أصوات المولدات الكهربائية أثرت على حياتي وأصابتني بالقلق!

0 25

السؤال

أعاني منذ فترة لا بأس بها من القلق الشديد والمستمر، وأظن أن تواجدي في بلدي المضطرب كل هذه السنوات سبب كاف لتفسير هذه المعاناة، ولكنني مؤخرا تعرضت لأمر بسيط ظاهريا، ولكن كان له تأثير هائل ومدمر على حياتي، انقطاع الكهرباء المستمر واليومي جعل تواجد المولدات الكهربائية في كل مكان، وفي كل وقت، وأصبح صوتها يملأ شوارع المدينة بكاملها في الليل والنهار.

أنا أعاني أصلا مما يعرف بـ ميسوفونيا أو اضطراب حساسية الأصوات، بمعنى أن أصوات معينة تؤثر على أعصابي بشكل مضاعف عن أي شخص آخر مثل صوت مضغ الطعام، أو قضم الأظافر، فما بالكم بصوت قوي، ولا يمكن كتمه أو التحكم به مثل: صوت المولدات كهربائية.

الخلاصة أن مشكلتي تطورت، وأصبحت أعاني من قلق رهيب، ومن رعب في كل لحظة تنطفئ فيها الكهرباء، ومن ترقب شديد في الأوقات التي تأتي فيها الكهرباء خوفا من أن تنطفئ.

أعيش جحيما ولا أعلم لذلك حلا، ولم أترك طريقة لكتم أصوات المولدات إلا وجربتها دون جدوى، حتى أني أنام، وفي أذني سماعات تصدح بصوت ما يعرف بالضوضاء البيضاء، لجأت إليكم بعد أن أغلقت أمامي كل الأبواب، للمرة الأولى في حياتي تناولت دواء مركزا هو سيرترالين عيار 50 وبعد مضي شهر على تناوله يوميا، لم أشعر بأي تحسن؛ لأن محرض القلق متواجد بشكل مستمر ولا أمل في زواله.

أملي الوحيد في مغادرة المكان، لبلد لا تنقطع فيها الكهرباء، ولكن كيف السبيل في هذه الظروف؟

هل أستمر على نفس الدواء؟ هل أضيف حبة موتيفال يوميا أم أستبدل السيرترالين بالموتيفال؟ أم لكم رأي آخر مختلف؟

أنا متعب جدا وعاجز جدا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ دمشقي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وتقبل الله صيامكم وطاعتكم.

أخي: أنا أعرف أن هنالك من لديهم حساسية الأصوات، وتسبب بالفعل نرفزة وقلق وتوتر، لكن يجب أن تنظر إلى هذا الأمر أنه أمر شامل وعام، وطئت هذا الإزعاج وانقطاع الكهرباء وصوت المولدات ليس أمرا يخصك أنت لوحدك، كل من حولك أنا متأكد يعانون من هذه المشكلة، وبدرجات متفاوته، فيجب أن تفكر في الأمر على هذه الطريقة، ليحدث لك شيء من التكيف والتوائم، لكن مشكلتك الرئيسية هي عدم القدرة على التكيف وعلى التوائم مع وضع مزعج بالنسبة لك.

إذا يا أخي طريقة تفكيرك حول الموضوع يجب أن تتغير، ولا أريدك أبدا أن تأتي بأفكار مسبقة، قلق استباقي، أن الكهرباء سوف تقطع، وأن المولدات سوف تبدأ تعمل، وأن الإزعاج سوف يحدث وهكذا، لا، هذا النوع من التفكير النمطي أريدك أن توقفه، ليس من الضروري أن يكون صوت المولدات مزعجا لك دائما، يجب أن تسير على هذا المنهج من التفكير، ليس من الضروري أن ما حدث بالأمس يحدث اليوم، أوقف الفكر الاستباقي يا أخي الكريم هذه مهمة جدا، وأيضا اريدك أن تنظر لفائدة هذه المولدات، فيها منافع كثيرة، تضيء للناس وتعود الناس انقطاع التيار العام، لا تنظر للأمر كأمر سلبي دائما، كما أنها لن تكون على هذا الوضع ليس وضعا دائما، فاصرف انتباهك يا أخي من خلال هذه الآليات.

وأريدك أن تكثف تمارين الاسترخاء تمارين التنفس التدرجي حاول أن تمارسها، تمارين شد العضلات وقبضها، هذا يا أخي يساعدك في أن تبدأ في تحمل هذا الضجيج، إسلام ويب لديها استشارة رقمها: (2136015)، أرجو أن تطلع عليها وتحاول ان تطبق ما أوردناه من تفاصيل حول كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء، كما أنه توجد برامج كثيرة في اليوتيوب، أرجو أن تطلع عليها وتحاول أن تطبقها.

الشيء الآخر يا أخي هو أن تشغل نفسك بأشياء أخرى، يجب أن تجد أنشطة بديلة، أنت الآن تركز كثيرا على موضوع هذا الإزعاج، لكن يا أخي يمكن أن تصرف انتباهك من خلال الانخراط في برامج رياضية، تلاوة القرآن، مشاهدة الأفلام الجيدة، أشياء كثيرة يمكن أن تصرف انتباهك من خلالها، حسب ما هو متاح.

بالنسبة للدواء أقول لك لا أستمر على السيرترالين، لكن ارفع الجرعة إلى 100 مليجرام، وأضف له عقار دوجماتيل سلبرايد وليس الموتيفال، الدوجماتيل ممتاز جدا جدا في أنه يقلل هذه الاستشعارات الحسية الشديدة المزعجة، جرعة الدوجماتيل المطلوبة هي 50 مليجراما صباحا و50 مليجراما مساء لمدة شهرين، ثم 50 مليجراما صباحا لمدة شهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أما السيرترالين فيفضل أن يكون على جرعة 100 مليجرام يوميا لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 50 مليجراما يوميا لمدة شهرين، ثم 25 مليجراما يوميا لمدة أسبوعين ثم 25 مليجراما يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.

مواد ذات صلة

الاستشارات