السؤال
السلام عليكم.
التعامل مع الناس باستثناء الأهل أو الأصدقاء المقربين عبء ثقيل جدا، حيث أنني أتلعثم في عبارات الترحيب ورد السلام، وأتجنب الزحام تماما، وأمشي في طرقات شبه خالية حتى لو كانت أطول، وأتحاشى النظر لعيون الناس؛ لشعوري بالعنف والكراهية والإقلال أو الازدراء في عيونهم.
أشعر بتصلب أو عدم مرونة في تغيير مساري عند المشي ومواجهة الأشخاص أو العربات، وإذا اضطررت لتغيير مساري أشعر بغضب شديد.
اللقاءات والتلامس وسماع الآخرين والانتظار يشعرني بالغضب في غالب الوقت، عموما فمسألة تغيير مساري باستمرار عند المشي جعلتني أكره الخروج من البيت.
تقل تلك المسألة أو تختفي تماما عندما أمشي مع أحد الاصدقاء أو عندما أنشغل بالحديث، وبعد عودتي للبيت أشعر بألم نفسي كبير، وأسترجع الأحداث التي أغضبتني.
بالتأكيد أثرت تلك المسألة علي، وما زالت فرص العمل واستكمال الدراسة وسائر الأنشطة عبئا يوميا لا يحتمل، فهل هذا نوع من الرهاب الاجتماعي أم اضطراب نفسي آخر؟
آسف على الإطالة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ Amirafify حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الذي تعاني منه ليس رهابا اجتماعيا بالمعنى المتعارف عليه، الرهاب الاجتماعي – أخي الكريم – يحصل في مواقف محددة، يزداد فيها ارتباك الشخص، ويحصل له تلعثم وزيادة في ضربات القلب، والتعرق ... وهكذا، ولكن يبدو أنك تعاني من حساسية مفرطة في التعامل مع الآخرين، وبالذات الغرباء، مما يجعلك تسلك سلوكا معينا، وعندما ترجع إلى البيت تندم على هذه الأشياء، لأنك في ذات الوقت طبيعيا مع الأهل والأقارب والأصدقاء المقربين.
تحتاج – أخي الكريم – إلى علاجات سلوكية معينة، يجب عليك ألا تتهرب ولا تتفادى هذه المواقف، عليك بالمواجهة حتى وإن صعبت عليك في الأيام الأولى وشعرت بقلق وتوتر، ولكن كلما واجهت وتخلصت من هذا الضعف والنقص عندك تكسب ثقة جديدة – أخي الكريم – وهذه الثقة تساعدك.
بعض الأدوية قد تساعدك في هذا، وبالذات مجموعة الأدوية التي تسمى (SSRIS) ومن هذه الأدوية الـ (سيرترالين/زولفت)، خمسين مليجراما، عليك أن تبدأ بنصف حبة – أي خمسة وعشرين مليجراما – ليلا لمدة أسبوع، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وعليك بالاستمرار فيه لعدة أشهر حتى تحصل على فائدة من هذا الدواء إلى أن تزول هذه الأعراض، ويمكن أن تستمر فيه لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك يتم التوقف عن الدواء بالتدرج. هذا مع المواجهة – كما ذكرت لك – وعدم الهروب من هذه المواقف أو تغيير المسار، وهكذا. هذا الدواء سوف يساعدك، وبالمواجهة سوف تزيد الثقة بنفسك، وإن شاء الله تتخلص من هذه الأشياء، وتعود حياتك طبيعيا.
وفقك الله وسدد خطاك.