ما زلت أعاني من الهلع والخوف، والفحوصات كلها سليمة، ما الحل برأيكم؟

0 18

السؤال

السلام عليكم

الدكتور: محمد عبدالعليم، أرجو من حضرتك قراءة رسالتي بتمعن، لأنني لم أعد أملك سوى الله ثم أنت للخروج من حالتي.

أبلغ من العمر 39 عاما وأنا مدرس في المنزل أي غير موظف، متزوج ولدي طفلة، بدأت معاناتي قبل أكثر من عشر سنوات، عندما استفقت من النوم على وقع دقات قلب سريعة جدا، قمت بعمل فحوصات ومنها الإيكو -والحمد لله- كانت سليمة، تعاودني الحالة بين فترة وأخرى، وكلما كانت تأتيني أذهب للطبيب لإجراء فحص -والحمد لله- يكون سليما.

لكن كانت هذه الحالة تجعلني أنسحب من أي موقف حدثت فيه هذه الحالة، حتى وصلت إلى مرحلة الانسحاب من المجتمع، وأنا اليوم حبيس المنزل منذ خمس سنوات، وكما أسلفت سابقا فإن عملي أيضا في المنزل، أصبحت أتجنب أن يأتيني أحد كي لا تحدث عندي حالة الخفقان، ولا أذهب لأحد، بل وصلت إلى مرحلة الخوف من أداء أي عمل معين كي لا تتسارع نبضات قلبي، وبالتالي أدخل في دوامة الهلع والخوف من نبضات القلب.

ولا تتعجب لماذا لم أذهب إلى طبيب نفسي كل هذه المدة؟ والسبب في الحقيقة هو أن الطب النفسي عندنا في العراق ليس بالتقدم المطلوب، وحتى عندما كنت أريد الذهاب للطبيب كان حاجز الخوف من خفقان قلبي يمنعني من ذلك.

الآن أتناول دواء الزولفت بجرعة 50 mg وهذه هي خامس جرعة في لحظة كتابتي لهذه الرسالة، طبعا تدرجت في أخذه بناء على رسالة قرأتها في موقعكم قريبة لحالتي.

أعتذر عن الإطالة عليك، وأكرر أملي في الله ثم فيك، وفقك الله لكل عمل خير، وجعلك سببا في رفع الهم والغم عن كل مسلم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد

نسأل الله لك العافية والشفاء، وأبارك لك قدوم شهر رمضان المبارك تقبل الله صيامكم وطاعتكم.

أشكرك على الثقة في إسلام ويب، وأنا قرأت رسالتك بكل تفصيل، وأقول لك -إن شاء الله- حالتك بسيطة، نعم خمس سنوات من الحبس المنزلي الاختياري كما تقول، لكن يظهر أن سلطان المخاوف كان عليك قويا.

الذي تعاني منه هو قلق مخاوف، والأمر بدأ لديك بنوبات هرع أو نوبات فزع وهي بالفعل مخيفة، لكنها ليست خطيرة و90% من الذين تبدأ عندهم هذه النوبات يذهبون إلى أطباء القلب بالرغم من أن الأمر ليس له علاقة بمرض القلب أبدا، لكن نسبة لتسارع القلب والخفقان والذي يصحبه الخوف، والبعض يحس أن المنية قد اقتربت، هذا يجعل الناس يذهبون إلى أطباء القلب.

الحالة معروفة جدا لدينا في الطب النفسي، وقد كثرت في هذا الزمان، ولأسباب موضوعية، ضغوطات الحياة، الحروب، عدم الاستقرار، أشياء كثيرة أنا أعتقد أنها زادت من هذه الحالات، والعلاج يا أخي:

أولا: من المهم جدا أن تغير مفاهيمك حول حالتك هذه، أنت لم تولد هكذا، أنت كنت نشطا، كنت متحركا، تعلمت، تواصلت اجتماعيا، فإذا هي حالة مكتسبة، والشيء المكتسب يمكن أن يفقد من خلال التعليم المضاد، وأهم شيء في التعليم المضاد هو أن تحقر هذه الفكرة، وأنا أؤكد لك أن الأعراض التي تحس بها مبالغ فيها، حتى خفقان القلب، وقد يكون لديك هذا الحاجز النفسي الفظيع بأنك إذا خرجت سوف تحدث لك كارثة أو شيء من هذا القبيل، وبدأت في تجنب التفاعل مع الناس، فصحح مفاهيمك.

ثانيا: العلاج الدوائي مهم جدا، لأنه سوف يخفف عليك كثيرا، ومن ثم تبدأ العلاج السلوكي التدريجي الذي يكون بالخروج من المنزل تدريجيا، أنت الآن بدأت الزوالفت دواء ممتاز، وبعد أسبوع من الآن اجعل الجرعة 100 مليجرام وبعد شهر اجعلها 150 مليجراما، هذه الجرعة التي تناسب حالتك 150 مليجراما يوميا أي ثلاث حبات، الجرعة الكلية هي 200 مليجرام، لكن لا أعتقد أنك في حاجة لها، ويجب أن تدعم الزوالفت بدوائين آخرين، الدواء الأول يسمى رسبيريادون وجرعته 1 مليجرام ليلا، والدواء الثاني هو الاندرال الذي هو من مجموعة من الأدوية تعرف بكوابح البيتا وهو دواء رائع جدا جدا ليزيل الأعراض الجسدية للمخاوف والقلق والتوتر، وأهمها تسارع ضربات القلب، تناول بجرعة 20 مليجراما صباحا و20 مليجراما مساء، هذا هو الاندرال، تستمر عليها لمدة شهرين ثم اجعل الجرعة 10 مليجرام صباحا ومساء لمدة شهرين، ثم 10 مليجرام صباحا لمدة شهرين ثم توقف عن تناوله.

أما جرعة الزوالفت وهي جرعة العلاجية التي قلنا إنها 150 مليجراما يوميا، هذه تستمر عليها لمدة 6 أشهر وهي ليست مدة طويلة، بعد ذلك تخفضها إلى حبتين في اليوم أي 100 مليجرام لمدة 6 أشهر أخرى، ثم 50 مليجراما يوميا لمدة 6 أشهر، ثم 25 مليجراما يوميا لمدة شهر، ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، أما الرسبيريادون فتتناوله بجرعة 1 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر ثم تتوقف عن تناوله، هذه أدوية مفيدة سليمة، الرسبيريادون قد يؤخر عندك القذف المنوي عند الجماع، لكنه لا يؤثر على الصحة الهرمونية عند الرجل، ابدأ في الخروج أول ما تذهب إليه المسجد صل في المسجد، قم بالواجبات الاجتماعية، ادفع نفسك -وإن شاء الله تعالى- سوف تجد نفسك بخير.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات