السؤال
السلام عليكم
أدرس الشريعة، وأعلم أن الله سبحانه وتعالى عدل بين خلقه أجمعين، ولكن أرى المسائل المتعلقة بحقوق المرأة في الإسلام لم تأخذ حقها في البحث، لعله لقلة الباحثين أو انحياز العرف للرجل، فلم تفز هذه المسائل بشهرة كافية لتصل للعوام.
أريد توجيهات للقراءة والبحث في هذا الموضوع، فقد سمعت منذ فترة من يقول: إن الملائكة تلعن الزوج إذا نامت زوجته غاضبة منه، كما تلعنها في إذا نام غاضبا منها، بدليل قوله تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف)، وكانت ملحوظة جديدة على مجتمعنا ومفاهيمنا.
أنا أريد أن أرى ما أعطانا إياه دين الإسلام من حقوق وحريات لكلا الجنسين، واختفت بفعل التقاليد العمياء.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نورا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- طالبة العلم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والحرص على الخير ونسأل الله أن يزيدك علما، وأن يرزقك العلم والإخلاص والعمل، وأن يصلح الأحوال وأن يحقق لنا ولك السعادة والآمال.
أحسنت -يا ابنتنا الفاضلة- ونحن أيضا بحاجة إلى أن تتعلم الفتيات والبنات الحقوق التي شرعها الله لهن؛ لأن الردود النسائية هي الأبلغ في وجه كل منافق مرجف يريد أن يسيء إلى الإسلام من خلال تعاليم مغلوطة عن المرأة، أو مفاهيم منقوصة.
أرجو أيضا أن يفهم هؤلاء أن الإسلام لا يفهم بتجزؤ، وإنما يفهم كله متكاملا، فالإسلام الذي يعطي المرأة نصف مال الرجل في بعض الأحوال، أولا: في حوالي 13% فقط من جملة الميراث، والإسلام وهو يعطي الرجل الذكر مثل حظ الأنثيين؛ يطالب الرجل بأنه هو الذي سينفق على أخته، وهو الذي سيزوجها والذي سيقيم لها زواجها، فهم لا يفهمون مثل هذه الأمور.
لذلك الإسلام ينبغي أن ينظر إليه نظرة كاملة وشاملة، وخير من تتحدث عن قضايا المرأة المسلمة هي المرأة المسلمة، وأبلغ من يرد على السفهاء المتطاولين على الإسلام في هذا الجانب لجهلهم ولقصورهم هي المرأة المسلمة، نحن سعداء بهذه الرغبة في الخير والرغبة في أن تتعلمي، وربنا تبارك وتعالى عدل.
والإسلام كرم المرأة، أما: فجعل الجنة تحت أقدام الأمهات، وكرمها بنتا وأختا: فجعل الجنة مكانا لمن أحسن للبنات والأخوات، وكرمها زوجة: فقال صلى الله عليه وسلم: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، بل كرمها حفيدة: فحمل النبي -صلى الله عليه وسلم- أمامة بنت زينب في صلاته، يرفعها إذا نهض ويضعها إذا سجد، والمرأة لن تجد تكريما كما وجدته في صحبة رسولنا الأمين -صلى الله عليه وسلم-، ولن تجد تكريما إلا في صحبة الرسل والرسالات؛ لأن هذه مناهج أنزلها خالق الخلق جميعا، سبحانه وتعالى.
لذلك نحن نشجع هذه الفكرة، ونتمنى منك أن تتفقهي في هذا الباب، وهناك كتب ستساعدك، مثلا:
- كتاب الحجاب/ للشيخ محمد إسماعيل مقدم، هذا من الكتب المهمة جدا؛ لأن فيه ردا على الكثير من الشبهات.
- كتاب سنة التفاضل / لعايدة العظم، من الكتب المهمة.
- كتاب موقع المرأة المسلمة يعني بين الإسلام ودعاوي التجديد / للدكتور محمد أديب الصالح.
- كتاب قضايا المرأة/ للدكتورة عبلة محمد الكحلاوي.
- كتاب هجمات المستشرقين والمنصرين على المرأة المسلمة / للدكتور عادل أحمد عبد الموجود.
- كتب للأستاذ محمد قطب -رحمة الله عليه- وعدد من الأساتذة الذين اهتموا برد الشبهات، هذه الكتب ستساعدك جدا في توضيح هذه الأمور، ونحن سعداء بأن تفكر فتاة من بناتنا بهذه الطريقة، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير وأن يلهمك السداد والرشاد.
هذا سيخرج المرأة فعلا ويخرجنا كمجتمع من العادات والتقاليد إلى الشريعة التي أنزلها خالق الرجال وخالق النساء، وطبقها الرسول -صلى الله عليه وسلم-، الذي كان في بيته ضحاكا بساما يدخل السرور على أهله، ثم قال للرجال: (خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي)، كأنه يريد أن يقول لا خير فيمن لا خير فيه لأهله.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونكرر الترحيب بك في موقعك ونسأل الله أن يهديك للخير، وأن ينفع بك بلاده والعباد.