لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلاً

0 30

السؤال

أعاني من صعوبة التعرف أو بدء الحديث مع من حولي من أصدقاء أو أقارب مما يسبب لي قلة ثقة بالنفس، وأكره أن أكون وحدي بمكان عام كالمدرسة، أو مجلس وأفقد ثقتي بنفسي عندما أكون وحدي إذا كنت بين مجموعة من الناس، وبالخصوص إذا كنت أعرفهم، وأشعر أني محط أنظار الجميع.

أحيانا إذا تناقشت مع أحد أشعر بالخفقان، وأحيانا أشعر برجفة باليد، مع العلم إن إخواني أصغر مني بكثير، واعتدت أن أكون وحدي بالمنزل، وأنا الآن بتخصص يتطلب مني المواجهة والكلام، وأريد تحسين سلوكي وقدراتي على مواجهة الغير بثقة.

في الغالب إذا أردت البدء التعرف على أحدهم يحصل لي موقف يجعل العلاقة بيننا غريبة، وعند التحدث بالواتس اب أكون أفضل وأحسن، وأجيد الكلام براحة، وأشعر أنها شخصيتي فعلا، لكن بالواقع لا يحصل ذلك وأكون كشخص آخر، أنا ليست انطوائية؛ لأني أريد الأصدقاء والتعرف، لكن لا أستطيع الاندماج بسهولة.

عندي عدد قليل من الأصدقاء، ولكن لا أملك صديقا مقربا مني للغاية لدرجة أني أخبره بكل شيء عني؛ لأني لا أحب التكلم عن كل شيء يخصني، وتفاصيل حياتي، وعند التحدث عن شيء يخصني أشعر بالندم لاحقا؛ لذلك أفضل الصمت عن ما يخصني والتكلم بمواضيع عامة، أو مواضيع تخصهم، وأنا لأول مرة أعرض مشكلتي بالرغم من وجودها منذ فترة مراهقتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدون اسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بارك الله فيك، وتقبل الله طاعاتكم وصيامكم.

ما تعانين منه أمر بسيط جدا، لديك شيء من قلق المخاوف ذو الطابع الاجتماعي، لم يصل -الحمد لله- لمرحلة الرهاب، والخوف يعالج بضده، وهو الإقحام والاقتحام والتعريض، يعني: أن تعرضي نفسك لمصدر عدم الارتياح والخوف، وأن تقتحمي الفكرة بما هو مضاد لها.

أريد أن أؤكد لك حقيقة مهمة جدا، وهي: أن المشاعر التي تأتيك عند هذه المواجهات – كالشعور بالخفقان ورجفة اليد، وفي أحيان كثيرة من يشتكي أنه حدث له احمرار في الوجه، أو تلعثم في الكلام – هذه الأعراض تكون موجودة لكنها بدرجة بسيطة وبسيطة جدا، ليس بنفس الكم والكيف التي يتصورها الشخص الذي يعاني من المخاوف، ولا أحد يلاحظ عليك ذلك.

هذه حقيقة مهمة جدا؛ لأنك إذا تفهمت تلك الحقيقة على أصولها هذا سوف يعطيك طمأنينة كبيرة، أي أن الطرف الآخر لا يطلع على مشاعرك والتغيرات الفسيولوجية التي تحدث والتي تؤدي إلى الخفقان مثلا.

الأمر الآخر: دائما كوني في الصفوف الأمامية في كل شيء، في المرفق الدراسي كوني في الصف الأول، في المنزل تدربي مع أسرتك أن تأخذ مبادرات، أن تحضري مواضيع تتكلمي فيها، وعلمي نفسك أن تكون نبرة صوتك متوازنة، وتعابير وجهك أيضا مناسبة، ولغة جسدك – خاصة حركة اليدين – تكون معبرة، هذه الثلاثة مهمة جدا.

حبذا الإنسان لو تعلم أن يهمس مع نفسه عند البداية بالكلام وعند المواجهة (بسم الله الرحمن الرحيم)، تفتح كل شيء، تأتي بالخير والراحة. فهذه أمور أريد أن أذكرك بها.

تمرين ثالث: أريدك أن تلجئي لما نسميه بالتعرض في الخيال، تتصوري أنك تقدمي هذا البرزنتيشن Presentation أمام مجموعة كبيرة جدا من الطلاب والطالبات والأساتذة والدكاترة، وهذا الخيال يجب أن يكون خيالا دقيقا ومنضبطا، بمعنى أن تحضري بالفعل وتجلسي مثلا في الغرفة، أن تذهبي في مقدمة الغرفة وتتخيلي أنك أمام الطاولة، ومستعدة الآن أن تبدئي في البرزنتيشن، والقاعة مليئة بالناس، وتبدئي في تقديم هذا البرزنتيشن، نعم، بكل تفاصيله، حتى ولو استغرق نصف ساعة أو ساعة، هذا نسميه (التعرض في الخيال) لكنه مفيدا جدا جدا لمن يقوم به.

إذا هذه هي الأسس العلاجية الرئيسية.

أرجو أيضا أن تطبقي تمارين الاسترخاء، تمارين التنفس التدرجي، وتعلمي في بداية المقابلات أن تأخذي نفسا عميقا، أن تملئي صدرك بالهواء، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) وضحنا فيها كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة على اليوتيوب توضح كيفية تمارين الاسترخاء.

هذه الأشياء الرئيسية التي أنصحك بها، وإن شاء الله تعالى سوف تعالج هذه المشكلة تماما.

طبعا توجد أدوية تزيل هذا النوع من المخاوف، لكن أعتقد أن مخاوفك بسيطة، وفي مثل سنك هذه لا داعي لتناولها.

بارك الله فيك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات