السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أعاني من اللخبطة أحيانا عند الكلام، ليست بشكل دائم ولكن يحدث ذلك في وسط الكلام، وأحيانا ينقطع حبل أفكاري وأنسى ما أريد قوله من شدة التوتر حينها -أقصد عند التأتأة-، أريد التكلم بطلاقة مثل الآخرين وأحاول ذلك ولكن تأتي التأتأة رغما عني في وسط الكلام.
حاولت أن أفهم ماذا يحدث معي، فقرأت موضوعا عن مرض يسمى (اضطراب الفكر) حزنت أكثر لأني ربما أعاني من هذا؛ لأن لدي الكثير من أعراضه، وحقيقة لا أعلم، كما قلت يحدث لي لخبطة، وأحيانا حبسة -نسيان المصطلح الذي أريد استخدامه- أو مجرد تأتأة -كلام متكسر-، وعند الكلام أمام المرآة وحدي أتكلم بطلاقة أكثر، ولكن أرتبك أحيانا وأجد صعوبة في التعبير عن ما أريد قوله -نسيان المصطلحات-، لا أريد الاختلاط بالآخرين كثيرا، وسرعان ما أبتعد عن أي تجمع حتى لا يلاحظ أحد هذه المشكلة.
ما الحل في هذه المشكلة؟ لماذا علي بذل مجهود حتى لا أخطئ في الكلام؟ ولماذا لا أتحدث بطلاقة دون خطأ وبدون مجهود؟
إن كان هذا سيفيد، فأنا مررت بمشاكل تنمر كثيرة في صغري، وفقدت أحد والدي في سن صغيرة، وافتقدت الحنان كثيرا، وليس هناك أحد قريب مني حتى أتحدث معه في تلك الأمور، فأنا كتومة جدا.
ساعدوني، أرجوكم!
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، تقبل الله صيامكم وطاعتكم، وأسأل الله أن يحل هذه العقدة من لسانك.
أنا أعتقد أن الأمر كله مرتبط بحالة انفعالية قلقية يظهر أن نواة القلق لديك مرتفعة وهذا يؤدي إلى التلعثم والاضطراب في الكلام وينقطع حبل التفكير؛ لأن التركيز لديك متأثر أيضا سلبيا من حالة القلق الذي تعيشينه.
القلق طاقة نفسية مطلوبة لكن يجب أن تكون بالمقدار الإيجابي، بمعنى أن حتى ننجح وحتى ننجز وحتى نقوم بواجباتنا لا بد أن نقلق، لا بد أن تكون لدينا همة، لكن حين يزيد عن المعدل يؤدي إلى نوع من الاضطراب والذي تحدثت عنه، الإنسان الانفعالي حين يقلق يزداد لديه نشاط الجهاز العصبي اللإرادي أو ما يعرف بالجهاز السيمبساوي، وهذا يؤدي إلى إفراز مواد كيميائية تسمى الإدرينالين، وهذه قد تؤدي إلى التلعثم والرجفة وإلى الشعور بخفة الرأس، الشعور بأن الواحد يريد أن يفقد السيطرة على الموقف وهكذا، وهذه قطعا تختلف من إنسان إلى إنسان.
بالنسبة لما تعرضت له في مرحلة الطفولة والتنشأة لا أريدك أن تتأثري سلبيا بما حدث انظري للأمور بإيجابية، المهم هو الحاضر والمستقبل، اجعلي حياتك حياة مفيدة لك وللآخرين، الحمدلله أنت لديك عمل متأكد أنه لديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك فحاولي أن تتغاضي عن السلبيات، وأن تطوري الإيجابيات وهذا أمر يفيدك، أنا أعتقد أنك محتاجة لأحد الأدوية المضادة لقلق المخاوف، والدواء سوف يساعدك كثيرا، من أفضل الأدوية عقار سيرترالين ويسمى لسترال، هو دواء سليم وغير إدماني ولا يؤثر على الهرمونات النسوية، في بعض الأحيان قد يفتح الشهوية نحو الطعام قليلا، الجرعة المطلوبة هي أن تبدئي بنصف حبة 25 مليجرام يوميا يمكن بعد الإفطار لمدة أسبوع ثم اجعليها حبة كاملة، استمري عليها لمدة شهرين، ثم إذا حدث تحسن ملحوظ استمري على نفس الجرعة لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعليها نصف حبة يوميا لمدة شهر ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن الدواء.
أما إذا لم يحدث تحسن بعد انقضاء الشهرين فارفعي الجرعة إلى حبتين يوميا وهذه جرعة وسطية، لأن الجرعة الكلية 4 حبات في اليوم لكن لست بحاجة إلى هذه الجرعة، استمري على جرعة الحبتين لمدة شهرين ثم خفضيها إلى حبة واحدة لمدة ثلاثة أشهر، ثم نصف حبة يوميا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوم بعد يوم لمدة أسبوعين ثم توقفي عن تناول الدواء، وإن استطعت أن تقابلين طبيب نفسي فهذا أيضا أمر جيد.
بالنسبة للعلاج الدوائي سوف يزيل القلق والتوتر ويؤدي إلى انبساط في مزاجك وفي انفعالاتك وهذا سوف يحسن من تركيزك، وإن شاء الله تعالى موضوع التأتأة والتلعثم ظرفي المرتبط بالحالة الانفعالية سوف يختفي.
من المفترض أيضا أن تتواصلي اجتماعيا ولا تنعزلي عن الآخرين، لا بد أن تقومي بواجباتك الاجتماعية، أرجو أن تنضمي إلى مركز لتحفيظ القرآن أو أي وسيلة أخرى ترتلي من خلالها القرآن مجودا، لأن هذا يؤدي إلى طلاقة كبيرة في اللسان، مارسي أيضا تمارين الاسترخاء، إسلام ويب لديها استشارة رقمها 2136015، أرجو الرجوع إليها وتطبيق الإرشادات الموجودة بها وهي مفيدة، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها، إذا هذا مجمل الإرشاد.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.