السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أحببت شابا متدينا، وهو كذلك يحبني (حبا عفيفا)، وهذا الحب أبعدني عن كثير من الطاعات والعبادات، أجاهد نفسي على العودة على ما كنت عليه ولا أستطيع، حبه أشغل عقلي وتفكيري، وأنا في ضيق شديد من أمري.
وهذا الشاب لا يستطيع التقدم لأنه لا يملك المال للزواج، وأنا لا أريد الزواج من غيره، ليس لأني أحبه بل لدينه وأخلاقه، وأريد الشخص الذي يعينني على هذه الدنيا، وأيضا أشعر بضيق شديد عندما يخطبني أحد قبل وبعد صلاة الاستخارة، ماذا أفعل؟ أريد أن أكون قريبة منه لحبي له، وأهم من ذلك أن أرجع على ما كنت عليه من الطاعات، وأمر آخر يضايقني: أخاف إذا فرج الله همه ويسر أمر رزقه إن شاء الله أن يرفض أهلي وأهله الزواج لأنه ليس من قبيلتي، وهو لا يريد غيري وأنا لا أريد غيره، والشيء الذي جعلنا متمسكين ببعضنا هو الدين والأخلاق بعد ذلك الحب.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ضحى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك، ويلهمنا جميعا رشدنا، ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا.
إن الشريعة العظيمة أمرت بغض البصر، وسدت كل الأبواب الموصلة إلى الفساد والشر، وحرصت على سلامة الصدور وطهارته، وأكدت على صفاء هذا القلب وعمارته بحب الله وتوحيده، ولذلك قال سبحانه: ((قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم))[النور:30]، وقال تعالى: ((وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن))[النور:31]، وقال عن أكرم النساء وأكرم رجال: ((وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن))[الأحزاب:53].
وأحسن الشاعر حين قال:
فإنك متى أطلقت طرفك رائدا لقلبـــــك أتعبــــــــك المناظــــر
رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر
واعلمي أن الله يغار على قلب عبده وأمته أن يكون فيه حب غير الله وتوحيده وذكره، وحتى لا يزداد الوضع سوءا لا بد من قطع الاتصالات بهذه الشاب، والابتعاد عن أماكن وجوده، وشغل النفس بما خلقت له، وأرجو أن لا تتعلقي بالسراب، وحتى إذا حلت مشاكل هذا الشاب فقد لا يوافق أهلك على الارتباط به، وعندها لن تستطيعي أن تخسري أسرتك، ولا ننصحك برد الخطاب، خاصة إذا كانوا أهل دين وخوف من الله، ولا عبرة بهذا الضيق؛ لأنك قد حددت ما تريدين قبل الاستخارة، وقد يكون الرفض من قبل أسرته أيضا، ولا يوجد حب عفيف إلا ما كان بين الرجل وزوجته الحلال، وقد قلت بأن هذا الحب أثر على عباداتك وطاعاتك لربك، واعلمي أن الدين والأخلاق يمنعان مثل هذه العلاقات؛ لأنها خارج الإطار الشرعي، وكم من حب بدأ عفيفا ثم كانت العواقب سيئة والسمعة ضائعة، بل هناك من يبدأ علاقته بتبادل النصائح والدعوة للصلاح والصلاة، وسرعان ما يتدخل الشيطان ليحول تلك العلاقة إلى فسوق وعصيان.
ونحن نحذر شبابنا والفتيات من الانبهار بالكلمات المعسولة والتصرفات المفتعلة، فإن إبليس قد يأتي في ثوب قديس كما يقولون.
والله ولي التوفيق والسداد.