أفترض دائماً سوء النية بمن حولي، فكيف أتخلص من ذلك؟

0 25

السؤال

السلام عليكم.

دائما أفترض سوء النية في الذي أمامي، سواء كان قريبا لي أو حتى لو علاقتي به يسيرة، وهذا شيء يضايقني جدا، وأتخيل مثلا أنه يريد إيذائي.

كما أحس أن الذي أمامي قد يتغير معي في أسلوبه، ولو بشيء يسير، ومتعود على أنه لا يحصل، وأشك فيه أنه قد تغير، ويبقى التفكير في أي شيء قد يحصل!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بصدد ما تشكو منه، فإن كان له حقائق واقعية لها أدلة صحيحة صريحة، فلا بد من معالجتها بالحوار والتفاهم والاحتكام لأهل العلم.

أما إن كانت -وهو ما يظهر- مجرد ظنون وأوهام، فلا شك أن هذا نوع من البلاء الناتج عن مرض نفسي ولو في بدايته، مما يستوجب عليك ضرورة مراجعة الطبيب النفسي، وهو- بفضل الله في هذا الشأن- ناجح، فمن المهم اللجوء إليه حيث إنه كثيرا ما يترتب على السكوت عن الأمر متاعب شخصية واجتماعية، وقد يتطور المرض إن لم يجد المبادرة والعلاج اللازم، وقد صح في الحديث: (تداووا عباد الله؛ فإن الله ما أنزل من داء إلا جعل له دواء).

وأرشدك بالتالي:
- الحذر من بناء الأحكام والمواقف تجاه من حولك بناء على الظنون؛ كونها مخالفة للشرع والعقل والواقع، وتدمر العلاقات الاجتماعية والأسرية، وغيرها، لذلك قال تعالى: (إن الظن لا يغني من الحق شيئا)، وصح في الحديث (اتقوا الظن، فإن الظن أكذب الحديث).

- ضرورة الاستعانة بالله وطاعته والتوكل عليه، وحسن الظن به وعدم اليأس من رحمته سبحانه، والثقة بالشفاء بعون الله تعالى.

- لزوم الرقية الشرعية بالذكر والقرآن، والدعاء.

- ضرورة التحلي بالصبر والهدوء، والإيمان والرضا، والشكر واحتساب الثواب والأجر.

- التخفيف من ضغوط الحياة بأن تأخذ حقك من الراحة والنوم، والمجالسة والمؤانسة، والنزهة والرياضة، والصحبة الطيبة، ومتابعة المحاضرات والبرامج النافعة.

- لا أفضل ولا أجمل من اللجوء إلى الله تعالى بالدعاء.

فرج الله همك ويسر أمرك وعافاك، ورزقك عظيم الصبر والأجر، والحياة السعيدة في الدنيا والآخرة.

والله الموفق.

مواد ذات صلة

الاستشارات