كيف أتصرف حيال ما أجد من صديقي من انحراف؟

0 27

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب ملتزم، وأحاول الالتزام والامتثال لأمر الله قدر المستطاع، ومشكلتي أن نفسي تهفو إلى الرجال دون النساء، ولكني أحاول كبتها وعدم إطاعتها.

قبل 3 أعوام تعرفت على صديق ملتزم، وأمه طالبة شريعة، ووالله لم أر منه إلا كل خير ووفاء، ولكن ما اكتشفته مؤخرا أنه مثلي (لديه شهوة للرجال)، وذلك من خلال الكلام اللطيف والغرامي الذي يقوله لي، وفقط إلي؛ فإنه لا يتكلم بهذا الكلام لشخص آخر، وأيضا في بعض الأحيان بعض الحركات المغرية التي يقوم بها، وأنا أعلم أنه ليس بنيته إغرائي بتلك الحركات، ولكن أظنها لحظات ضعف منه، فماذا تقترح علي فعله، وهل تقترح علي مصارحته بالأمر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد المالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل-، وشكرا لك على هذا السؤال، ونسأل الله أن يعينكم على الحلال، وأن يجعل هذه الصداقة في الله ولله وعلى مراد الله تبارك وتعالى، ونسأله أن يصلح الأحوال، وأن يحقق لنا ولكم في طاعته السعادة والتوفيق والآمال.

أحسنت بهذا الشعور تجاه هذه الصداقة التي ينبغي أن نرعاها حتى لا تنجرف وتخرج من مسارها الصحيح الذي يرضي الله تبارك وتعالى، وأول ما ننصحك به:

هو أن توسع دائرة الصداقة، أن لا تكتفي بصديق واحد، أن تتجنب الخلوة الطويلة بهذا الصديق الذي يحاول أن يرسل إغراءات قصدها أم لم يقصدها؛ لأن بعض الشباب قد يكون كما ذكرت مطيع لله وطيب لكن تربى في بيئة أنثوية، وعنده شيء من النعومة في تصرفاته، قد لا تكون مقصودة لكنها في النهاية قد تثير الآخرين أيضا وقد يساء به الظن.

ولذلك سدا لهذا الباب ينبغي أن يكون الاحتياط كبير جدا في التعامل مع هذا الصديق، لا نريد تركه، ولكن ينبغي أن يكون الاحتياط كبيرا في التعامل معه، ولا مانع من النصح له إذا يعني بترك مثل تلك الحركات، لأنها لا تليق بأمثاله من الفضلاء، هكذا تقول له بأسلوب جميل، والإنسان ينبغي أن تصدر منه حركات رجولية حتى لا يساء به الظن، يعني نصيحة من هذا الباب وتوجهها له بلطف، هذا أيضا مهم لأن الصداقة الحقة هي التي تقوم على النصح، على التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وينبغي أن تكون مغلفة بأدب حتى لا يشعر أنك تتهمه، والشرع لا يسمح لك أن تتهمه، وكما قلنا بعض هذه الإغراءات والميوعة من الشباب قد تكون ليست انحرافا سلوكيا، وإنما هو مسكين وجد نفسه بين مجموعة من النساء، أو كانت الأم طاغية في تربيته، وهي المتحكمة، فهذا يؤثر على الشاب أحيانا في بعض تصرفاته، وبعض الأسر تغلق على أبناءها وتجعل هذا الابن يعيش مع البنات أو مع أمه فلا يخرج بعد ذلك إلا في وقت متأخر، فيجد نفسه بعيدا عن تصرفات الرجال في بعض الأحيان، وهذا لا يعتبر انحرافا سلوكيا، لكنه يغري الآخرين على الانحرافات.

أما ما في نفسك أيضا من هذا الميل:
فينبغي أن تسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك هذا الميل، وأن لا تركز على الشباب الذين فيهم بعض الميوعة أو الجمال أو المردان، يعني تجتهد دائما في أن تصطحب فضلاء الرجال الصالحين من الرجال، واحرص على أن تكون الصداقة واسعة؛ لأن الخلوة أحيانا الشيطان يكون فيها هو الثالث، وإذا وجد الإنسان في نفسه ميلا إلى الجنس أو إلى شاب معين أو إلى غيره ..، فليس من المصلحة أن يديم النظر إليه، وليس من المصلحة أن يخلو به، لكن يتعامل معه تعاملا عادي ويجتهد في أن يتقي الله تبارك وتعالى، أيضا لا مانع وأنت في هذا السن بعد ذلك تبدأ تحدد مسارك؛ لأن الإنسان إذا بدأ يفكر في الزواج وبدأ يفكر في الحلال فإن ذلك مما يصرفه عن هذا التفكير المنحرف الذي يكون ميالا إلى النوع الذي ينتمي إليه، والحمدلله طالما أنتم الآن على عافية وسلامة ومجرد ميول نسعد باستمرار التواصل معنا حتى نعينك على الخروج من هذا الذي أنت فيه.

والأمر سهل بالاستعانة بالله تبارك وتعالى، ثم بمصاحبة الرجال، ثم بتجنب التصرفات والأشياء المغرية، ثم بالبعد عن الشباب الذين تجد في نفسك ميلا إليهم، أو إذا تعاملت معهم ينبغي أن لا تكونوا في خلوة أو على انفراد، هذه أمور كذلك أيضا كما أشار ابن الجوزي تتذكر عيوبهم وتتذكر ما فيهم من نقائص، أيضا تحاول أن توجه نفسك في الاتجاه الصحيح، فتفكر مع الأسرة في البحث عن فتاة صالحة ليكون الارتباط بها؛ لأن هذا أيضا يعني شراكة للأهل مهمة وأيضا صرف النفس إلى الاتجاه الصحيح، فالفطرة هي أن يميل الرجل إلى المرأة وتميل المرأة إلى الرجل هذا المقبول شرعا، وغير هذا لا يمكن أن يقبل من الناحية الشرعية..

نسأل الله لنا ولك التوفيق والحفظ والهداية والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات