السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
لي فترة طويلة عندي نسيان، وعدم تركيز، وعدم إنجاز، والتسويف، أكثر مشكلة تتعبني هي عندما أتكلم المفردات لا تأتي في عقلي بسرعة، وبالتالي لا أقدر أن أكمل فكرتي، وأحيانا أقول كلاما غير مقنع لأني لم أستطع أن آتي بالمفردة المطلوبة.
أنا كنت أقدم دورات في الفترة الأخيرة أصبح عندي تضارب في الأفكار، وعندما أتكلم في موضوع معين أشعر أني أنسى كثيرا، مثلا عندي دورة وجهزت لها كل شيء، عندما أتكلم عن نفس الموضوع الأفكار لا تكون سلسة كما خططت لها، وأنسى كل شيء، يعني بأني لا أستطيع أن أطيل في الكلام، أشعر بأني أنهيت كل كلامي بالرغم أني أقرأ وأتابع برامج ودورات مع هذا أحس أني أنسى كل شيء.
لا أستطيع أن أتكلم في موضوع معين بالساعات كما كنت سابقا، كما أن لي فترة أحاول أن أتعلم إنجليزي وأشعر بأن الموضوع صعب ولا أقدر، وعقلي يقول أنت تنسى وكذا.
وأستغرب من الناس التي تتكلم بالساعات وعندهم أفكار وآراء -ما شاء الله- وتتكلم بالساعات أحيانا من غير تجهيز ولا ترتيت، وعندهم الأفكار تأتي بسرعة.
موضوع التركيز يتعبني كثيرا، والآن عندما صرت أقرأ أصبحت أتملل بسرعة وأفقد تركيزي بسرعة وأتشتت ويأيني خمول وكسل وأنعس بسرعة، يعني بأني لا أستطيع أن أراجع وأذاكر مثل الناس بالساعات، أفقد التركيز بسرعة، كذلك عندما أتكلم في موضوع أنسى المفردات اللغوية ولا أستطيع أن أوصف بالطريقة الصحيحة، لكن هذا يختلف عندما أكون وحدي فالمفردات تأتي بسهولة!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ طارق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسأل الله لك العافية والشفاء، أخي عدم التركيز وعدم انسياب الأفكار والنسيان، يجب أن نبحث في أسبابها، هل هي أسباب عضوية أم أسباب نفسية، الأسباب العضوية كثيرة جدا من أهمها: نقص فيتامين ب 12، وعجز الغدة الدرقية هذه من أكبر الأسباب، لذا دائما كل من يشتكي مثل شكواك هذه ننصحه بإجراء الفحوصات الطبية التامة، يتأكد من مستوى الدم، مستوى السكر، مستوى الدهنيات كل هذا يجب التأكد منه وكذلك مستوى فيتامين د، ومستوى فيتامين ب 12، وظائف الغدة الدرقية هذه -يا أخي- كلها فحوصات أساسية، لا بد أن تقوم بها.
هذا من أجل التجويد الطبي، لأن قناعتي بأن حالتك هذه حالة نفسية بسيطة، لديك قلق غالبا ربما يكون قلقا داخليا مقنعا، كما أن نمط تفكيرك فيه شيء من الوسواسية الدرجة التي أنك قررت الشكوى عدة مرات والمحتوى نفسه، هذا طبعا جهد منك تريد أن تقنعني بأهمية ما تشتكي منه، لكن مثل هذا النمط نشاهده عند الذين لديهم ميول وسواسية، فيا أخي الذي أراه أنه لديك شيء من القلق الداخلي مع شيء من الوسواسية، ويظهر أنك تراقب أداءك كثيرا هذا أيضا يجعل الأفكار تضمحل ويجعل الإنسان يضطرب، ويعتقد أن إدراكه أو مجرى أفكاره ليس على ما يرام، والذين يتحدثون -أخي- لساعات وساعات هذا ناتج من أنهم قد دربوا أنفسهم على ذلك، ثانيا أنه لديهم غزارة في المعلومات، من كثرة القراءة والاطلاع، ومجالسة المتحدثين والعارفين، وإن شاء الله -يا أخي- أنت لا تقل عن هؤلاء أبدا.
فإذا عليك أن تزود نفسك بالمعلومات دائما، الأمر الثاني أن تقوم بتمارين شخصية بعد أن تحضر الموضوع، قم بتقديمه وإلقائه وقم بتسجيل ذلك على الفيديو مثلا ثم استمع إلى أدائك، هذا يعطيك ثقة كبيرة في نفسك، وفي ذات الوقت يجعلك تطلع على الثغرات في أدائك إن وجدت، وفي المرة القادمة تقوم بنفس الشيء لكن يكون الموضوع مختلفا وتسجل وتستمع إلى نفسك، وغالبا سوف تجده أفضل، اتباع بعض النماذج مثلا كالمذيعين الجيدين في التليفزيون أو العلماء، الواحد يحاول أن يستمع إليهم ويتبع منهجيتهم في المخاطبات، والحرص على اللغة الجسدية، وتعابير الوجه، ونبرة الصوت هذه -يا أخي- كلها مهمة جدا.
دائما في بدايات البرزينتيشن أو حين يريد الإنسان أن يعرض موضوع يكون هنالك شيء من القلق والتوتر، وهذا نسميه بالقلق الإيجابي أو قلق الأداء وهو مطلوب، لأنه يحسن كثيرا من أداء الإنسان، بصفة عامة أخي أيضا حاول أن تأخذ قسط كافي من الراحة، أعتمد على النوم الليلي، الرياضة مهمة جدا لتنشيط الذاكرة، والتوازن الغذائي، التواصل الاجتماعي، وتلاوة القرآن بتجويد وتأمل وتدبر في القرآن هذا يحسن الذاكرة كثيرا، وفي بعض الأحيان نرى أن تناول عقار مثل بروزاك أيضا قد يفيد لأنه يزيل القلق والتوتر، والجرعة هي كبسولة واحدة يوميا لمدة أربعة أو خمسة أشهر.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.