السؤال
السلام عليكم
مشكلتي في ضعف التركيز وكثرة النسيان، اعتدت أن أكون ذات قدرة كبيرة -ولله الحمد- على التركيز والحفظ ولدي وعي كبير بالمحيط بي ورد فعلي سريع ويقظ، ولكن منذ أن تخرجت من الثانوية 2014م فقدت كل ذلك أصبحت بطيئة في التفكير، غير يقظة، أحتاج وقتا أطول للتفكير وحتى للرد على الآخرين، لا أنتبه على الإطلاق كأن مخي توقف عن العمل ولا يعمل إلا للضرورة فقط.
في بعض الحالات أصبحت أتلعثم في الكلام وأكرر الكلمة مرتين، وفي حالات أخرى أتوقف في منتصف الكلام ولا أعلم ماذا قلت تحديدا، فأقوم بإعادة صياغة الكلام بتركيز أكبر، الأمر مزعج كوني لم أعتاده.
أمور قد تزيد المشكلة: أغمي علي مرة في الحمام تقريبا بعمر 13 سنة، وصدمت رأسي بالغسالة، وفتحت بشكل بسيط أخذت غرزة أو غرزتين، لم يقم الطبيب بفحوصات، قام بالخياطة فقط.
أخذت بروزاك 40mg في نهاية الثالث ثانوي وعمري 17 سنة لمدة ثلاثة أشهر ثم توقفت دون استشارة، بعد إيقافه بمدة بسيطة ضربني أحدهم على رأسي في تلك السنة بعصا، ولكن لم يحدث إصابة خارجية، ولم أقم بأي فحص.
في عمر 20 سنة دخلت في نوبة اكتئاب وغضب، قمت بضرب رأسي بقوة (برأس دش الاستحمام) عدة مرات، لم يحدث إصابة ظاهرة، ولم أقم بأي فحص، منذ ذلك اليوم تقريبا بدأ يأتيني صداع نصفي، وأحيانا أقوم بالاستفراغ بسببه، الصداع الذي يأتيني كأن شيئا يقوم بالضغط على رأسي.
أستخدم حاليا سيركويل اكس آر 50mg منذ ستة أشهر تقريبا لعلاج القلق واحتمال وجود اضطراب ثنائي القطب ومشاعري -الحمد لله- مستقرة جدا.
هل هذه الأمور تؤثر، وما حل هذه المشكلة، وهل أحتاج لفحص معين؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رين حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
اسأل الله لك التوفيق والسداد واشكرك على الثقة في إسلام ويب.. ونبارك لك شهر رمضان تقبل الله صيامكم وطاعتكم.
لديك استشارات سابقة وأنت في هذه الاستشارة ركزت كثيرا على موضوع ضعف التركيز والاستيعاب، وأنا أعتقد أنه مرتبط بحالة القلق النفسي الذي تعانين منه وربما يكون لديك درجة بسيطة أيضا من الاكتئاب النفسي، وبالنسبة لإصابات الرأس السابقة أنا لا أرى أنها تركت أثرا عضويا، لكن قطعا إذا ذهبت للمستشفى أجريت الفحوصات مثلا صورة مقطعية للرأس سوف تكون كافية جدا، وليس هنالك حاجة للرنين المغناطيسي، وفي ذات الوقت يجب أن تقومي بالفحوصات للتأكد من وظائف الغدة الدرقية على وجه الخصوص؛ لأن ضعف إفرازها أحيانا يضعف التركيز عند الإنسان، كما أن نقص فيتامين د أو فيتامين ب 12 أيضا قد يؤدي إلى خلل في التركيز، فأرجو أن تتأكدي من هذه الفحوصات، وهي فحوصات بسيطة جدا.
يجب إجراء الفحوصات الروتينية: معرفة مستوى السكر، معرفة مستوى الهيموجلوبين، وظائف الكبد، وظائف الكلى، مستوى الدهنيات أعتقد أن هذه قاعدة طبية مهمة جدا، هذا بالنسبة للعلاج حالتك هذه.
الخطوة الثانية في العلاج: تنظيم الوقت، والاعتماد على النوم الليلي، فالنوم الليلي المبكر يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ، مما يحسن التركيز، هذا أمر مهم جدا، وعليك الاستيقاظ مبكرا وأداء صلاة الفجر، والقيام ببعض الأعمال التي فيها رياضة للدماغ، قراءة الورد القرآني، مذاكرة أي مواد علمية مهمة لمدة نصف ساعة إلى ساعة، القيام بتمارين رياضية في الصباح خاصة تمارين إحماء العضلات، هذه كلها أشياء مهمة جدا، فأرجو تطبيقها.
الأمر الآخر هو تنظيم وقتك، الاستفادة من الوقت مهمة جدا وتنظيمه مهم جدا، وهذا قطعا فيه فرصة كبيرة؛ لأن ينجز الإنسان أشياء كثيرة ويرفه عن نفسه بصورة طيبة، وتكون لك مشاركات اجتماعية أيضا هذا كله يحسن التركيز؛ لأنه يؤدي إلى راحة البال وهذا أمرا مهم، وأنصحك أيضا أن قراءة القرآن بترتيل وتؤدده وتمعن بمعانيه العظيمة هذا يحسن التركيز (واذكر ربك إذا نسيت)، الرياضة أنا تطرقت لها، وأريدك أن تركزي عليها كثيرا، هذه هي الأشياء التي أنصحك بها.
كنت أود أن أضيف أنك قد تحتاجين لدواء آخر بجانب السيركويل عقار مثل سيرترالين ممتاز جدا لعلاج القلق والتوترات الداخلية وحين يزول القلق يتحسن تركيزك، لكن حين ذكرت أنه يوجد لديك احتمالية ثنائية القطبية في هذه الحالة طبعا السيرترالين لن يكون مناسبا.
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد، ونشكرك على الثقة في إسلام ويب.