السؤال
السلام عليكم
ولدت في أسرة غير مترابطة، كنت جميلة رشيقة نظيفة بالي مرتاح أحب نفسي وإخوتي، وسعيدة وقنوعة، وكل الصفات الجيدة بي.
كبرت على الفراغ العاطفي وأحببت شخصا وعندما تركني أصبت بالصدمة والحزن والخوف والتفكير والسمنة، ومؤخرتي كبرت جدا، وأصبحت تحرجني، وعدم السعادة وعدم القناعة وتأنيب ضمير.
جمالي تشوه وأصبحت قبيحة جدا، أكره نفسي وإخوتي، ودائما على خلاف معهم، بقيت أربع سنوات أعاني من الفراق، ومن بعدها أحببت زميلتي في الجامعة وتحسنت نفسيتي قليلا لكن لا زلت أعاني من الحزن الخوف والضياع، واضطراب مشاعر، وأفكار واهتمام بأدق التفاصيل، ورغبة في الانتحار!
أحس أن في شخصان، شخص منهار ويؤذيني وأتصرف بطريقة غير عقلانية أمام الناس أؤذيهم لأن أفكاري تؤذيني، وشخص آخر يقاوم ويدرس ويكون علاقات اجتماعية، وكلا الشخصين أحسهم أنا.
تقلبات مزاج، خمول وكسل ومشاكل في النوم أحيانا وفزع، وأحيانا عدم النوم، ودائما ما أحس بلذة بالنوم، وصداع وتعب من أقل مجهود.
كذلك رائحة كريهة، وانعقاد الحاجبين، وعيوني متسعة دائما، شكلي مضحك، وأهلي وزميلاتي يضحكون علي، والأطفال يقولون وجهي وجه جني.
صرت أرغب بالجلوس وحدي، ولا أرتاح بوجود أحد حولي، وانزعاج من الأصوات والتلفزيون أجد صعوبة بالكلام، ومهما فعلت ما يرتاح ضميري، درست حسنت من جمالي أرغب بالرياضة لكن ما أقدر، ثقل بالرأس والرجل.
أفكاري تؤذيني، أرغب بكل شيء، ولا أستطيع فعل شيء، وأجلس لوحدي أتخيل وأتوهم، ولا أريد أن أرجع للواقع، وشكوك وظنون أني مراقبة أو إخوتي يؤذونني، عدم المشي بشكل طبيعي.
أرجوكم ساعدوني، ما هو المرض الذي أعاني منه؟
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله طاعاتكم وصيامكم.
لديك استشارات سابقة، ومن خلال تدارسي ما ورد في رسالتك هذه - وهي واضحة جدا - الذي أراه هو أنه لديك مزاج اكتئابي، وهنالك قلق داخلي، ولذا نعتبر حالتك من الحالات البسيطة إلى المتوسطة بما يعرف بالقلق الاكتئابي، وربما يكون أيضا لديك بعض الصعوبات في تكوين شخصيتك.
عدم الاستقرار النفسي واضح في حياتك، وانتهاجك للمنهج الحياتي السلبي أعتقد انه هو الذي أضر بك، طبعا هذا الأمر ليس تحت أرادتك، لكن يمكن أن تولدي الإرادة التي تجعلك تتغيرين وتتحسن أحوالك.
الإنسان يتكون من أفعال وسلوك ومشاعر وأفكار، ويجب أن نعدل أفكارنا، دائما نجعلها إيجابية مهما كانت الصعوبات، لأن ذلك سوف يساعد في تعديل المشاعر ليجعلها إيجابية، دائما حين تكون المشاعر إيجابية والأفكار إيجابية سوف تكون الأفعال إيجابية. ومن خلال ما ينجزه الإنسان في حياته من أفعال وسلوكيات ينعكس هذا إيجابيا أيضا على مشاعره وعلى أفكاره، وهكذا.
إذا النقطة الأساسية هي أن تثقي أكثر في مقدراتك، أنت صغيرة في السن، أنت لديك طاقات الشباب كلها، وكل المطلوب منك هو أن تسعي لأن تتغيري، والتغيير يأتي منك أنت، {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم}، الله تعالى حبانا هذه الطاقات المتعددة فسيولوجية كانت أو نفسية أو عقلية أو إدراكية، ونحن يجب أن نستغلها الاستغلال الجيد لأجل التغيير.
الآن - أيتها الفاضلة الكريمة - العالم مشغول جدا، حتى على نطاق الأسرة الواحدة، لا أحد يستطيع أن يقدم كثيرا للآخر، مهما كان يحبه ويعزه، فاعتمدي على نفسك، طاقاتك موجودة، اجعلي حياتك إيجابية على مستوى التفكير وعلى مستوى المشاعر، نظمي وقتك، صلواتك لابد أن تكون في وقتها، كوني بارة بوالديك، الجئي إلى النوم الليلي، وحاولي أن تنظمي غذائك بالكيفية التي تساعدك على إنقاص وزنك. ترتيب حياتك بسيط جدا. فإذا نمط الحياة وطريقة الحياة يجب أن تكون مرتبة ومنظمة، وهذا ينعكس إيجابيا على المشاعر وعلى التفكير إن شاء الله تعالى.
ابحثي عما هو إيجابي وجميل في نفسك، وحاولي أن تجسديه أكثر، لأن هذا يؤدي إلى انحسار ما هو سلبي في داخل نفسك ووجدانك.
أيتها الفاضلة الكريمة: أريدك أن تذهبي وتقابلي طبيبا نفسيا، لمزيد من الإرشاد والتوجيه، وليصف لك أحد مضادات الاكتئاب، وأنا متأكد أنك سوف تتحسنين كثيرا على الدواء.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وكل عام وأنتم بخير.