السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أريد أن أستشيركم في موضوعي .
عندما أكملت دراستي الجامعية بدأت أفكر بالزواج، أنا شاب عمري21 من أسرة محترمة، وأنا الآن أشتغل في وظيفة محترمة وأتقاضى راتبا محترما، ومعروف بين الناس أني أريد الزواج، وكل الناس الذين أعرفهم ويعرفونني يريدون أن يزوجوني منهم، لكني قبل سنة ونصف تقريبا رأيت فتاة وأعجبت بها جدا وأحببتها وهي أيضا تحبني، وكل العلاقة التي بيننا رسائل فقط، رغم أني لم أقابلها حتى مرة واحدة، ولا سمعت صوتها، وهي من بيت محترم وليست من نفس المكان الذي أنا منه، ومنذ سنة لم أراها؛ لأنها بعيدة عنا، تعرفت على أسرتها وعلى أخيها وتكلمت معه في الموضوع، وقد سره الأمر كثيرا لقرابتي بهم، وقال: لم نجد أحسن منك، لكن المشكلة في بيتنا، حيث إني أخبرتهم بالقصة لكني لم أجد منهم الرد الكافي لكي يذهبوا لخطبتها.
هم أسرة ملتزمة جدا كما نحن أيضا، كيف أقنعهم أن يذهبوا لخطبتها لي؟
شاكرين تعاونكم معنا.
أرجو الرد بسرعة لو سمحتم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي جميل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي الكريم! أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير.
الصواب أن يبدأ الإنسان مشروع الزواج وكل أمر بالاستخارة واستشارة أهل الخبرة، وأن يجتهد في نيل رضى والديه قبل التوسع في العلاقات مع الطرف الثاني، ونحن في زمان لا يهتم فيه كثير من الشباب بأن تكون العلاقات مع الطرف الثاني وفق الضوابط الشرعية والآداب المرعية، وكثيرا ما ندفع ثمن تلك المخالفات: ((فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم))[النور:63].
والعلاقات الحميمة تكون بعد الارتباط الشرعي، وكل ما عدا ذلك الغالب عليه المجاملات وإظهار الإيجابيات فقط، ومحاولة كل طرف السير في هوى الشريك الآخر حتى لو كان ذلك مخالفا للضوابط الشرعية.
ولقد هداك الله للصواب حتى أبديت الرغبة لأخيها، وهكذا تؤتى البيوت من أبوابها، وعليك الآن الاجتهاد في إقناع الوالد، وذلك باختيار الوقت المناسب، وانتقاء الكلمات، وأرجو إشراك الوالدة والأعمام والعمات، وبين لهم أنك ذهبت إلى أسرة محافظة على دينها، وذكرهم بأمر صلة الأرحام التي تريد أن تقوى روابطها وتجدد شبابها عبر الارتباط بتلك الأسرة، واجتهد قبل ذلك وبعد ذلك في التوجه إلى الله، وقلوب العباد يقلبها سبحانه؛ لأن سعادة الإنسان في أن يجمع بين صلاح الزوجة وبر الوالدين، وأوصيك بالإحسان إلى والديك والوفاء لهما.
وفقك الله للخير، وسدد خطاك، ورزقك رضا والديك وحسن العبادة لله مولاك، وبالله التوفيق.