السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
منذ أربعة أشهر أصابني صداع شديد، ذهبت إلى الطورائ قالوا عندي ارتفاع في ضغط الدم، وبعدها أصبحت متخوفا جدا، وأصبحت كل يوم في المستشفى لمتابعة الضغط، وبعدها ذهبت إلى دكتور باطنية، وبعد الفحوصات أفاد بأن لدي ارتفاعا في ضغط الدم، وأخبرني بأنه سوف يكون طول حياتي، أصبحت متخوفا أكثر!
ذهبت إلى طبيب آخر وأفاد بأنه ليس لدي ضغط، وإنما هو قلق وتوتر بسبب التفكير وعدم النوم الكافي، حيث إنني لا أنام في اليوم غير 3 ساعات ومتقطعة، وصف لي دواء يساعد في النوم، وهو مزراجين لمدة شهر، لكن بعد قراءة النشرة أصبحت متخوفا ولم آخذ منه!
الآن أصبحت أشعر برجفة في القلب، وضيق نفس قليل، وأيضا حالة غريبة في الرأس مثل التنميل أو الرعشة، وألم في الرقبة والكتف، وكذلك رجفة في الأرجل، كما أني افتقدت رغبتي بالطعام، والحالة المزاجية سيئة، أصبحت أخاف من قلة النوم، وعند إرغام نفسي على النوم تزداد حالة الخوف ونبض القلب، علما أن هذه الحالة أحيانا تأتيني من قلة النوم.
وشكرا لكم.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وسيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
بخصوص ضغط الدم فالآن من الموجهات إلى الأطباء إنه لا يقاس ضغط الدم مباشرة عندما يأتي المريض للعيادة؛ لأن التوتر يرفع ضغط الدم، وبالذات ضغط الدم السيستوالي، فيطلب أن يجلس المريض عادة حتى يرتاح لمدة ربع ساعة حتى يقاس له ضغط الدم وهذا مهم؛ لأن ضغط الدم مرتبط ارتباطا شديد بالحالة النفسية والانفعالات وبالذات ضغط الدم السيستوالي.
يجب أن لا يقال لشخص إنك تعاني من ارتفاع ضغط الدم إلا بعد قياسه -كما ذكرت- عدة مرات، هذا ما أردت أن أقوله بخصوص ضغط الدم وارتباطه بالحالة النفسية، وطبعا واضح أنه هناك قلقا وتفكيرا وعدم نوم، وهو الذي أدى إلى ارتفاع ضغط الدم السيستوالي، والمشاكل الأخرى التي تعاني منها.
الشيء الثاني الذي أود أن أوضحه هو الآثار الجانبية التي تكتب عادة في النشرات الملحقة بالأدوية، يا أخي الكريم لو كل إنسان قرأ هذه النشرات فلن يقوم أي أحد باستخدام أي دواء حتى البنادول والأسبرين؛ لأنه ماذا يكتب في هذه النشرات؟ الآن شركات الأدوية تكتب كل الآثار الجانبية حتى ولو كان احتمالية حدوثها 1 في المليون، فهي تكتبها حماية لنفسها من التقاضي وشكوى المرضى، أما نحن الأطباء فنعرف الأدوية التي لها آثار جانبية خطرة، فعادة لا نكتبها للمرضى، ونعرف ما هي الآثار الجانبية أكثر حدوثا، فإما أن ننصح المرضى منها أو من خلال المتابعة نكتشفها، وإما أن نغير الدواء أو نغير الجرعة إذا كان مرتبطا بهذا.
الميرزاجين أو الميرتازبين من أكثر الأدوية النفسية الآمنة، والآثار الجانبية التي تكتب كما ذكرت تكتب لأشياء معينة من شركات الأدوية، فأنا رأيي أن ترجع إليه مرة أخرى؛ لأنه -كما ذكرت- آمن جدا، ولحسن الحظ هو مهدئ في جرعات صغيرة، أي جرعة 15 مليجرام تساعد على النوم ولا تعمل مشاكل، وبالعكس إذا زدت الجرعة فيصبح غير مهدئ وهذه ميزة، فالجرعات الصغيرة هي الجرعات المهدئة.
الشيء الآخر في موضوع النوم: يجب أن لا ترغم نفسك على النوم -يا أخي الكريم-، المطلوب منك أولا أن تذهب إلى النوم عندما تشعر بالنعاس، تظل في السرير نصف ساعة، إذا لم يأتك النوم انهض من السرير وحاول أن تعمل شيئا مسليا كالقراءة أو الاستماع إلى الراديو أو التليفزيون، وعندما يأتيك النعاس مرة أخرى ارجع إلى السرير، تجنب المنبهات مثل الشاي والقهوة في المساء بعد الساعة 5 مساء، هي تمنع النوم، تجنب الوجبات الدسمة -يا أخي الكريم- وتجنب التمارين الرياضية العنيفة قبل النوم، كل هذه الأشياء تمنع النوم.
وفقك الله وسدد خطاك.