السؤال
السلام عليكم.
أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة، أجاهد منذ 10 سنوات لكي أكون في صفوف الصالحات رغم المعارضة الشديدة من مجتمعي، ملتزمة بحجابي الشرعي -ولله الحمد-، وأحاول دائما الالتزام بحدود الله في كل حياتي.
لم أرتبط حتى الآن لأنني لم أجد بين كل المتقدمين صفات الرجل الذي أطمح بالارتباط به رغم كثرة المتقدمين، وكنت أبحث عن شخص يخاف الله ويعينني على التقوى، وتأمين جو أستطيع الالتزام فيه بأريحية، ولكن -للأسف- في كل مرة يتقدم شخص يفترض أنه ملتزم يتضح أنه متمسك في الظواهر، وباطنيا بعيد كل البعد عن الإسلام وخلقه، نحن بشر، وفعلا نحتاج إلى السكن والزوج الصالح.
تقدم لي منذ فترة إمام مسجد من جنسية مختلفة، ويعيش في بلد عربي مختلف وحده، هو حافظ القرآن وفيه صفات جميلة (على ما يبدو)، أعلم أنني أخطأت في الحديث معه، لكنني لم أرغب أن أقدمه لأهلي قبل أن أعرف عنه بعض المعلومات، بحيث لا أحرج أهلي ونفسي من كثرة المتقدمين بغير فائدة، تحدثت معه 3 أيام بأسئلة تعينني على فهم شخصيته، واستخرت ثم علمت من شخص آخر أنه منفصل منذ عدة سنوات، ولديه أولاد مع زوجته، ويعيشون في بلده الأم، حيث أنه لم يخبرني في البداية، وقررت إنهاء الموضوع، لكنه مصر على المجيء والتقدم لخطبتي عند فتح المطارات، ويحتج أنه شرعا لا يؤثم بعدم إخباري بذلك إن لم أشرطته وأنه كان سيخربني.
رغم أنني سألته لماذا لم يتزوج حتى الآن؟ وتكلمت معه في موضوع التعدد وهو متمسك جدا، ولا أعلم سبب هذا التعلق، رغم أن حديثنا لم يكن سوى لبضعة أيام، وموضوعي، لا أعلم ماذا أفعل؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في استشارات إسلام ويب، نسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
لقد أصبت في الحرص على التزوج بالشخص الذي ترتضى صفاته ويرتضى دينه، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، ولكن لا ينبغي التشدد جدا في البحث عن الشخص المثالي، فإذا وجد الشخص المستقيم في دينه المؤدي لفرائض الله تعالى عليه، بأن يؤدي ما أمر الله من الفرائض ويجتنب ما حرم الله من المحرمات، فهذا يؤمن معه على المرأة، فإنه إذا أحبها أكرمها وإذا أبغضها لم يظلمها؛ لأنه يخاف الله ويجتنب الحرام.
واعلمي أن الأشخاص الذين سيتقدمون لك لن تجدي فيهم شخصا كامل الصفات ترضينه من جميع الجوانب، فلابد من غض الطرف عن بعض النقائص، ما دام يوجد ما نأمله ونرجوه من الصفات التي تؤهله ليكون زوجا يرعى هذه المرأة ويتقي الله تعالى فيها.
وهذا الشخص الذي ذكرت إن كان كما ذكرت فننصحك باستخارة الله -سبحانه وتعالى- واستشارة العقلاء من أهلك، فإذا اطمئن قلبك للتزوج به فلا تجعلي سبق تزوجه من امرأة، أو كون له أولاد، لا تجعلي ذلك مانعا من الزواج به، فإن تجارب الزواج قد يفلح فيها الإنسان مع امرأة، بينما لا يتوافق مع امرأة أخرى فيؤدي إلى الفراق، وليس كل من طلق لا يصلح للزواج ثانية، لكن ننصحك بعدم التعجل والتريث حتى تعرفي ما تحتاجينه من معلومات مهمة حوله، وننصحك ألا تتولي أنت ذلك بنفسك، وأن توكلي الأمر إلى أهلك ومحارمك من الرجال ليتولوا البحث عنه ومعرفة ما يلزم حوله، ولا شك أن الرجال أقدر على ذلك.
وأما ما سبق من كلامك معه: إن كان في حدود الأدب ولم يصحب ذلك خضوع بالقول أو إطماع بما يثير الشهوة فلا حرج عليك فيه إن شاء الله، ولكن ينبغي ألا تفعلي ذلك ثانية، فإن الشارع الحكيم أراد حفظك وصيانتك وتجنيبك كل ما قد يؤدي بك إلى ما لا تحمد عاقبته.
نسأل الله بأسمائه وصفاته أن يوفقك للخير، وأن يقدره لك حيث كان.