليجرام – تتناولينها يوميا لمدة عشرة أيام، ثم اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) يوميا، وهذه جرعة صغيرة، تناوليها لمدة شهرين، ثم اجعليها خمسة مليجرام لمدة أسبوعين، ثم خمسة مليجرام يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

السبرالكس سوف يبني لك قاعدة ممتازة جدا، قاعدة طمأنينة، إزالة القلق، إزالة التوتر، وبعد ذلك حاولي أن تعدلي نمط حياتك، تجعلينه أكثر إيجابية، كما قلنا: تمارسي الرياضة، تلجئي للنوم الليلي فقط، تحسني إدارة وقتك، تحرصي على عباداتك، تستمتعي بالحياة بصورة إيجابية.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات