السؤال
أعاني من القلق الشديد حيال أمر حدث بالماضي، وأخاف جدا أن يؤثر علي في المستقبل! أفكر فيه طيلة اليوم وأبحث عن أشياء تطمئنني وأقرأ في الموضوع ولكن لا أشعر بالراحة، هذا الموضوع سيطر على تفكيري، لدرجة لا أني أستطيع الشعور بالسعادة، ويعطلني عن مهامي اليومية، لا أستطيع التأكد أن ما حدث في الماضي انتهي أثره ولن أتضرر منه مجددا، وهذا ما يقلقني.
أريد حلا للتخلص من كثرة التفكير فقد أرهق عقلي حقيقة، أفكر فيه قبل النوم وبعد الاستيقاظ وأشعر بالذنب والخوف والقلق والهم، يبكيني هذا الموضوع كثيرا، وأحيانا ما يبكيني كثرة التفكير فيه وأني لا أستطيع الاستمتاع بحياتي بسببه، حياتي متوقفة على هذا الموضوع!
أفيدوني بالله عليكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.
في مرحلتك العمرية أفكار الإنسان تتشابك وتتطاير، ويصاب الإنسان بعدم الاستقرار، القلق حول الماضي والحاضر والمستقبل، والطريقة الصحيحة لتفادي هذا الموضوع هي: أولا أن تقنعي ذاتك أن التفكير في الماضي لا فائدة فيه ولا خير فيه، وربما يكون فيه شيء من النفع، أن تستفيدي من أخطائه للحاضر والمستقبل، لكن الأهم هو أن تفكري في الحاضر وفي المستقبل، ودائما تقدمي مشيئة الله، وتأخذي بالأسباب، وحتى إن كان بدر فيما مضى أمر خاطئ، ذنب ارتكب، وهذا التعامل معه سهل جدا من خلال الاستغفار، والندم على مضى إن كان ذنبا، أو على ما اقترف، وأن لا يكرر، وأن يعمل الإنسان الطيبات والأمور الخيرة.
يجب أن تركزي الآن على دراستك، على حسن تنظيم الوقت، على بر والديك، كيفية التمتع بالحياة بما هو طيب وجميل، أن تمارسي رياضة، أن تتواصلي مع صديقاتك، أن تخصصي وقتا لتلاوة القرآن، أن تخصصي وقتا للراحة، وأن تمارسي تمارين استرخاء، ولابد أيضا أن تفكري حول المستقبل، تصوري نفسك بعد عشر سنوات من الآن أين أنت؟ ما الذي أنجزته، الشهادة الجامعية المحترمة، التحضير للماجستير، والتفكير في الدكتوراه، الزواج، العمل إن كانت لديك رغبة، وشيء من هذا. ومن الآن أعدي برنامج أو مشروع، سميه (مشروع الحياة). أعرف الكثير من الشباب والفتيات – في مثل سنك – كان مشروع حياتهم هو حفظ القرآن أو حفظ أجزاء من القرآن على الأقل، في خلال مدة معينة ومحددة.
بهذه الكيفية -إن شاء الله تعالى- سوف تتخلصين من هذا التفكير والقلق السلبي، وجهي قلقك للحاضر وللمستقبل، واجعليها طاقة فعالة وطاقة إيجابية يستفاد منها.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.