كرهت الحياة وكرهت نفسي بسبب التأتأة.. ساعدوني

0 19

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عمري 21 سنة, طالب في المعهد الفني الصناعي, آخر سنة لي في المعهد، أعاني من مشكلة التلعثم، أو التأتأة في الكلام، عندما كنت في الصف الثاني الإعدادي, مشكلتي هي الخوف والتوتر والقلق والرهبة من الكلام مع الناس، عندما أتحدث مع نفسي أتحدث بطلاقة، وعندما أتكلم مع الناس وأصدقائي أو عائلتي أتأتئ، وتحصل حركات من فمي لا إرادية، وتحصل لي حبسة كلامية، ولا أستطيع إخراج الكلمات التي أريد أن أتكلم بها وتخرج بصعوبة، وأشعر بالخوف الشديد، وأحس أن الناس تراقبني، ولا أستطيع التحدث بطلاقة مثل والدي أو أصدقائي، وعندما أذهب لشراء أي شيء أشعر وكأن الكلام يخرج بصعوبة جدا، وأتأتأ في الكلام، أو تحصل لي حبسة كلامية، أنا أتكلم ولا أشعر بالثقة أبدا.

كرهت الحياة، وكرهت نفسي بسبب التأتأة، منذ 3 سنوات تقريبا قمت بالكشف عند دكتور نفسي وأعطاني برشام اسمه زولام، ونوعين آخرين لا أذكر اسمهما، تحسنت بشكل 90% استمررت على العلاج 5 شهور أو أكثر لا أذكر، ولكني أوقفت العلاج بنفسي عندما تحسنت، ولكن حاليا حالتي أسوأ.

أيضا أسناني غير متطابقة، ولكني لا أري شيئا في هذا، مشكلتي نفسية، وعندما أتكلم مع نفسي لا تحدث أي تأتأة نهائيا، ولا خوف ولا قلق ولا توتر ولا أي شيء، وعندما أذهب إلي الشارع وأتحدث مع الناس تحصل لي التأتأة، وحركات لا إرادية من فمي وحبسة كلامية، ولا أستطيع إخراج الكلمات، ولكني أقول الكلمات بطلاقة في عقلي، ولكن لا أستطيع إخراجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يوسف خلف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك – أخي الكريم – في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية، ونقول لك: تقبل الله صيامكم وطاعاتكم.

التأتأة موجودة، لذا دعا سيدنا موسى عليه السلام الله تعالى أن يحلل عقدة من لسانه فقال: {رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي}. والتأتأة تصيب الذكور أكثر من الإناث، وكثيرا ما تكون مرتبطة بالخوف الاجتماعي، وأنا ألاحظ من خلال رسالتك أنه بالفعل لديك شيء من الرهبة الاجتماعية عند المواجهات، وهذا الذي يزيد عندك التأتأة.

اطمئن –أيها الفاضل الكريم- لا أحد يستهزئ بك، لا أحد يحقرك، لا أحد يقلل من شأنك، هذا يجب أن تتفهمه جيدا؛ لأن معظم الذين يعانون من حبسة الكلام والتأتأة لديهم هذه المشاعر السلبية.

الأمر الآخر: العلاج ممكن وممكن جدا. أولا: يجب أن تتدرب على تمارين الاسترخاء، هذه مهمة جدا، وأن تربط الكلام بالشهيق، بإدخال الهواء، إسلام ويب لديها استشارة رقمها (2136015) أوضحنا فيها كيفية ممارسة هذه التمارين، وأيضا توجد برامج كثيرة جدا على اليوتيوب توضح كيفية تطبيق هذه التمارين. هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية: تعلم أن تتكلم ببطئ نسبيا، وأيضا يجب أن تطور من ثلاث أشياء: لغتك الجسدية حين تتكلم مع الناس، يعني استعمال اليدين يكون بصورة معقولة، وتعابير وجهك يجب أن تكون تعابير طيبة، وتبسمك في وجه أخيك صدقة، ونبرة صوتك يجب أن تكون متوازنة، هذه هي المهارات الأساسية المطلوبة في التخاطب.

ثالثا: أرجو أن تحدد الكلمات أو الأحرف التي تجد فيها صعوبة في نطقها، وحاول أن تكررها مع نفسك في البيت.

رابعا: قم بإجراء محاورات في الخيال، تصور نفسك أنك أمام مجموعة من الشباب وتريد أن تتكلم في موضوع، وبدأت تتكلم في هذا الموضوع، وقم بتسجيل هذا النوع من التطبيق الخيالي.

خامسا: قراءة القرآن بتجويد وتؤدة تؤدي إلى طلاقة اللسان.

النقطة الأخيرة هي الدواء: أبشرك أن الأدوية تساعد وتساعد كثيرا جدا، إن استطعت أن تذهب إلى طبيب نفسي، فأرجو أن تقوم بذلك، وإن لم تستطع فهنالك دوائين نعتبرهما من أفضل الأدوية التي تساعد في علاج هذه الحالات، أولا عقار (سيرترالين) والذي يسمى تجاريا (لسترال)، وهو مضاد للخوف الاجتماعي والقلق، مفيد، تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) يوميا لمدة أسبوع، ثم تجعل الجرعة حبة كاملة – أي خمسون مليجراما يوميا – لمدة شهر، ثم تجعلها مائة مليجرام – أي حبتين يوميا – لمدة شهرين، ثم تخفض الجرعة إلى حبة واحدة يوميا لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تجعلها نصف حبة (خمسة وعشرون مليجراما) لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناول هذا الدواء.

ويجد دواء آخر يسمى (أولانزبين)، هذا الدواء أصلا يستعمل لعلاج الحالات الذهانية، لكن وجد بجرعات صغيرة يعالج هذه الحالات أيضا، جرعة 2,5 مليجرام ليلا، هذا الدواء قد يزيد النوم لديك، ويمكن أن تجربه فقط لمدة ثلاثة أشهر وليس أكثر من ذلك، 2,5 مليجرام ليلا لمدة ثلاثة أشهر، لا تزيد الجرعة عن هذه الجرعة.

هذا بالنسبة للعلاجات الدوائية، وقد أسديت لك بعض النصائح السلوكية التي إن طبقتها قطعا بحول الله تعالى ينطلق لسانك تماما، وإن كان بالإمكان أن تقابل أخصائيا التخاطب للمزيد من التدريب، فهذا سوف يكون أفضل.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات