كيف أحدد هدفي وشغفي؟

0 34

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة دائما أتحدث عن الأهداف والشغف والتخطيط الجيد للمستقبل والنجاح، وقد قرأت العديد من كتب التنمية البشرية، وشاهدت عشرات الفيديوهات عن هذه المواضيع، لكن مشكلتي أنني لا أستطيع تحديد هدف للتركيز عليه، أو حتى الشعور بشغف تجاهه، علما أنني أرسم وأقرأ وأكتب وأصور وأجيد الكثير من الأشياء، لكن لم أجد شيئا أستطيع البقاء أو ممارسته لفترة طويلة، ورغبتي في اهتزاز دائما ولا أستطيع تحديد التخصص الجامعي الذي أرغبه، فمرة أرغب في الطب، وبعد فترة أهتم بالتاريخ، ثم أعود مجددا للاهتمام بالطب وهكذا.

أحيانا أعود بذلك لسبب فضولي وحبي لكل شيء، فأصبحت لا أستطيع التركيز في أمر واحد، إلا وشعرت بالملل منه!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سرى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتي الكريمة- وردا على استشارتك أقول مستعينا بالله تعالى:
من الجيد أن يكون لديك الطموح الجامح فتقرئي وتطلعي وتشاهدي كل نافع، ولا شك أن التخطيط للمستقبل أمر مهم للغاية لأن من لم يخطط لحياته يتوه.

على المرء أن يعمل بالأسباب لتحديد مستقبله، ومع هذا يجب أن يكون متوكلا على الله تعالى، ويعلم أن كل شيء بقضاء وقدر فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.

تحديد الهدف يحتاج أن تنظري لحاجة سوق العمل بحيث يكون تخصصك مما له قبول ورواج، بحيث إن تخرجت تهافت سوق العمل على استقطابك بحيث لا تذهبي لتسول الوظيفة على أبواب المؤسسات، فهذا هو النافع -بإذن الله-، وهذا يحتاج منك أن تنظري إلى التخصصات النادرة أو غير الموجودة في البلد.

أكثر ما يعانيه الخريجون من الجامعات هو التكدس والبطالة، والسبب يرجع إلى أنهم تخصصوا في فنون محصورة، فصار سوق العمل متشبعا بهم، ويحتاج الشخص كي يدخل للعمل أن يموت شخص أو يتقاعد، وما عدا ذلك فسيبقى ينتظر أو يبحث له عن عمل لا يتناسب مع تخصصه كقيادة السيارة والحراسة ووو إلخ.

اختيار التخصص يكون بحسب الميول والرغبة، وبحسب المواد التي يتطلبها ففي الطب المواد العلمية وفي الأدب المواد الأدبية وفي التاريخ المواد الأدبية وهكذا، غير أن الطالب إذا كان ذكيا في المواد العلمية (كيمياء، فيزياء، لغة إنجليزية... وغيرها) إن كان ذكيا فيها فالذي أنصحه أن يتقدم لكلية الطب، ثم في مرحلة التخصص ينظر إلى ما يحتاجه البلد من التخصصات النادرة، أو غير الموجودة فيتجه لها.

ومن التخصصات النادرة في غير مجالات الطب المجالات الاقتصادية وخاصة الاقتصاد الإسلامي والقانون الدولي وعلم الاجتماع.

أوصيك بتقوى الله تعالى والاجتهاد في تقوية إيمانك من خلال كثرة الأعمال الصالحة، فهي خير معين بعد الله تعالى في تحصيل المراد.

أكثري من تلاوة القرآن الكريم وحافظي على أذكار اليوم والليلة، فذلك مما يجلب للقلب الطمأنينة كما قال تعالى: (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب).

صلي صلاة الاستخارة وادعي بالدعاء المأثور قبل أن تقدمي على أي عمل، واستشيري ذوي الخبرة والاختصاص فذلك مهم للغاية، فما خاب من استشار ولا ندم من استخار.

نسعد بتواصلك، ونسأل الله تعالى ك التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات