السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأعاني منذ فتره طويلة من مشاكل نفسية عديدة، تتمثل إحداها في الرهاب الاجتماعي، حيث إنني اجتماعي بطبعي، ولكن عندما يكلفني الأستاذ بالقراءة أمام زملائي الطلاب أبدأ في التلعثم والارتباك، وخفقان في القلب وتعرق اليدين؛ مما يجعلني في موقف لا أحسد عليه.
وأيضا عندما ألتقي بأصدقائي ويمزحون معي؛ فإنني أخجل ويحمر وجهي، وأعرق ولا أعرف كيفية التصرف، وبالرغم أن ثقافتي جيدة مقارنة بغيري من أقراني، إلا أنني لا أستطيع أن أبين ذلك بسب هذه الأمور، أنا اجتماعي وأحب الاجتماع بأصدقائي، ولكن يحول الخجل والرهبة بيني وبينهم.
المشكلة الأخرى وأظن أن لها علاقة بالتي قبلها هي الخوف، فعندما يصيح أحد في وجهي، أو ينظر إلي بنظرات حادة؛ حتى ولو من باب المزح؛ فإن ملامح وجهي تتغير، وكأنني سوف أبكي برغم أنني شجاع في داخلي.
المشكلة الثالثة هي العصبية والنظر للأمور بأكثر مما تستحق، حيث إنني عندما أكلف من قبل أي شخص مثلا بإحضار غرض ما؛ فإنني أهتم وأسعى وأسرع، حتى إنني أتسبب بحوادث مرورية بسبب السرعة، وقس عليه الكثير من الأمور التي أعطيها أكثر مما تستحق.
أيضا هناك مشكلة أخرى هي الوسواس، ويظهر ذلك في الوضوء مثلا أو في أمور النظافة وغيرها من الأمور، هذا اختصار ما أعاني منه، وكان لهذه الأمور تأثير سلبي على حياتي الاجتماعية والدراسية.
أتمنى منكم أن تساعدوني لحل هذه المشكلات بأي طريقة وفي أقرب وقت.
الإجابــة
بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
كما تفضلت وذكرت، فإن هنالك صلة وترابط وثيق بين المخاوف بصفة عامة والرهاب الاجتماعي بصفة خاصة، والقلق والوساوس، وفي بعض الأحيان الاكتئاب النفسي؛ حيث إنها ذات منشأ كيميائي أو بايولوجي واحد، ومن فضل الله تعالى أصبحت كل هذه الحالات الآن في متناول العلاج النفسي لدرجة كبيرة.
المطلوب منك أيها الابن العزيز هو أن تكون لك الثقة في نفسك، وأن تتصور أنك أقوى من أقرانك، أو على الأقل أنك تماثلهم في مقدراتهم وقدرتهم على المواجهة، كما أنه من الضروري أن تتخيل وأنت لوحدك أنك تلقي محاضرة، أو خطبة أمام جمع من الناس فيه بعض أصاحب المراتب العليا، وأنت الشخص الوحيد الذي اختاره الناس للقيام بهذا الدور أمامهم، ويمكنك أن تسجل ذلك على آلة تسجيل وتعيد الاستماع إليه، هذه التمارين النفسية السلوكية البسيطة مثبتة الجدوى العلمية لها دون شك، فقط تتطلب الاقتناع بها، وتطبيقها بصورة متكررة، والإيمان بجدواها ونفعها.
الشيء الآخر الذي يجب أن تقوم به هو المشاركة الاجتماعية، وممارسة الرياضة الجماعية؛ حيث إنها تؤدي إلى الاحتكاك والتعبير اللاإرادي، الذي من خلاله يفرض الإنسان نفسه على الآخرين دون أن يشعر هو بذلك، أو هم يشعرون بذلك.
وأخيرا: العقاقير الحديثة لا شك أنها تساعد في علاج حالتك، فهنالك دواء جيد يعرف باسم زيروكسات، أرجو أن تبدأه بنصف حبة في اليوم بعد الطعام، ثم ترفع الجرعة كل أسبوعين بنفس المعدل ( نصف حبة) حتى تصل إلى حبتين في اليوم، وتستمر على هذه الجرعة لمدة أربعة أشهر، ثم تبدأ في تنقيصها تدريجيا، وذلك بأن تسحب أو تقلل نصف حبة كل شهر.
هذا الدواء ممتاز وفعال وسليم، وأرجو أن تلتزم بتناوله مع تطبيق الإرشادات السلوكية السابقة.
وبالله التوفيق.