ابتليت بالعادة السرية وأريد نصحكم وإرشادكم في التخلص منها.

0 20

السؤال

السلام عليكم.

كنت في السابق ملتزما، ولكنني أصبحت أشاهد الأفلام الإباحية، وأمارس العادة السرية، وأتاخر عن الصلاة، وكذلك قراءة القرآن أصبحت بعيدا عنها، وأيضا صرت أرفع صوتي على والدي.

نصحني الكثير ولكني لا أريد التغيير، والآن أريد النصيحة بخطوات متتالية لكي أستمر عليها وأصل بها إلى النور، فأنا أريد مخططا للتوقف عن العادة والأفلام الإباحية.

وأيضا أريد مجموعة من الكتب الإسلامية في تقوية الإيمان، وقصص عن من أسلموا وغيروا طبيعتهم التي نشأوا عليها، والأهم من ذلك خطوات التوبة للإقلاع عن الممارسة السيئة.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ osama حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك في موقعنا، ونسأل الله أن يصلح حالك، وأن يرزقك العفة والصلاح، والجواب على ما ذكرت:

لا شك أن استعمال العادة السرية ظاهرة سيئة منتشرة، ومرد ذلك البعد عن الله تعالى، وقلة الاهتمام بمراقبة الله، وضعف الإيمان، ومجالسة رفقاء السوء، والفراغ من أي عمل مفيد، والنظر إلى المقاطع الإباحية، ونحو ذلك، وإذا أردت أن تتخلص من العادة السرية:

فكن جادا في ذلك واستعن بالله وتوكل عليه، وعالج ما لديك من الأسباب التي تقدم ذكرها، وعند ذلك لن تعود إلى استعمال هذه العادة بإذن الله تعالى.

ثم أعلم -أخي الكريم- أن هناك أمورا لابد أن تعلمها، فإن استعمال العادة السرية محرم شرعا؛ ووجه التحريم أن الله سبحانه أمر بحفظ الفروج في كل الحالات، إلا بالنسبة للزوجة، وملك اليمين -أي الأمة- فإذا تجاوز المرء هاتين الحالتين واستمنى، كان من العادين المتجاوزين ما أحل الله لهم إلى ما حرمه عليهم، يقول الله سبحانه: " والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين* فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون " سورة المؤمنون.

وأما مسألة النظر إلى الأفلام والمقاطع الإباحية، هذا أمر منكر، ووجب عليك التوبة منه، فالنظر إلى الصور الإباحية تفتح عليك الكثير من الآفات والأضرار في دينك وبدنك، ومن تلك الأضرار:

- ضعف الإيمان والتكاسل عن الطاعات، بل وكره الطاعة.
- ومنها الوقوع في عشق الصور، وتخيلها دائما أمامه مما يعطل الفكر والعقل، فيصبح المدمن عضوا فاسدا في المجتمع لا هم له سوى النظر والشهوة فيصبح كالبهيمة التي لا تعقل.
- ومنها الخوف من الوقوع في الزنا؛ لأن هذا النظر يهيج على الزنا وهو من أكبر دواعيه.
- ومنها محاولة إفراغ الشهوة عن طريق العادة السرية، وهذا يؤدي إلى الضعف الجنسي عند الزواج.
- ومنها أن الإكثار من المشاهدة دون توقف لا يحصل منها إشباع الرغبة، بل يستمر الإنسان في التمادي في ذلك والاستمرار على ذلك خطره عظيم.
- ومنها الخوف من سوء الخاتمة، فنخشى أن يموت من فعل ذلك، وهو مواقع لهذا الأمر.
- ومنها الزهد والبعد عن الزواج؛ لأن من أدمن على ذلك زهد عن الزواج، ولا يرغب فيه بل إذا تزوج لا يحب المعاشرة للطرف الآخر، ويظل باحثا عن النظر الحرام.
- ومنها أن من فعل ذلك حرم من الغيرة، فيصبح لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر.
- ومنها أنه يحصل لمن وقع في هذا الإدمان الاضطراب النفسي بسبب هذه المعصية، وقد يتطور الأمر إلى أن ينتحر ويقتل نفسه.
- ومنها أنه يخشى أن من أدمن على ذلك أن يصبح مجاهرا بمعصيته داعيا إليها، ومن ثم يكون عليه وزره ووزر من تبعه وسار على طريقته.

ومما يعينك على ترك النظر الى الأشياء الإباحية:
- الإقرار بالإثم والخطأ، وتصور حقيقة هذا المنكر، وأنك تريد الخلاص وضرورة مواجهة النفس الأمارة بالسوء هذا جزء من المعالجة.
- الإكثار من الاستغفار والذكر وقراءة القرآن، والمحافظة على الصلاة، والإكثار من قول لا حول ولا قوة إلا بالله، وقول حسبنا الله ونعم الوكيل.
- الدعاء والتضرع إلى الله بطلب العفة والبعد عن النظر الحرام في كل وقت، قل في التضرع إلى الله في ساعات الاستجابة :"يا رب يا لطيف يا ودود يا فعال لما تريد اللهم أغثني من فتنة الأفلام الهابطة، ومن العادة السرية برحمتك يا أرحم الراحمين " أسبل الدمع بين يدي الله، وأكثر من الاستغفار ولو في اليوم ألف مرة، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله وأبشر بخير.

- السعي الجاد إلى التغيير بقرار شجاع مع الاستعانة بالله تعالى، وذلك بتغيير العادات التي تدفع إلى مشاهدة الحرام، فلا تقفل على نفسك الغرفة، ولا تكثر السهر، ولا تكثر الخلوة وحدك، وعليك بترك الرفقة السيئة، وأن تشغل نفسك بكل نافع ومفيد، ويجب عليك إبعاد الأجهزة الإلكترونية المهيجة للحرام، وحذف جميع المقاطع الخليعة التي بحوزتك.

- عليك بالدعاء بأن يرزقك الله زوجة صالحة، وإن لم يتيسر الزواج، فينبغي الإكثار من الصيام، وترك تناول الأطعمة المهيجة للشهوة.

- ومن أقوى ما يعينك على ترك النظر إلى الحرام استشعار عظمة الله ومراقبته في كل حال، وأنه مطلع عليك وسيحاسبك على كل نظرة حرام، كما أوصى لقمان الحكيم ابنه كما حكى الله عنه قال تعالى: {يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيف خبير} سورة لقمان، وترك الإدمان للنظر الحرام قراره بيدك، وأنت قادر الآن على البدء في الخلاص من ذلك، فلتكن صاحب إرادة قوية، وصدق مع الله تعالى.

أعظم كتاب لتقوية الإيمان كتاب الله تعالى فاقرأ فيه بتدبر وتأمل، ومن كتب أهل العلم كتاب الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن قيم الجوزية، ومن كتب التراجم لمن أسلم وتغير حاله كتابان للشيخ رأفت الباشا كتاب صور من حياة الصحابة، وكتاب صور من حياة التابعين.

وأخيرا: أوصيك بالمسارعة إلى التوبة، وأن تتقي الله في نفسك، وأن تحافظ على الصلاة في وقتها، فهي خير معين على طاعة الله، والعمر ما زال أمامك، فاغتنم فرصة هذا الشهر الكريم شهر رمضان، وأقبل على الله واستعن به في إصلاح نفسك، فهو سبحانه خير معين، وهو حسبك ونعم الوكيل.

وفقك الله لمرضاته.

مواد ذات صلة

الاستشارات