بعد تحسن حالتي النفسية هل أستمر على نفس الأدوية؟

0 33

السؤال

السلام عليكم.
فضيلة الدكتور/ محمد عبدالعليم كل عام وأنتم بخير.

راسلت حضرتكم أول 2017، وبعد 4 سنوات من الرحلة مع الأدوية رجحتم بأنني مريض بالاضطراب الوجداني، ورشحتم لي دواء (الليثيوم وسيكويل وباروكستين) بجرعة صغيرة، وتناولت هذه الأدوية فعلا 800 م ليثيوم و 25 م سيكويل و10م باروكستين) والتنيجة في ذلك الوقت كانت ممتازة.

لاحظت في عام 2018 بين شهري 3 و 10 أنني تعرضت لنوبة مختلطة شديدة لـمتوسطة، وفي 2019 شهور 8 إلى 11 تعرضت لنوبة اكتئاب شديدة جدا، فرفعت على إثرها جرعة سيكويل الى 200 بالتدريج فزالت النوبة خلال أسبوع -ولله الحمد-، وبقيت على هذه الجرعة، وعندئذ عشت مستوى ثانيا من الصحة النفسية لم أكن أعلم بوجوده، فيه تحكم كبير بالنفس وطاقة ونشاط وحيوية أكبر انضباطا وخالية من الاندفاع، وفيه ارتياح وطمأنينة وهدوء، وهذا سرني كثيرا؛ لأنه يهمني أن أكون على مستوى عال من الصحة النفسية، ولاحظت تحسنا بسيطا في الحفظ لدي بعد أن فقدت قدرتي على الحفظ التي كنت مشهورا بها، ورسبت -بسبب فقدها- في الدراسة، وهذا بعث لدي الأمل لأنني أهتم جدا بالنجاح في دراستي.

أما الليثيوم فلم يعد متوفر دائما مؤخرا، وأضطر لقطعه عدة أيام فتأتي الأعراض الانسحابية، وهذا يزعجني؛ لأنني بحاجة إلى الاستقرار، وما أطلبه من حضرتكم هو أن أعرف الآتي:

- ما هو كنه الصحة النفسية بالضبط؟
- لأفضل النتائج هل أرفع سيكويل إلى 300 أو 400؟ وهل هذا يشكل خطرا علي؟
- هل ستختفي مشكلة الحفظ إن رفعت جرعة سيكويل أكثر؟
- ما البدائل عند فقد الليثيوم؟ وهل من الممكن استبداله بالكلية؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأنا سعيد جدا أن أسمع أن حالتك طيبة، ونحن نتعشم في المزيد من التحسن والتقدم في حالتك، وقطعا التزامك بتناول الأوية وأن تكون شخصا فعالا ونافعا لنفسك ولغيرك، سيكون هو المرتكز الرئيسي لأن تتأهل نفسيا وتتمع بصحة نفسية عالية، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

الصحة النفسية هي قطعا صحة مهمة وهي مكملة للصحة الجسدية، فلا صحة نفسية بدون صحة جسدية، والصحة النفسية تتمثل في توازن شخصياتنا، انضباط وجداننا، وأن تكون أفكارنا سوية، أن يكون لنا قدرة على التخطيط المستقبلي بصورة صحيحة، أن نوظف مشاعرنا وأفكارنا لتساعدنا على الإنتاجية، والسمو بالنفس، والتواصل الاجتماعي، والحرص على ديننا، وهي مجموعة الأفكار والوجدان والسلوك الذي يتميز به الإنسان.

أخي: الجرعة الكلية للسريكويل يمكن أن تكون حتى 800 مليجرام في اليوم، ولا بأس في ذلك أبدا، وبالنسبة للذين يتناولون مثبتا رئيسيا للمزاج -كالليثيام مثلا- أرى أن جرعة 300 مليجرام سوف تكون كافية جدا، فهو يساعد على النوم ليلا، وجرعة 300 أو 400 مليجرام ليست خطيرة أبدا، بل سليمة جدا، وبدائل الليثيام -يا أخي- وأهمها هو ما يعرف بالصوديوم بالبوريت كرونوا، أو ما يسمى دباكين كرونا، وليست كورونا المرض هذا، وهو موجود ومعروف جدا، ويساعد كثيرا في الحالات المختلطة أو الحالات التي تتسم بوجود قطب هوسي أكثر من القطب الاكتئابي، فيمكن استبدال الليثيام بالدباكين، ولكن من الأفضل أن يكون هذا تحت إرشاد الطبيب.

أخي: الحفظ ليس هو أرفع الملكات الإنسانية، ويمكن أن يتحسن بعدة طرق، أولا: أن تكون هناك رغبة في المادة التي يريد الإنسان أن يحفظها وهنالك تفاوت بين الناس، تجد إنسانا له قدرة فظيعة لحفظ الشعر مثلا ولكن لا يحفظ من القرآن شيئا؛ لأنه ضعيف الرغبة في حفظ القرآن والعياذ بالله، وتجد شخصا آخرا يحفظ الأسماء بشكل ممتاز ولكنه ليس له القدرة على تمييز الطرقات وهكذا، فهذه البدائل والتباينات موجودة.

عليك بالالتزام بالغذاء السليم المتوازن، وعليك بممارسة الرياضة، وبالنوم الليلي المبكر، وأيضا قراءة القرآن بتدبر وتمعن، وكن رجلا شابا من أصحاب التأملات الإيجابية خاصة قبل النوم، حقر ما هو سلبي وابن ما هو إيجابي، وكن متفائلا وعش على الأمل والرجاء، ونظم وقتك، وهذا كله -إن شاء الله تعالى- يساعدك على الحفظ.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات