طفلي دائما يقلد طفلا آخر وأخاف أن تضعف شخصيته.. فما الحل؟

0 35

السؤال

السلام عليكم.

طفلي يبلغ من العمر 6 سنوات، وهو طفل نشيط وذكي، مشكلتي أنه يتبع أحد أقربائنا وهو طفل في نفس العمر، لكنه يستطيع التلاعب به، وابني دائما يطيعه، يلعب فقط الألعاب التي يختارها الطفل الآخر، وإذا عرض أمامهم اختيار لا يختار ابني حتى يختار قريبنا أولا، فلا يتعارض معه، وأخاف أن تضعف شخصية ابني، ولا أدري كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك – أيها الأخ الكريم – في موقعك، ونشكر لك الاهتمام ودقة الملاحظة والسؤال، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح العيال وبصلاح الأحوال، وأن يحقق لنا بهم وفيهم وبتوفيق الله السعادة والآمال.

ليس هناك ما يدعو للانزعاج والطفل في هذه السن، وأرجو أن تدرب طفلك على أن تكون له خيارات، تبدأ تدربه من الآن، تشاوره على الأقل في الألعاب التي يريدها، في المكان الذي تريدون الذهاب إليه للزيارات، أو نحو ذلك من الأمور، حتى تكون له شخصية، علمه داخل البيت أن يكون له قرار في الأمور التي تخصه، اقبل (لا) إذا قالها في موضعها الصحيح، شجعه على أن يتبنى الآراء، وعلى أن يقترح، وعلى أن يكمل القصص ويكون له دور إيجابي في المنزل.

أما بالنسبة لتقليده لهذا الآخر: فربما يكون هذا الطفل الآخر عنده تجارب أكثر، وعنده خبرات أكثر، فمثلا لو كان لهذا الطفل المذكور من أقربائكم، مثلا له أربع إخوة يكبرونه فستكون عنده خبرات أكثر، أو يكون عنده نوع من المبادرة، أو تربى على نمط معين داخل أسرته.

على كل حال: ليس هنالك ما يدعو إلى الانزعاج طالما كان السن متحدة، نحن دائما نضع علامة استفهام ونتوقف إذا حاول الطفل أن يقلد ويجري وراء من هم أكبر منه سنا، لأنه في هذه الحالة إما أن يكون عقل الطفل أكبر من عمره، وهذا إيجابي، وإما أن يكون هذا طفلا يبحث عن الحماية.

ولذلك أيضا نوصيكم بأن لا تقسو عليه، وألا تختلفوا أمامه، وألا تمنعوه إذا أراد شيئا، يعني: لا تكون سياسة البيت الأصل فيها هي المنع، ولكن إن كان هناك منع فلا بد أن يكون منعا رشدا، ولا بد أن يكون الحرمان حرمان مرشدا ومبررا، يعني: إذا منع من شيء تقول: (منعناك لأن هذا يضرك)، أو (منعناك لأن هذا يؤثر على دراستك)، بنحو هذا التبرير المهم الذي يكون للطفل شخصية.

ليس هنالك ما يدعو للانزعاج، وطبعا هذه المسألة لها علاقة بأمور كثيرة: ترتيب هذا الطفل، يعني: دائما لو كان الطفل هو الأول بين إخوانه فإن هذا كما قلنا يكون عنده نقص في الخبرات، بخلاف الطفل الثالث أو الطفل الرابع – أو نحو ذلك -، أيضا النمط الذي نتربى عليه في داخل البيت، فربما يكون هناك قسوة منك أو من الأم أو دلال زائد أيضا يحرم الطفل من أن تكون له خيارات، نفكر له، نحل له الواجبات، نتكلم نيابة عنه.

هذه الأمور إذا تفاديناها -إن شاء الله- ستكون الأمور على الوجه الذي يرضيك ويرضينا، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

نحن سعداء بهذا السؤال الذي فيه من دقة الملاحظة والاهتمام، ونشرف بالمتابعة مع الموقع حتى نتابع معك ونضع سويا الحلول المناسبة، ونسأل الله أن يقر أعيننا بصلاح الأبناء والبنات، وأن يبلغنا وإياكم رمضان، وأن يعيننا على صيامه والقيام، وأن يرفع الغمة عن الأمة والبلية عن البشرية، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مواد ذات صلة

الاستشارات