السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما، -الحمد لله رب العالمين- مواظب على الصلاة.
أعلم أن الشياطين تقيد في شهر رمضان، ولكنني وقت الفراغ وخاصة قبل النوم أفكر بالشهوة، وأحاول الاستغفار، وأحاول شغل تفكيري بشيء آخر، ولكن إذا نمت أحلم بالجنس، ووقت الحلم أشعر أنني ما بين النوم واليقظة.
أثناء النوم أوبخ نفسي كيف أفكر وأعمل هذه الأشياء؟ والله يطلع على ما أفكر به، وفي وقت الصلاة أحيانا أفكر في الجنس أيضا، وهذا ما يصيبني بالحزن والهم، كيف لي أن أفكر وأنا بين يدي الله، وفي شهر رمضان لا يوجد شياطين، فأخاف أن أظهر أمام الله بأن نفسي هي الأمارة بالسوء، فأحزن حزنا شديدا، وأستغفر وأستعيذ بالله من الشيطان، وأقول في نفسي: أي شيطان في شهر مبارك؟
وأحيانا أحلم أنني أفعل العادة السرية، وأقول في الحلم: يا أخي اتق الله، أنت صائم، وأستيقظ من النوم مفزوعا.
ملحوظة: بدأت منذ فتره بالتوجه نحو حلقات العلم في المساجد لكي أتعلم أمور ديني، جيدا، وأتعلم أكثر عن السيرة النبوية الشريفة، وتعلمت كثيرا، وأحب فتاة منذ 6 سنوات.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
مرحبا بك، ونشكر لك التواصل وهذا السؤال، ومرحبا بكم بمثل هذه الأسئلة التي ينبغي أن تطرح فعلا على المواقع المتخصصة، فالإنسان قد يحرج من طرحها على من حوله، ونؤكد لك أنك على خير، واعلم أن الله أعلم بك من نفسك، وأنت أعلم بنفسك من الناس، فاحرص على أن تصلح ما بينك وبين رب الناس، وتعوذ بالله من شيطان يريد أن يشوش عليك، رمضان تصفد فيه مردة الشياطين، والعلماء على أنه قد تبقى صغار الشياطين، وكذلك النفس أيضا أمارة بالسوء، ثم إن مثل هذا التفكير أيضا له أسباب، وقد أوضحت في آخر الاستشارة، فأنت تفكر في فتاة منذ ست سنوات -كما تقول- هذا يعني أنك كنت في الخامسة عشر من عمرك، فالتفكير في مثل هذه الأمور، والنظر إلى الصور، في الجوال، أو في الواقع، الدخول على مواقع، أيضا الجلوس وحدك الشيطان يأتيك بمثل هذه الأفكار، كل هذه من الأمور التي أرجو أن تنتبه لها؛ لأن لها علاقة بما ذكرت.
وأرجو ألا تنزعج من مسألة الاحتلام، -الحمد لله- هذا الاحتلام طبعا تفريغ طبيعي، وحكمة ربانية، يخرج به الإنسان الشهوة الزائدة، وليس هناك إشكال، ولست محاسبا عليه، بل هو لا يؤثر على الصيام إذا كنت في النوم، يعني: الإنسان لما يحتلم وهو صائم، فرضنا أنه نام الساعة العاشرة ثم وجد نفسه قبل الظهر محتلم، الصيام صحيح، وعليه أن يغتسل فقط للصلاة، طالما كان الأمر في النوم. أما إذا تعمد إخراج الماء (المني) فإن الصوم يبطل في ذلك اليوم، ولابد أن يأتي بيوم آخر، وهو أثم أيضا لهذه المخالفة الشرعية.
لكن طالما كان الأمر يحدث احتلاما، حتى لو كثر الاحتلام فلا حرج عليك من الناحية الشرعية، وليس هناك مكان للانزعاج، ولكننا نوصيك أن تجعل لحظات قبل النوم، أولا: لا تأتي للفراش إلا وأنت جاهز للنوم.
الأمر الثاني: اجعل هذه اللحظات لحظات تسبيح وذكر لله -تبارك وتعالى- حتى يأتيك النوم، والشيطان سيستعجل بنومك حتى لا تكسب الحسنات من وراء ذلك التسبيح.
أيضا لا تهتم ولا تغتم؛ لأن هذا أيضا من كيد الشيطان الذي همه أن يحزن أهل الإيمان، يريد أن يقعدك بهذه الهموم والأحزان عن فعل الخيرات، والمسلم إذا أخطأ يتوب ويستغفر ويستأنف مسيره، لا يتوقف، وإذا تذكر بنفسه الخطأ يجدد التوبة والاستغفار، أما إذا ذكره الشيطان فعليه أن يتعوذ بالله من الشيطان من نفثه ونفخه وهمزه، ثم بعد ذلك يتذكر الاستغفار والتوبة والسجود، فإن هذا العدو يحزن إذا تبنا، ويندم إذا استغفرنا، ويبكي إذا سجدنا لربنا.
فاحرص دائما على أن تكون على الطريق الذي يرضي الله -تبارك وتعالى-، واعلم أننا في صراع مع الشهوة ومع الشيطان ومع النفس الأمارة بالسوء، والإنسان يستعين بالله تعالى على هؤلاء الأعداء، حتى ينصره الله تبارك وتعالى.
واعلم أن الله -تبارك وتعالى- بيده كل شيء، وهو لا تخفى عليه خافية، فاستعن بالله، واسأله دائما أن يوفقك للخير، فلا تقل عبارات مثل (أظهر أمام الله)، (نفسي كذا)، طبعا الله لا تخفى عليه خافية، يعلم سرنا ونجوانا سبحانه وتعالى، وهو الستير الذي يستر علينا، فنحمد الله الذي يستر علينا، ولولا ستر الله لافتضحنا -كما قال قائل السلف-.
لا تشغل نفسك بمثل هذه الأمور، واشغل نفسك بالتوبة لربنا الغفور، ونبشرك بأنه ما سمى نفسه تواب إلا ليتوب علينا، أنت على خير، انضبط في تفكيرك، غض البصر، اجتهد في طاعة الله، لا تتوقف عند هذه الأمور، ونسأل الله أن يعيد علينا وعليك الصيام أعواما عديدة وسنوات مديدة في طاعته، ونحن سعداء بهذا السؤال، ونسعد باستمرار تواصلك مع موقعك.