لا أمارس الرياضة مع الأولاد بسبب سخريتهم مني، فما الحل؟

0 28

السؤال

السلام عليكم.

مشكلتي أنني في صغري ترعرعت في دار جدي، وكنت أمنع من لعب كرة القدم بسبب مشكلة في أنفي، فكنت ألعب مع بنات الجيران، ومع أخي الكبير كل الألعاب، وعادة أرتبك عند سماعي للعب الأولاد بالكرة.

سجلت بمركز كرة قدم لزيادة تواصلي الاجتماعي، لكن كان الأولاد هناك من أحياء شعبية فسخروا مني، وهذا أثر على نظرتي للرياضات الأخرى، مثل: الجودو، حيث توقفت عن الجودو بسبب كسر خطير في رياضة المدرسة، وعند عودتي كان المدرب يمازحني أمام زملائي ويخبرني بجهلي بقوتي الجسدية، لماذا لم ألعب في صغري؟ والآن أحس بتوتر وألم بطن قبل حصة الرياضة، وأخشى ما يفعله الأولاد في الملبس من كلام وتصرفات لاأخلاقية، لكن عادة أرد عليهم عندما يسخرون مني.

كذلك فأنا أفضل اللعب مع أصدقائي المقربين، ولا أتوتر، كما أخاف أن يؤثر هذا المشكل علي، فالسنة القادمة ثانوية عامة، وبدأت أتوتر قليلا بسبب الرياضة في الثانوية، فهل أنا مريض؟ ساعدوني وفقكم الله.

شكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابننا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال، ونؤكد أن من كتب هذه الأسطر -إن شاء الله- سيتجاوز الخلل والإشكال، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، وأن يحقق لك الطمأنينة والنجاح والسعادة والآمال.

لا شك أن الذي حدث في الصغر أثر عليك، بالإضافة إلى الإصابات والأشياء والإشكالات الصحية التي كنت تعاني منها، تركت آثارها على نفسك، ولكن تجاوز ذلك سهل، ونبشرك أيضا أنك تستطيع أن ترد على من يحاول أن يتطاول أو يتجاوز، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، المسألة لا تستحق هذا الانزعاج ولا مانع من أن تراجع طبيبا نفسيا، ولكن تستطيع أن تعالج نفسك إذا وصلت إلى قناعات بأنك قادر على فعل أشياء كثيرة، ولا تتأثر بكلام ذلك المدرب، وابحث عن مدرب يعينك على تجاوز هذه المرحلة، وحتى كلام ذلك المدرب أنك تجهل طاقاتك وما تملك من قدرات، هذا ينبغي أن يحفزك، لا أن يدعوك إلى أن تنخفض عندك المعنويات، لأنه لما يقول أنت عندك قوة جسمية لكن عليك أن تعرف كيف تستفيد منها، هذه نعمة من الله تبارك وتعالى أن يكون للإنسان قوة جسمية.

أما ما يحصل من انزعاج بالنسبة لك: فأرجو أن تبدأ باللعب مع الأصدقاء ثم توسع الدائرة، والسبب واضح هنا في توترك من الآخرين، أنهم لهم سلوكيات مزعجة، وفي هذا الباب يكفي أن تكون أنت ناصحا لهم، أن تكون عندك شخصية رافضة لأي تجاوزات منهم في هذا المجال، وأصلا الرياضة الأفضل للإنسان الأصل أن يمارس الرياضة مع من عندهم أخلاق وعندهم قيم حتى ينتفع بهم، فالمرء حيث يضع نفسه ولذلك نوصيك بالآتي:

أولا: كثرة الدعاء لنفسك.
ثانيا: الحرص على الطاعة لله تبارك وتعالى، والتقيد بأحكام الشرع، لأن ثقة الإنسان في نفسه فرع من ثقته في الله، والثقة في النفس إنما تتكون بمقدار إيمان الإنسان وثقته في ربه تبارك وتعالى.

ثالثا: احرص أيضا على أن تكون في صحبة الأخيار، ولا تتوقف عن ممارسة الرياضة، فإنها مفيدة ومهمة بالنسبة لك كشاب، احرص دائما على أن تكون في صحبة من يذكرك بالله إذا نسيت من الأصدقاء الأفاضل الأخيار، وإذا وجدت نفسك في مكان عام أو لعب اضطررت أن تلعب مع آخرين فلا مانع من ذلك، شريطة أن تحافظ على القواعد والضوابط الأساسية، ولا تتيح لأي إنسان فرصة التجاوزات الأخلاقية الخاصة تجاهك، ولك أن تنصح الآخرين في مخالفاتهم إذا حصل منهم شيء، ومن حق الإنسان أن ينتقي البيئة التي يعيش فيها والرفقة التي يلعب معها، هذه أشياء أساسية للإنسان.

الحمد لله أنت في مرحلة عمرية تجاوزت معها مثل هذه الإشكالات، فتوكل على الله تبارك وتعالى واستعن به، ولا مانع من أن تعرض نفسك على طبيب نفسي أيضا لتستمع إلى توجيهاته، وطبعا المسألة خفيفة لن تحتاج إلى أدوية، لكن تحتاج إلى أن تستمع إلى إرشادات وتوجيهات من الطبيب المختص، ونحن في الموقع نرحب بك في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، واترك هذا التوتر فأنت في مرحلة تريد أن تحصد فيها الدرجات.

ونسأل الله أن يوفقك، وأن يكتب لك النجاح والفلاح.

مواد ذات صلة

الاستشارات