السؤال
السلام عليكم
أنا شاب متزوج وأب لطفلين، زوجتي لا تحترمني، وتعاملني باحتقار، وتسبني وتقذفني بجميع العبارات السيئة من شتم وسب للعائلة، وتهددني بالطلاق وإحضار الشرطة لي إن لم أطعها في أمرها؛ لأن هنا في أوروبا الأولوية للنساء.
أمي جاءت عندي ضيفة، عاملتها باحتقار ولم تحترمها، وقللت من قيمتها، وسبتها بأشياء قبيحة، فماذا أفعل؟
أريد جوابا واضحا وقطعيا، هل أحتفظ بكرامتي وكرامة عائلتي بطلاقها أم أعيش معها بدون كرامة؟
ما ذكرته جزء من تصرفاتها الخبيثة، أرجو الإفادة.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -أخانا الفاضل- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله أن يرد زوجتك إلى الحق وأن يكتب لكم السعادة والاستقرار، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أسعدنا جدا أنك تواصلت مع الموقع قبل أن تتخذ القرار بتطليقها أو تركها؛ لأن الطلاق هو آخر الحلول، وآخر الدواء الكي، بل إن الطلاق لا يفرح سوى عدونا الشيطان، وحتى ننصف هذه المرأة ونفهم الموضوع كنا نتمنى أن تذكر لنا ما فيها من إيجابيات، وقد أسمعتنا كثيرا من السلبيات التي فعلا هي من الخطورة بمكان، لكن دائما هذه الأمور نحتاج فيها أن نزن الأمور، والنبي -عليه الصلاة والسلام- هو الذي يقول: (لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر).
قطعا كل هذا الذي يحدث من سب أو احتقار أو إساءة أو سب لأسرتك هذا أولا لا يرضي الله -تبارك وتعالى-، ولا نقبل به نحن، ولا يمكن أن يقبل به أي إنسان، لكن حتى تكون الصورة كاملة نتمنى فعلا أن يحدث تواصل مع الموقع، لتشرح لنا الصورة كاملة حتى نتخذ معك القرار الصحيح، ثم علينا أيضا أن نسأل: لماذا هذا التوتر؟ ولماذا هذه الأشياء؟ وهل لهذا أسباب؟ يعني: هل لهذا الاحتقار أسباب، منذ بدأ هذا الاحتقار؟ كيف تعاملها مع أطفالها؟ كيف اهتمامها بهم؟ يعني: هناك أمور ينبغي أن تتضح حتى نرى الصورة كاملة، لأننا حقيقة لا نميل إلى الاستعجال في أمر الطلاق، طالما كان هناك مجال للإصلاح ومجال للتوجيه.
حبذا أيضا لو شجعت هذه الزوجة لتتواصل مع الموقع حتى تعرض ما عندها، وبعد ذلك الشريعة ما جعلت الطلاق عند الرجل إلا لأنه هو الأعقل، إلا لأنه الأدرى بالمصلحة، إلا لأنه الذي يقيم الأمور تقييما صحيحا وتقييما كاملا.
نحن نقدر البيئة التي أنت فيها، والظرف الذي أنت فيه، ولكن لا مانع عندنا من أن تتواصل مع الموقع بتكرار حتى تصل إليك وإلى زوجتك بعض الإرشادات المفيدة، علنا ننجح بتوفيق الله في إصلاح هذه الأحوال وفي إعادة الأمور إلى صوابها ونصابها، ونكرر دعوتنا لك بعدم الاستعجال في أمر الطلاق.
أيضا نحن لا نرضى أن تستمر الأوضاع بهذه الطريقة، بل لا بد أن نسعى أولا في الإصلاح وفي التصويب وفي التصحيح، ثم بعد لك إذا تعين الطلاق أو غيره حلا فعند ذلك هذا أيضا من الحلول الشرعية، لكن نحن نرفض فكرة الاستعجال، وإذا كنت قد تواصلت معنا فنحتاج إلى مزيد من التوضيح منك، وحبذا لو شجعتها أيضا حتى تتواصل -إذا كان هناك مجال- لتكتب ما عندها، حتى تسمع التوجيهات، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.