السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
كنت قد سألتكم في استشارة سابقة رقم (55054) عن ذلك الشاب الذي راجعته ليعود بعد أن رفضته، ولم يعد.
الآن عاد بعد غياب أكثر من شهر ولم يقدم لي أي اعتذار سوى أنه انتظر حتى يهدئ من ثورة أهله إزاء رفضي المتكرر لهم.
الآن أنا في حيرة من أمري، أريده ولكني لا أريد أن أتنازل عن كرامتي، خاصة بعد أن شعرت بالإهانة إزاء غيابه لأكثر من شهر، ولا أحب أن أبدو رخيصة في نظرهم وأعود، ولكني أريده من كل قلبي، فبماذا تنصحونني هل أرفضه وأخسره للأبد لأثأر لنفسي كما فعل هو وأهله أم أرضى وأتنازل عن كرامتي؟
أرجو أن تجيبوني بسرعة فأنا في حيرة شديدة، ولا أستطيع أن أصف لكم مدى العذاب والألم النفسي الذي تعرضت له في الشهر الماضي بعد غيابه ورفضه لي.
فأرشدوني ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابنتي العزيزة/ ربى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.
ابنتي العزيزة! أرجو أن تحرصي على التوجه إلى الله، واحرصي على الاستخارة قبل اتخاذ قراراك في هذا الأمر، والاستخارة هي طلب الدلالة على الخير وتفويض الأمر إلى الله والتوكل عليه، ولأهميتها فقد كان صلى الله عليه وسلم يعلمها لأصحابه كما يعلمهم السورة من القرآن، وهي سهلة وميسورة، فإذا هم الإنسان بالأمر فعليه أن يركع ركعتين في أي وقت، ولا بأس من اختيار الأوقات الفاضلة، ويدعو فيقول: (اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، أو قال: عاجل أمري وآجله، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم رضني به).
والمسلم بعد الاستخارة يطمئن ويرضى بالنتائج ولا يندم؛ لأنه يكون قد أدى ما عليه، وهو سؤال بأن يصرف الله عنك الشر وأن يصرفك عنه، وهذا من دقة هذا الدعاء، فقد ينصرف عنك هذا الشاب ولا تنصرفي عنه، فتظلي متعلقة بما لا سبيل للوصول إليه، فعليك بالاستخارة والصبر ولن تستفيدي إذا تنازلت عن كرامتك.
وأرجو عدم التفكير في الانتقام والثأر وهذه التصرفات الجاهلية، ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله، بل اجعلي نيتك طيبة، واشغلي نفسك بطاعة الله وذكره، وإذا أراد الله أمرا كان، وأذكرك بأن الشاب أيضا عانى من آلام رفضك والمضايقات التي يجدها من أهله، ولن تستفيدي من رجل قراره بيد أسرته، وقد يصعب عليك أن تعيشي معهم والجراح نازفة، ولكن إذا حسن أمره وصدق في طلب يدك واطمأنت النفوس إلى بعضها؛ عندها فقط أرجو أن تقبلي به زوجا.
أسأل الله أن يكتب لك التوفيق والسداد.