أعاني من كثرة الشجار مع أخي، فماذا أفعل؟

0 48

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأستاذ الدكتور محمد عبدالعليم، أشكرك على ما تقدمه للناس، وأحب أن أعبر لك أني أحبك في الله، وأنك والله في قلبي بمنزلة والدي، وأسأل الله أن يجزيك خير الجزاء، وأعتذر عن كثرة الأسئلة، ولكن كل مشكلة أعاني منها اطمئن نفسي أن موقعكم سوف يحل مشكلتي.

عمري 14 سنة، أعاني من كثرة الشجار مع أخي الأصغر مني بسنتين، فعندما أراه أشعر بالغضب الشديد لاإراديا، ودقات قلبي تزداد، وأشعر بألم في بطني، ويرتجف صوتي معه، فهو يفتعل معي المشاكل ويسخر مني ويستفزني، مما يثير غضبي بشدة، فأنسى نفسي من شدة الغضب وأضربه ضربا مبرحا، وبعدها نحقد على بعضنا، وأقول لنفسي هو طفل لا يفهم، ولكن مشكلة ارتجاف الصوت وزيادة دقات القلب هي التي تزيد غضبي، فعندما يستفزني، نتعارك أنا وإياه.

وأعاني من قلق اجتماعي وتقلبات مزاجية حادة، أثرا على دراستي بشكل كبير، وسيطرا على حياتي، وأقسم بالله لولا أن الله حرم الانتحار، لانتحرت، بسبب التقلبات المزاجية وكثرة الإحباط، قهل هذه المرحلة عابرة، وعندما أكبر أتخلص منها؟ ومتى؟ هل في سن ١٨ أتخلص منها؟ هل هناك أشخاص في عمري يعانون من القلق الاجتماعي وتقلبات المزاج، وتعالجوا وتخلصوا منه؟

وفقكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ داود حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء باستقبال رسائلك، لكن نرجو أن تنفذ الإرشادات التي نحاول أن نزودك بها، فالتطبيق هو المهم، في هذه الاستشارة أنت توضح أنه لديك مشكلة والحقيقة من وجهة نظري هو إشكال كبير، الذي يدور بينك وبين شقيقك الأصغر، فأنا أرى أن الناحية الانفعالية عندك أكثر، وأنت حتى تحدثت عن تقلبات المزاج وتحدثت عن الانتحار، فإذا يجب أن تحاول تقييم ذاتك وتفهم صعوباتك ومشاكلك وتصحح مسارك.

إذا كان الانفعال لديك شديدا فهذا الانفعال يجب أن توظفه بصورة أفضل، وتسعى أن تتحلى بمكارم الأخلاق، ومن مكارم الأخلاق أن يصبر الإنسان على الأذى من الآخرين، وأن تكون شخصا ذو بال يستوعب ممن هم أصغر منك على الأقل، أعتقد أنك تندفع دون أن تحاسب نفسك أو أنك دائما تنتهج منهجا أن يسبق الفعل الفكرة الصحيحة، فحين تحدث مشكلة بينك وبين أخيك تبادله الانفعالات بأنفعالات أشد وأسوأ، فأعتقد أنك محتاج أن تقيم نفسك، محتاج أن تضبط مشاعرك، محتاج أن تدرك أن شقيقك الأصغر هو أضعف وأنت يجب أن تكون قدوة حسنه له، الآن أنت تدعم لديه السلوك الخاطئ، وأنت ذكرت أنه يستفزك، لا أعتقد أنه يستوعب حتى معنى الاستفزاز، أبدا.

فيجب أن تنصحه، ويجب أن تكون متسامحا معه، وفي لحظات الانفعال الشديد حاول أن تتجنبه، وذكره بإيجابياته وشجعه، وعزز السلوك الإيجابي لديه، تصرفك خاطئ جدا، أنت تخسر نفسك وتخسر شقيقك في نفس الوقت، تخسر نفسك بأنك تدمرها من خلال هذه الانفعالات السالبة، وتخسر شقيقك من خلال الواقع السيء لمعاملتك له عليه، هذا الأمر واقع جدا وجلي جدا، من اليوم يجب أن تغير سلوكك نحو أخيك، التسامح، المودة، تتبسم في وجهه حين يقوم بأي فعل إيجابي تشجعه، حتى يمكنك أن تشاوره في بعض أمورك، حتى وإن كانت بسيطة هذا يشعره بقيمة نفسه، أنت محتاج بالفعل أن تصحح مسارك، والله تعالى خلق لك العقل، وأعطاك القدرة أن تميز ما بين الخطأ والصواب، وعليه يجب أن تتبع الصواب وتتجنب الأخطاء.

نظم وقتك، ابذل جهدا أكثر في تعليمك، في برك لوالديك، نحن في رمضان شهر الرحمة، شهر الخيرات، شهر التسامح، يجب أن تبدأ بداية جديدة تماما، والإنسان يمكن أن يتغير والإنسان يمكن أن يتطور، ليس من عمر 18، من الآن يمكنك أن تبدأ تتغير، لأنك مدرك؛ ولأنه الحمدلله حباك الله بعقل، بتمييز، ولا تقل موضوع التقلبات المزاجية، كل الناس في سنك يحدث لهم شيء من التذبذب والتأرجح في مزاجهم، لكن الإنسان يجب أن ينتهج المنهج القويم والمنهج الصحيح وهذا هو المطلوب، وأنت لديك المقدرة على ذلك.

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

مواد ذات صلة

الاستشارات