السؤال
السلام عليكم.
لقد مرت علي كثير من الظروف العصيبة في مرحلة مبكرة.
في البداية عشت طفولتي في بيئة سلبية، وأتعرض إلى العنف إذا ما أخطأت، ولم يكن هناك حنان ومودة أو تقبيل أو ضم، مع التنمر والاستهزاء والاستنقاص من شأني، ثم مشاكل، فطلاق أبي وأمي وأنا في 15من عمري، وتزوجت في 17 من عمري.
في البداية كان الزواج رائعا، حب واحترام وسعادة زوجية، وبعد 3 سنوات توفيت صديقتي وكانت الأقرب إلى قلبي، وصديقتي بعدها تغير كل شيء، فأصبحت أخاف من فقدان زوجي، فبدأت الغيرة والتتبع والتجسس، فحصلت كثير من المشاكل، وحملت بابني الثالث من دون رغبة مني، وبعد إنجابه أتعبني كثيرا، فهو كثير البكاء، ويشغلني عن أعمال البيت، وطفلاي الآخرين، وبعدها حصل تباعد بيني وبين وزوجي، ولم يعد يعطيني اهتمامه ولا إعجابه، وأنا عاطفية جدا.
طبيبتي لاحظت علي القلق والتوتر والاكتئاب، فأصرت أن تعطيني دواء يخفف عني، مع العلم أحيانا أن الأفكار السلبية لا تغادر عقلي، ولا أحتمل الضغوطات بسرعة، فأنهار ولا أتحكم في غضبي، وكلما حاولت إصلاح نفسي أفشل، كنت أعاني من وسواس قهري، وقد نجوت منه، لكنني لا أثق في زوجي أبدا، ودائما أتوقع أن يخونني رغم أنه لا يوجد أمر يؤكد ذلك، ربما لعدم ثقتي بنفسي، أو لأن ذلك حصل مع أمي، فلم أعد أحتمل صراخ الأطفال وإزعاجهم، كثيرا ما أفكر بالهروب إلى مكان لا أعرف فيه أحدا.
الآن أتناول دواء حبتين في اليوم .stresam 50g. و parexat. 20g حبة في اليوم، وأحس بارتياح إذا شربته، وأعود لحياتي الطبيعية، لكن إذا انقطعت فجأة يزداد الأمر سوءا.
وشكرا.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ خولة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وتقبل الله طاعتكم.
سردك لحالتك واضح جدا ومنسق، والذي يظهر لي أنه لديك مزاج قلقي اكتئابي من الدرجة البسيطة، حالتك إن شاء الله ليست معقدة أبدا، وكما تفضلت ما تعرضت له من أمور ما تعرضت له من صعوبات في سنوات التنشئة الأولى قد تكون سببا فيما آلات إليه حالتك، لكن أنا لا أراها حالة خطيرة، وأعتقد أنه وبفضل من الله تعالى أنك استطعت تكوين أسرة، والحمد لله أن رزقك الذرية، وأنا متأكد أنه لديك إيجابيات أخرى كثيرة في حياتك.
فلا تنقصي أبدا من قدرك، لا تقللي من شأنك أبدا، والحياة تتطلب الجلد، وتتطلب الصبر في أمور كثيرة، وكوني كيسة وفطنة في حفظ زواجك، وإبداء الاحترام والود والتعاطف مع زوجك، والعني الشيطان حول هذه الأفكار التي تأتيك حول الخيانة الزوجية، لا تدخلي مثل هذه الأمور في وجدانك وخلدك أبدا، وأسأل الله تعالى أن يحفظكما، فأنت تحتاجين فقط لانتهاج منهج جديد في التفكير يقوم على الثقة بالنفس، يقوم على الحرص على حفظ الزواج، الاهتمام بالأطفال، وأن تجعلي لنفسك مشروع حياة في هذه السن، الحمد لله أنت صغيرة ولديك طاقات كثيرة طاقات نفسية ووجدانية ومقدرات معرفية، مشروع حياة مثلا أن تحفظين أجزاء من القرآن، إلى أن ييسر لك الله تعالى حفظه كله، هذا مشروع حياة حقيقي.
أو أي مشروع آخر ترينه مناسبا بالنسبة لك، إن أردت مثلا أن تلتحقي وتواصلي دراستك، لكن قطعا موضوع حفظ القرآن سيكون أيسر، وإن شاء الله تعالى أنفع، ولن يتعارض أبدا مع مسؤولياتك الزوجية ومسؤولياتك الأسرية، أرجو أيضا أن تمارسي رياضة كرياضة المشي مثلا، فيها فائدة كبيرة جدا لك، أما الوسواس فيجب أن تحقريه دائما، ولا تخوضي فيه، ولا تحاوريه؛ لأن هذه الأفكار تنمو من خلال التحاور معها، والسعي لاستكشافها، هي تثير الفضول جدا، لذا كثير من الناس تجدهم يحللون ويحللون حتى يطبق عليهم الوسواس.
العلاجات الدوائية:
عقار باريكسات وهو الباروكستين دواء رائع جدا جدا لعلاج مثل حالتك، الدواء الآخر غير معروف لدي، لكن الباريكسات دواء ممتاز يحسن المزاج ويزيل القلق ويزيل الخوف، فقط عيبه إذا توقف عنه الإنسان فجأة هذا يؤدي بالفعل إلى نتائج سلبية إلى قلق وتوتر، فلا بد أن يكون التوقف منه تدريجيا، جرعتك صغيرة، لكن حتى إذا أردت أن تتوقفي منه يجب أن تجعليه نصف حبة مثلا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم تتوقفين عن تناول الدواء، وأنا أرى أنت تستمرين عليه على الأقل مدة 6 أشهر القادمة..
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.. وبالله التوفيق والسداد.